| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ثامر توسا

 

 

 

                                                                                  السبت 26/3/ 2011



إلــــــى ( سان دييغو )...رحله قوميه مريبه بسفينه مذهبيه مهيبه

ثامــــر توسا

كيف لا يقلق الإنسان وأمامه ترتسم صورتان متناقضتان من داخل بيته , إحداهما تجسد لم شمل العائلة عند النحيب على فقدان المحبين ,و أخرى يدير الأخ فيها ظهره على نداءات إخوانه لإنقاذ وحماية المتبقين .

تكـــرّمت أقلام ٌبقول ما لديها حول المؤتمر (الموصوف بالنهضة الكلدانيه) المزمع عقده في مدينة سندياغو الأمريكيه,إلتقت الآراء عند أمور وأختلفت على أخرى,كان الأجدر بالذاهبين دراستها مسبقا ,في كل الأحوال الواجب يحتم علينا الدعوة لرحلتهم المؤتمريه بالنجاح في خدمة وحدة شعبنا وليس في زيادة إذلاله من جديد تحت وطأة سوط منابر المذهبيه الكنسيه.

لو جاز الإفتراض بأن الحماس المتشنج كان وراء تغافل النقاط التي سنأتي اليها, وهم من أخذ على عاتقه قيادة ما يصفونه بالنهضه (الكلدانيه), فقيادة مثل هكذا نهضه يترتب عليها إستحقاقات والتزامات , أولها رد الإعتبار للشعب الذي أكد رفضه لكل أشكال ومحاولات تقسيم شعبنا وقد مارس هذا الرفض اكثر من مرة في إنتخابات أخفق فيها عشاق الأسم الأوحد ومنظري المذهب الممجد .

إعتراف الإنسان بقصور أدائه وطريقة ترويض دوره لقيادة أي نهضه ليس بعيب, نقول هذا ليس إنتقاصا بأحد و الأدله التي لا مجال هنا لتفصيلها هي حجة زعمنا , نقتطف منها التذكير بهواية التقلب المتناوب بالمواقف و بتكرار خيبة خطاب الإستنجاد المؤطر بالمديح الزائد للأخر مقابل التسويق المستمر للخطاب المستهجن تجاه أهلنا,هذه الممارسات بحد ذاتها تتنافى و ثوابت الإرتقاء الى مهام قيادة النهضة المدعاة , أي يفترض معالجتها بالذهاب الى بدائل تصحيحيه و ليس بالعودة مرة أخرى الى وضع الكلدانية ونهضتها القوميه المزعومة بأيدي قساوسة كنيسة مذهبيه (مع أحترامنا لدرجاتهم الدينيه) في سان دييغو وليس في تللسقف او صوريا , ظنا منكم أن جرعة الحنظل هذه ستزيح مرارة سابقاتها, كلا هذا لا يصح , لأنه لا يتماشى وتجارب الأقربون ممن سبقوكم , كما يتعارض ومقولة الفيلسوف جبران خليل جبران في كتابه العاصفه ((لم يهبط يسوع من دائرة النور الأعلى كي يهدم المنازل ويبني من حجارتها الاديره والصوامع ويستهوي الرجال الأشداء كي يقودهم قساوسه ورهبانا..)).

وإذ نحن طالبنا وسنطالب بسبق دراسة أسباب الفشل قبل الذهاب معه أبعد , تطلون علينا اليوم بإصرارعلى توسيع الشق في ظل فعاليه يقودها تمرد مذهبي كما يروج عنه ,هل هذا ترقيع للشق ام إمعان في توسيعه , لذا لزاما علينا قول ما نراه ضروريا قبل ان تختلط الأمور ويضيع الخيط والعصفور ,وإلا فالعجالة والهيئه التي حيكت بها فكرة المؤتمر تثير تساؤلات ليس من السهل إختزالها في نعتها بالمعاديه والحانقه على المؤتمر , نعم لكم أن تفصحوا عن نياتكم و تحكوا بما يطيبكم عن قومية نهضة هذا المؤتمر لكن ما سيحكيه صوت العقل عن مؤتمر كهذا هو خلاف ما تتمنوه , ومن دون الحاجه لوضع المؤتمر تحت عدسة تقييم المؤتمرات القوميه المراد لها النجاح ,لا يمكن إعتباره قوميا , بل المنطق سيصفه بالفرصه التي إقتنصها من يهمه توجيه رساله مذهبيه كنسيه من سان دييغو الى شيكاغو ثم الى بغداد , إذن ألسنا بذلك مساهمون في المزيد من تعرية جسدنا أمام سيف المذهبيه المثلوم الذي امسكت به وما تزال تضغط على مقبضه رموز المذهبيه الكنسيه المتصارعه ؟.

