| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طريق

 

 

 

الثلاثاء 3/6/ 2008

 

من اوراق امرأة

طريق

وانا اساهم في التوقيع في ( حملة حماية اطفال العراق) يعتصرني الالم لغياب الطفولة عن حياة اطفالنا في العراق...غياب تعسفي واجباري تبعا للضروف القاهرة التي يعيشوها ..
حالات مختلفة من اليتم المبكر والحرمان من الحنان والرعاية، شئ يعتصر قلبي ودافع عميق يربطني بكل اطفال العراق،هؤلاء هم جيل المستقبل . وهم ابناء اخوتي واقربائي والاهم وطني...

في يوم السبت 31/5/ 2008 خرجنا في سفرة محلية وتابعة للجمعية العراقية لمدينتنا ،بعد انطلاق الباص بنا ..تردد الى مسامعي اغاني ومووايل حزينة ،اندهشت لذلك فالباص سويدي والمسجل اغاني (تذبح الروح) من الحزن والنواح..سألت صديقتي مسؤولة السفرة عن مصدر الصوت ،قالت من المقاعد الخلفية ،وانا اعلم تماما ان المقاعد الخلفية هي للاولاد الصغار..وابني يجلس معهم...

رأت الدهشة في عيني...؟ معقول...؟ من يفكر بسماع هذه الاغاني التي جعلتني ابكي معها...! سألتها باستنكار...؟
ومن يستمع اليها....؟اطفال من عمر ابني ..؟ عمر الزهور الجميلة..

قالت صديقتي انهم (العراقيين الجدد)....؟

حتى الذوق السمعي للاطفال اصبح حزينا ...! لا بل هو الجرح بنفسه..

تذكرت قبل ايام سمعت من احدى الامهات تشتكي من طالبة عمرها ثمان سنوات تسأل ابنتها التي من عمرها ان كانت(سنية او شيعية) شئ لايصدق..؟ اين براءة الاطفال...؟اين حلمهم الصغير الجميل..؟

هل اصبح اطفالنا لا يعرفون مفردات غير الدمار...(ادمرك،دمرتني)

شئ نستنكره ولكن هي حقيقة مرة وجدا قاسية..!

شئ غير طبيعي لواقع طبيعي ..لواقع عايشوه يوميا..الحكم البائد زرع الخبث والحقد والشوفينية وجاء ليكمل عليه المذهبية والطائفية...؟

بقيت اسأل نفسي كم من الوقت نحتاج لارجاع براءة الطفولة الى اطفالنا..كم من الزمن يجب التسابق معه لتحقيق حلم طفولة ،خالية من كل الاوجاع..! لاستعمال مفردات تناسب اعمارهم واستماع موسيقى تنمي سلوكهم وذوقهم... وتغيير مجرى حياتهم كليا ،شئ ينمي عقولهم وارواحهم البريئة..وشئ يدخل الفرحة لقلبي وانا اراهم يحملون رائحة وطني الجريح...!






 

free web counter