| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ثامر توسا

 

 

 

                                                                                  الأحد 20/2/ 2011



إلـــى التظــــاهرة خـــذوني مــعكــــم

ثامــــر توسا

قبل نصف قرن ونيف, عام 1959, كنت صبيا نينوياً يحبو في مجالس المتحدثين بالسياسة , أستمع اليهم وأراقب حركاتهم وإنفعالاتهم , لكني لم أكن افهم ما يحكون ولا ما تعنيه تلك المصطلحات الثورية , بل كنت أشعر بالخوف العفوي من ملامح وجوههم الغاضبه ومن ضربات أياديهم على الطاولة التي يحيطونها .

ورغم كوني صبيا, اتذكر جيدا احداث حركة الشواف التي وصفها الثوار وقتها بالمؤامرة, وأتذكر كيف كانت ردة فعل المقاومة الشعبية أزاء محاولة الإنقلابيين وممارساتهم , مازالت تمثل أمامي صورة لف الحبل حول رقبة صاحب الجايخانه (اسماعيل حجار) وربطه بسيارة الإسعاف لسحله , كما أتذكر جيدا المشهد الذي لم يغادر ذاكرتي من كثرة قساوته وإيلامه , مشهد رأيت فيه كيف يعلق جسد الأنسان العراقي على قنارة القصاب ليقّطع لحمه بالسكين ويلقى في النار , اتذكر أيضا كيف إخترقت رصاصات الإنقلابيين جسد الشابه غنية إبنة جارنا المناضل الشيوعي محمد عبداللطيف, صورمرعبه ومخاضات مؤلمة لم تترك في كياني سوى الرعب والخوف من كل شئ أسمه ثورة أو تظاهرة لانها في ثوريتها لم تزرع فينا سوى المزيد من الرعب و الحقد والكراهية .

بعد أن نجحت سلطة ثورة الرابع عشر من تموز ومناصريها بالقضاء على حركة (مؤامرة) الشواف, نمت في اوساط المجتمع الموصلي رغبة الانتقام التي أحرقت الاخضر واليابس, أتذكر أسم اول الضحايا الذين طالتهم الذراع الإنتقاميه , كان الشيوعي الموصللي كمال قصاب,وعلى أثر مقتله , إجتاحت المدينه تظاهرة عارمه نظمها الحزب الشيوعي في الموصل, لم أستطع حينها فهم ما معنى ان يتظاهر الأنسان, فقط فهمت من كلام الاهل والجيران بأن هناك تظاهرة كبيره يوم غد ستنطلق من ملعب الادارة المحليه / شارع أبي تمام , فهمت منهم بأنها ستكون هوسه وصخب و فيها ستتجمع الحشود و تكثرالصراخات والهتافات ,لذا بدأت افكر كيف بإستطاعتي الخروج للتفرج عليها, إستطعت ان أقنع المرحومة عمتي (شقيقة والدي) كي تلبي طلبي وترافقني الى راس الشارع لأرى ماذا يدور,,,,,,,,,,فعلا رافقتها لأرى حشود الناس تسير في شارع نينوى , حشود منفعله , تصرخ وتتوعد وتهدد بالانتقام لدم الشهيد,,,,,,,,وووووو

بعد نصف قرن من تلك العبر و التجارب المأساويه , يا ترى هل سنتظاهر اليوم بنفس تلك الطريقه؟ هل سنتوعد ونهدد ونشتم ونسب ونكسر ونهدم ونسرق ؟ هل سيتلقى صدى صراخ المتظاهرين صوت الرصاص و العصي والقنابل المسيله للدموع؟ أم لنا مطاليب يتوجب طرحها وعلى السلطه ان تحترمها وتستمع اليها ,,,,
نعم خذوني معكم ألى تظاهرتكم اليوم يا عراقيين , لكني لا أتمنى مشاهدة ما حصل قبل نصف قرن,,,,,,,,,,,,,نريد تظاهرة تثبت اننا قد إعتبرنا من أخطاء أسلافنا , نريد تظاهرة يكون فيها شعارنا دم العراقي أقدس الأقداس , لنتعض ونتعلم من مآسي هدر ما سال من دماء ضحايانا ,,,,
عاش العراق وعاش شعبه

الوطن والشعب من وراء القصد





 

 

free web counter