| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طريق

 

 

 

الخميس 30/4/ 2009

 

من اوراق امرأة

الى الشهيد فياض

طريق

تحية لكل عمال بلادي في الواحد من ايار...تحية لاصحاب الكلمة والتجربة الكادحة...للذين ينضبون العرق في عشق الوطن...اخص بالتحية روح العامل الشهيد فياض...كان في منتصف العشرين من عمره ،اسمرا ،طويلا ،نحيفا ...عرفته حين قدمتني خطيبته له، والتي هي كانت صديقتي وزميلتي ورفيقتي (ن)...كان ملامح التعب والسهر يظهران جليا على وجهه الاسمر..مد يده ليصافحني،شعر بفرحة وزهو كبير ..بدأت اناقشه في نضال العمال ومحاولاتهم الجدية،لتغيير ظروف العمل وتقليل ساعاته،والاجوروالطبابة وتحسين ظروف البيئة...ابتسم في وجهي وقال ـ صحيح كل ماقلتيه ولكن انتي مو من منطقتنا اكيد.. بس انتي عايشه ببغداد ويانه..! انتي تنقلين تجارب عمال العالم مو عمالنا...

شعرت بصغر تفكيري.. بصغر حجمي.. امام حقيقة معايشته عبء العمل. شعرت بصغر ارادتي لمواصلة النقاش...ابتسم لنظرة الخجل التي اطرقت عيني بها... ضحك وقال انتي تحملين صفة الخجل والمتوارثة من البرجوازية ..احتقن وجهي ..لانني لست من عائلة برجوازية..ولانه كان سريع البديهية...حاول تغيير النقاش...اردت ان اتغلب على الهزيمة ورجعت لنفس النقطة الاولى...لماذا لا نعمل كما حاول الاخرون في البلدان الاخرى...؟ قال: ببساطة لاننا نعيش في العراق..! نحن نعمل ولكن امامنا كثير من التضحيات،تجربتنا تختلف ولكن الهدف واحد.. كان عاملا في معمل للصمون...ولانه كان الكبير وفقدوا والدهم مبكرا.. ترك هو دراسته الاعدادية ،ليكمل بقية اخوانه واخته الدراسة ...بعد اشهر من معرفتي به انفصلت صديقتي عنه ...؟ التقيت به صدفة في الشارع وطلب مني التدخل في اعادة العلاقة بينهما واستمرارية الخطوبة....حاولت كثيرا...لم افلح...! تزوجت صديقتي بأخر... يمتلك بيت وسيارة وراتب جيد...؟ وماذا عن فياض..؟ سألتها بكل غضب وانكسار...!اجابتني انه لا يعيش لنفسه ، بل خلق لاجل الاخرين.. في بداية عام 79 التقيت بوالدته وهي مذعورة، طلبت مني المساعدة في السؤال عن فياض..؟ فقد داهم رجال الامن مكان عمله واغتالوه...؟ (ترجتني ان اتوسط الرفاق ) للبحث عنه والسؤال..! لا ادري غير ان دموعي تساقطت من عيني... وكأنني اودعه ، واعلم جيدا ان مثله لا يعطي البراءة ولا يخون الرفاق...بقت اخر كلماته ترن في اذني وهو يقول لي ...لا مجال للمقارنة بينك وبين (ن ) ولكن كنت اتمنى على الاقل ان تكون قد تعلمت منك الاخلاص والاصرار...! وما هو اخلاصي واصراري امام اخلاصك واصرارك انت يا فياض..؟ وكيف المقارنة في حبك ودفاعك عن الحزب حين قدمت روحك دون مقابل ..؟ فقط ليبقى الحزب وتستشهد انت وكثير من الرفاق..؟ فياض ايها الرفيق... العامل الشهيد ...من يرجع بسمتك الحزينة.. من يعيدك من اسر الموت... لتعيش مرة اخرى للحب ..لأرى مرة اخرى في عينيك صورة العشق والامل .. لتعود ولتقر عين امك الثكلى ..وتفرح ليوم زفافك.. كم كنت بارا لوالدتك.. كم كنت رفيقا واخا حميما لي وابا عطوفا لاخوتك.. كم اعطيت الجميع .. دون مقابل... كم كنت ناكرا لذاتك ... وجهك الغائب يزورني حين يمر ايار كل عام.. انت زهر القضية.. انت تاج الوطن .. ايها الرافض لحقيقة الاستغلال.. ايها البروليتاري الشهم... ايها المدافع عن حقوق العمال .. ايها الراحل دون وداع...

تحية لروحك ولروح كل العمال الابرار...




 

free web counter