| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طريق

 

 

 

الثلاثاء 2/9/ 2008



من اوراق امرٲة

بدء العام الدراسي

طريق

حنين جاثم في صدري يدعوني بين الحين والاخر لايام الدراسة في الوطن..شئ غريب لانني الى الان بين فترة واخرى اترك العمل لالحق ب(كورسات دراسية)حتى غدت من هواياتي في التنوع بالدراسة...ومع هذا احن لتلك الايام الجميلة...؟هل لانها تحمل ذكريات مقتبل العمر..او لاشتياقي الكبير لزميلاتي..؟قد يكون مرتبط كله بحنيني الى وطني...!كانت مدرستي تشكل مشكلة لعائلتي ،وذلك لعدت اسباب،اولها بعدها عن البيت واضطراري لركوب الباص ،وثانيا تواجد عدت مدارس قرب البيت مما سيجعلني اكسب الوقت اكثر خاصة امسيات الشتاء..لم يمنعني ائ سبب مقنع من هذا ،فقط لتمسكي بصديقاتي وحبي لهن ..وعملي بينهن..نعم تفهمهن لي وتمسكهن بي يجعلني اعشق المدرسة والدراسة..حتى انني لم اغيب عن الحضور ابدا..الطريف في صفنا كانت تتواجد ست طالبات بااسم كريمة ...شئ لايصدق وكٲن هذه المنطقة لايعرفون اسم غير هذا الاسم ..؟وبدٲ دوري في تلقيبهن مثل كريمة ام شعر الطويل وكريمة الصغيرة (وذلك لقصرها)وكثير من الالقاب فقط لحضورهن في الذهن اثناء الحديث وسهولة معرفة المعنية..الجميل في هذا عدم اعتراض ائ واحدة منهن وتقبلهن لذلك بروح رياضية ..اتذكر حين طلبت الست فائزة مدرسة العربي كتابة بحث في موضوع الادب مثلا يتناول حياة كاتب او شاعر او ائ شئ يخص مجال الادب..انا اخترت اختلاف مدارس النحو بين الكوفة والبصرة..وبما انني كنت من رواد المكتبة الوطنية ..كنت اعرف تماما اين اجد ضالتي بين الكتب...حتى حفظت كل ازقة الوزيرية واسميت اشجار نخيلها والنارنج..كنت انسى نفسي بالقرٲة حتى انسى الجوع..فما ان انتهي من صحيفة حتى استلم مجلة وكتاب وحين اجد نفسي وحيدة بين الكتب ،كنت اتمنى البقاء اطول..اما صديقاتي فكانوا مضطرين للذهاب الى مكتبة (العباس بن الاحنف)وهذا يقع في حي شعبي يسمى (الگيارة)في منطقة الثورة..دعّني صديقاتي بمرافقتهن لتلك المكتبة البائسة من حيث توفر الكتب ومن حيث التبريد ..لاول مرة كنت ادخل لتلك المكتبة ولذلك الحي..شئ مؤسف كان حضور الذكور اكثر من البنات ..كنت ارى نفسي كطائر غريب حط على غصن شجرتهم..شئ غريب ان احس بهذا ..؟ربما لانهم استضافوني بشراب بارد وتعليقهن بٲنني الزائرة الاجنبية ..ضحكت ملئ قلبي لذلك ..فقط لانني لم اكن من اهالي تلك المنطقة ..هناك في ذلك الحي الكل يعرف الاخر..كلمة اجنبية اضحكتني جدا في المنفى ،حين سماعي لها..اذا تحققت نبؤة الزميلات..سٲظل اجنبية..!اكملنا البحث وجاء دوري لقرائته امام الطالبات ومناقشته..وكنت مندمجة تماما في ماقاله سيبويه..ولكي ادعم ماقاله قلت والدليل على هذا ...سمعت صوت واضح وخافت يقول (الووووولو)وكان صوت كريمة الصغيرة وهي تقلد عادل امام في مسرحيته وكانت المسرحية في اوج شهرتها..وانطلقت ضحكة عفوية مني تزامنت مع ضحكات الصديقات..هنا رمت الست فائزة قطعة التباشير من يدها وبصرخة مرتجفة رددت عبارة مهزلة....!اعتذرت بالتو والحال منها ونيابة عن كل الزميلات...واعتذرن هن ايضا ولم يشفع الاعتذار...تركت قاعة الدرس لتٲتي المديرة وتوبخنا..(اترزلنا)وبقينا بدون مدرسة عربي..واصبحنا ضمن عداد صف المشاغبات...ولكي انهي تلك المٲساة كتبت رسالة للست فائزة مدرسة العربي وضمنته بالايضاح والاعتذار..ولاني كنت قد فزت قبلها في مسابقة المقالة في بغداد بكرخها ورصافتها..رق قلبها ورجعت لقاعة الدراسة بعد تحذيري التام لكريمة ان لاتمزح في حصتها..الذي اريد توضيحه بٲن كريمة لم تتعمد في الاستهانة بالدرس...لالا ابدا بل شخصية المرح والمزاح كان جزء لايتجزء من شخصيتها..تعلمت الكثير من كريمة والاخريات مثلا اللهجة الجنوبية والذي ساعدني بفهم الشعر الشعبي ،تعلمت البساطة والحب والعفوية والصراع الكبير بين الفقر والغنى ومحاربتهم له وانظمامهم لحزب البروليتاريا...احبتي اين ما كنتم احبكم...واشتاق جدا للقائكم ...

 

free web counter