| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طريق

 

 

 

الثلاثاء 8/4/ 2008

 

من اوراق امرأة

عاد نيسان...

طريق

حاملا ذكريات حزينة ...تلك التي تحمل مأساة كل الفيليين ،اعادتني الى ايام صعبة وشاقة من حياتي..
ابدأه انا بالسلام...
سلام على ارواح شهدائنا الخالدين من الكورد الفيلية،والذين هم احياء في قلوبنا الى الابد...
سلام لكل الشبيبة والشيبة المغيبين من كردنا الفيلية.
وها انا اتصفح ورقة اخرى من ذكرياتي المريرة...
كانت الحصة الاولى في ذلك اليوم هي درس الدين،نادت ست سهام مدرسة الدين على الطالبات غير المسلمات :ليتفضلن خارج قاعة الدرس،خرجت فاتن وانتصار وامل ..نظرت ست سهام اتجاهي متوقعة خروجي،فهمت سر نظرتها تلك وابتسمت :لاست انا مسلمة..
رأيت الاندهاش في عينيها ،ربما لاني كنت لصيقة للفتيات اللائي خرجن ،وهن من اديان مختلفة...الا انني كنت مع الطالبات المسلمات ايضا.
اوربما كان لها الشك في اسمي الثلاثي الذي احمله..
انا احترم كل الاديان واحترم فيه الانسان الذي لايتخذ الدين ستارا او درعا واقيا ليعمل كل الموبقات..
لم انتبه كوني كنت احمل جنسية عراقية،ولكن لاتعترف بمواطنتي كعراقية بل (تبعية ايرانية) شئ يميزني عن باقي العراقيين.
وفي درس اللغة الكردية سألتني ست گلاويش والتي هي من السليمانية ان كنت من اربيل..؟ولما ذكرت لها بأنني فيلية ،استغربت لكوني اتحدث اللغة الكردية بطلاقة..
اما مدرسة العربي الست (انيسة) رحمها الله لم اعلم انا بتاتا بأنها تحمل ما احمل (تبعية ايرانية) الا حينما سفرت الى ايران وماتت في المنفى بعيدا عن اهلها وعن وطن خدمته خلال عشرين عاما.
هكذا (كرمت) من نظام حكم وطنها الذي احبت ان تعيش وتموت فيه.
دفنت بارض لاعلاقة لها به سوى صفة الصقتها القومية الشوفينية بنا..
بدأت حملة التسفيرات وقبلها شن النظام الدكتاتوري حملة ظالمة ضد الشيوعيين.
الاغلبية اذا لم اقل الكل ترك محل اقامته وانتشروا في اماكن بعيدة عن الانظار..اما عوائل الكورد الفيلية ،فأنهم انتظروا مصيرهم بالتسفير..
تشتت عوائلنا وقلوبنا ظلت متحدة..
لم اكن اعرف ان سعاد (تبعية ايرانية ) وهي التي لاتعرف لهجة غير لهجتها الجنوبية ،حتى ان الجميع اعتقد بانها من العمارة..
جاءت يوم امتحان التأريخ والدموع تملاء عينيها ،سألتها عن السبب وذكرت حالة تسفير عمها وتجردهم من كل شئ وتخشى ان تلحق هي واهلها بهم.
هدأت من روعها واستبعدت تسفيرهم كونها واخوتها ،اعضاء في الاتحاد الوطني مع علمي التام بجهلهم بالسياسة فقط من اجل ان يحصلوا على مقعد جامعي مضمون.
في منتصف الامتحان المقرر لذلك اليوم ،لمحت من بعيد ومن خلال النافذة المطلة على الساحة ،جاءت المديرة مع اثنين من الظباط وهم يتجهون نحو قاعة الامتحان.
رميت القلم من اصابعي وتهيأت لما هم قادمون من اجله..
لعنت نفسي لحضوري لقاعة الامتحان،فلقد تمكنت من اخفاء نفسي لفترة طويلة عند بيت خالي،واليوم وبكل بساطة سيعتقلونني....!
لا ادري كيف مرت تلك اللحظات من الاضطراب والقلق ،ولايمكن ان اسميه غير هذا...!
الخوف شئ اخر لان الذي ينتمي لصفوف الحزب الشيوعي يحمل كفنه على يديه..
نادت المديرة على سعاد ورافقتهم بحشرجة وبكاء وبدأ الاستفسار لماذا ؟ اين ؟ تعالت اصوات الطالبات..وببساطة كان الجواب (تسفيرات)...!
رغم كراهيتي للتعصب القومي وابتعادي عنه ،الا انني احب جذوري واتكلم لغتي واعتز بعراقيتي ،ولا ارضى وطنا غير العراق..
ولم التصق بحزب الا بالحزب الشيوعي فهو فقط يستحق الانتماء.
علمني حزبي ان احب كل الناس ولا اعرف التمييز في اللون او الجنس او اللغة او الدين او القومية ..فنحن كلنا ابناء العراق سواء



 

free web counter