| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طريق

 

 

 

الثلاثاء 8/9/ 2009

 

من اوراق امرأة
(جنج حزينة)

طريق

تعودت منذ صغري ان ادفن احزاني معي.. في جعبتي ،دون الكشف عنها، ولكنني وكما يلقبونني في البيت ،احمل وجه المرآة.
حيث يعكس وجهي كل ما بداخلي.. فلا يبقى لي سرا احتفظ به لنفسي.. ولأن علاقتي بأخوتي علاقة وثيقة حتى كنت جريئة لأنقل لهم كل شئ بأمانة تامة.. منهم تعلمت الاختيار الصحيح.

اتذكر حين تزوجت اختي الكبيرة والتي كانت تحتضنني كأبنتها،حزنت جدا وجلست وحيدة مع حزني الصغير على عتبة اخر سلم من بيتنا،واضعة يداي تحت وجنتاي.. فرأني اخي وبدأ بالغناء لي..

جنج حزينة..
وجهج وجه غبور احو..
لا تكَبحينه..اي والله..
و مغمضة عين وعين ..!
وجنج حزينة..

ضحكت وانا لم افهم شيئا من غناه حينها.؟
وصارت هذه الاغنية الشائعة لي اذا ما حزنت يوما.. في يوم الاربعاء الدامي ،كنت جدا حزينة بعد سماعي لنشرة الاخبار،واخذت دفتري وقلمي لاكتب ؟
وتعسرت الافكار في مخاضها واصطدمت مع تلاطم رياح الغضب والاستنكار.. مزقت كل الاوراق..وكأنني اسخط على كل الحياة.

بعد رجوعي من العمل كنت بحال أحسن مما كنت عليه سابقا، فقد هدأ روعي قليلا ، فأخذت بالكتابة ثانيةً ...

الى امي
انتِ في عقلي
وروحي وقلبي تسكنين
اليوم.. يا أمي
عبقتِ في مشاعر الحنين
حين هبت بي عاصفة الهموم
عراقٌ يُذبح..؟
والموت صار
مرقد العاشقين..؟
تذكرت بكائكِ
وسؤالي المُلِح دوماً
لِمَ الدموع يا أمي..؟
تجيبينني بأنين
لأني زرعت
وطار حصادي في الهواء
امي..؟
هل بكيتِ اليوم
كل الشهداء..؟
وندبتِ الاحبة بأحتراق..؟
فالموت زحف في كل العراق..؟
امي..؟
ليتكِ تسحبي ظفائري
مرة اخيرة
وتنبهينني ان لا افيض
من الطيبة..!
والحذر الحذر من المجهول
امي اشتقت لكلماتك
حين تهدهديني مرة
واخرى في وجهي تصرخين
..اخاف عليكِ من الموتِ
وليتني متُ قبل
الاحبة المخلصين..؟
امي..
اي انتفاض للحزن
يغمرنا..؟
والعجز يخلق منا
الف انفصال..؟
اوااااااااااااااه
ثقل قلبي بالهموم
وغدا كل شئ
بلا مذاق..؟
وكل ما فنينا عمرنا له
مازال فقط
في درب التضحيات..؟


انتهيت من كتابتي وكأنني ارمي بكل احزاني، ولو لبرهة من الزمن ،واذا بأخي يتصل بي ليسمع اخباري..كانت نبرة الحزن مازالت، تهجد في صوتي حاول  .
من بعيد ان يخفف من ما اعانيه..؟

..ها شكو..؟ جنج حزينه..؟

ضحكت من شدة الآمي وقلت له اي والله..
 

 

free web counter