لابد ان المشاركون يدركون جيدا اهمية النقاط التي سنعرج عليها ,لكن فعل التشنج والإخفاقات المتتاليه على ما يبدو قد جرت الداعيه القومي العلماني الى خشبة التخبط (خاصة اليساري) الذي رشحه عجزه عن إستقلالية إدارة أدائه القومي ميكانيكيا وفكريا وماديا ليصبح فريسة يسهل أصطيادها بعين الطعم المذهبي الذي إبتلعه قبله الأخرون

كثيرة هي مآسي شعبنا القوميه التي كان تعويلنا فيها على حشر رموز مذاهب الكنيسه في شأننا القومي أحد أسباب نكساتنا ,واليوم اذ ننتقد ونحذر من عواقب تكرار ذات الخطأ , إطلاقا ليس للحط من عزيمة المتحمس لعنوانه القومي وإعلاء شأن الأسم الذي يرتأيه , بل خوفنا من الوليد الخدج الذي ستنجبه لنا زيجة المنادي بالنهضة القوميه مع شهوة رمز الدين الكنسي في صراعاته المذهبيه , لسنا هنا بصدد تقدير مدى حرص الرمز المذهبي على كنيسته فذلك شأنه ,لكننا على علم بقدراته (الماليه) في تمويل مؤتمر ليته حمل عنوان النهوض بمذهبه و ليس بالكلداني القومي .

لرجل الدين كل الحق في قيادة نهضة لاهوتيه/تعبديه/ طقسيه/مذهبيه , فهذا شأن مؤسسته وواجبه, أما غير ذلك فالناس إعتبرت من التجارب بما يكفيها لتفقه الأمور وتميز بين ما يسعى اليه المذهبيون وبين ما يتوجب على الناهض القومي,لذا عليه ان ينتبه .

تساؤل فني آخر يفرض نفسه : كيف يستطيع ( ولا اقول كيف يحق لـ ) رجل الدين إدارة مؤتمر قومي (تسموي قومي أحادي) كلدانيا كان ام اشوريا ام سريانيا ؟ في حين كلنا يعرف حدود سقف مهمة رجل الدين ومذهبه ( كاثوليكي, نسطوري, ارثدوكسي, يعقوبي ..الخ ) , ونعلم يقينا بان كنيسته المذهبيه (الكاثوليكيه على سبيل مثال) فيها من يعتبر نفسه اشوري او سرياني او عربي او كلداني او فارسي او تركماني او كردي او .. او .. او , لذلك يصعب علينا تصديق بدعة ان المؤتمر هو للنهضة القوميه الكلدانيه , ليس لأننا نستكثر هذه النهضه على أحد, لكن تاريخنا وتجاربنا تثبت عقم وسذاجة هذا التسليم ,لا بل عقولنا تستهجن كل تبرير يساند مثل هذا الطرح السطحي.

في كل الأحوال,حاشانا من التشفي والتملق ,الوقائع تؤكد بان مؤتمرا يتمترس وراءه عقل مذهبي ,مهما حاولنا إلصاق صفة القوميه به, فهو عاجز عن الإتيان بما يحقق لشعبنا تطلعاته ,ولو تم تمريره فسببه تخبط المعنيين و ليس عجزنا عن قراءة ما يخفيه المؤتمر وراء عنوانه وجغرافية مكان عقده وطريقة إنتقاء المشاركين فيه .
عودة الى النقاط التي إفترضنا انها قد فاتت على الإخوة أو تم تغاضيها لسبب ما :

1- بعيدا عن الذم او القذف, المعلن عن المؤتمر يشير الى أن أغلب الحضور لم يثبتوا في سابق طروحاتهم سوى عشق التسميه الأحاديه وهواية القذف بالأخرى, مما غيّب عنهم الحس الوحدوي المشفي لغليل شعبنا الذي أثبت في الأنتخابات بأنه مع كل من يعمل على وحدتنا ؟ فهل ستعملون عليها؟
مع الأسف أشك في ذلك لأن الدلائل تنبئ العكس , اللهم إلا ان كانت الهداية قد تجلت , وإلا فالمؤتمر سيكون بمثابة جرعة منشطه لفايروس التقسيم والإنعزال خدمةً لمن لا تعنيه وحدة شعبنا القوميه في وطنه العراق , انا لا أنفي ظهور أصوات بالضد من هذا المنحى في المؤتمر,لكن واقع حال المؤتمر هكذا, و مخادعة النفس في قراءته بشكل مغاير لا تصح ما دامت مخيلة الداينمو المدبر تتحكم فيها رغبة عارمه في تحقيق مكسب وشهره مذهبيه سبقه فيها غيره.

2- سؤال موجه لكل سياسي قومي ومثقف علماني , أ يصح وصف مؤتمر بالقومي , سواء كان اشوريا او كلدانيا او عربيا , تديره ماليا وفكريا وجغرافيا مؤسسه دينيه مذهبيه محليه,ناهيك عما يروج حول إنفصالها عن المؤسسه الأم ؟
وهل فاتنا ان في كنيستنا الكاثوليكيه من الاشورييين مثال موديستو وترلوك وسانو زيه في كاليفورنيا و من العرب كما في الموصل وبغداد ودمشق و بيروت والقاهرة واماكن اخرى؟ أم أننا بصدد عقد مؤتمرات لاحقه لنهضة الاشوريين والعرب والتركمان والاكراد من المنتمين الى كنيسته الكاثوليكيه؟

3- غريب أن يتناسى الإخوة بهذه البساطة كم باهضا كان ثمن تذبذب خطاب الداعيه الكلداني عندما كان يتأرجح ما بين الإصغاء لما تمليه قيادة كنيسة المذهب تارة , وبين رسائل الإستنجاد بأحزاب قوميه من خارج بيتنا تارة أخرى , ثم الذهاب بالكلدان الى قائمة الشيوعيين لتعقبها مباشرة قفزة العريض الفاشله الى قائمة المجلس الشعبي ثم الأنشطار , واليوم نعود الى المربع الصفر من جديد وربما للمزيد من الأنشطارات......... هل هكذا يكون التصحيح؟ أم تريدوننا قلب الحقيقه كي يليقكم التقييم؟


4- كنت اتمنى أن أقرأ غير ما كتب في تبرير عقد المؤتمر في ساندييغو, لان عقده في إحدى دور او كنائس بغداد او باقوفه او صوريا كان أسهل بكثير وذي معنى أرقى وبحرية وإستقلاليه أوفر, ولأكتسب حديثنا منحى غير هذا الذي نحن فيه.

5- أقل ما كان مطلوب من الإخوة , هو طرح ألأخطاء على البساط بجرأه وما أكثرها (كلنا يخطأ) بقدر كثرة الكتابات والتصريحات المجحفه بحق أهلهم وذويهم لمناقشة مردوداتها السياسيه والأجتماعيه كي لا يلدغوا من نفس الجحر .

نختم كلامنا بعد المعذرة على الإطاله لنقول, شخصيا أشك في نجاح مؤتمر قومي تبذخ عليه نزعة المذهب وكبريائها , و يشاركها من يتعالى على الإعتراف بالخطأ والإتعاض من أخطاء الذين سبقوه .

ولأنكم أهلنا وأخواننا ومعارفنا واصدقاءنا وسنبقى هكذا مهما إختلفنا ,لكننا سنأسف كما تأسفنا في السابق على جهد أسرفتم به كانت نتيجته كما رأيناها بأعيننا, و لا نتمنى ان يذهب عناءكم ذر الرياح مرة أخرى .

الوطن والشعب من وراء القصد





 

 

free web counter