| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طريق

 

 

 

 

الأثنين 28/1/ 2008

 

في ذاكرتي

طريق

بينما انا استمع للاستاذ تحسين المنذري ومداخلة الاستاذ عبد الرزاق الصافي وهم يتناولون موضوع وثبة كانون في ذكراها الستين في غرفة ينابيع العراق شردت بذهني الى تلك الايام التي كنت فيها طالبة في المرحلة المتوسطة حينا كنا منتظمين الى اتحاد الطلبة وكنا اصدقاء للحزب انذاك وفقا لعمرنا الصغير ...
كانت منظمتي الحزب والاتحاد تعملان بشكل مكثف في الحملة التثقيفية لكوادره,وكانا يوصيانا دوما على الالتزام والصيانة ورفع مستوانا الدراسي والتفوق وابراز مجموعتنا من خلال تفوقنا وحسن اخلاقيتنا وهذا ما دفع الكثير الى الانظمام لصفوفنا والالتفات حولنا ... واصبحت لنا قاعدة جماهيرية كبيرة في صفوف الطلبة ومن ثم اندمجت في صفوف الحزب .ارجع بذاكرتي لتلك الايام حين يسرد الاستاذ المنذري التاريخ بطريقته الواضحة وبصوته الرخيم . تستعيد ذاكرتي تلك المشاهدة الظريفة والمحرجة في درس التاريخ حيث يمر المنهج المقرر على تلك الحوادث مرورالكرام دون سرد الاحداث بموضوعية ,ولانها كانت من المواد الدسمة في تثقيفنا كنا نفتخر بشرحها امام الطالبات وهن مبهورات لتلك المعلومات غير الموجودة في المادة المقررة ..
طابق يوم تحضيرنا للاجتماع بنفس اليوم لتحضير المادة الدراسية.
وكنت من اللواتي يحفظن الدرس عن ظهر قلب * ادرخ وطبعا بفهم تام
المؤلم غير المتوقع هو حضور المفتش لتلك الحصة ولتكتمل المأساة كنت قد فهمت الدرس من الثقافة الجديدة وكراس اخر كنت قد استلمته من مسؤلي. ونظرا لتباهي المدرسة بي كأنشط طالبة مجتهدة في الصف سارعت بطلبي للشرح قبل حتى ان ارفع اصبعي اعلى مبادرة للكلام
صاحت بأسمي بكل ثقة واعتياد بالنفس وانا بدأت بسرد التاريخ كما هو موجود في ذلك العدد من الثقافة الجديدة ويا للهول ...صرخ المفتش بمدرستنا طالبا مني التوقف.هنا عرفت انه كان مصغيا جيدا لي ,وخرج مع مدرستنا والتف الصف كله حولي طالبا التوضيح لما صدر مني .اما الطالبات اللواتي معنا في التنظيم عرفوا الحقيقة وخشوا العواقب التي تنتظرني ..بعد ذهاب المفتش طلبتني مدرستي ان ارافقها خارجا كنت اخجل من النظر اليها لما سببته من احراج وتوبيخ حصلت عليه مؤكدا من المفتش .واحسست بأنني استغليت سذاجتها وعدم درايتها بالسياسة مع انني لم اتعمد لذلك ابدا .. بل يكفي صغر سني شفيعي.ولم تقصر هي في توبيخي وتهديدي بأن لا اكون من المعفيات في مادة التاريخ .وللاشارة فقط المعفي يكون بعد حصول الطالب على مجموع 85 في المعدل النهائي ما قبل الامتحان الاخير .استمعت اليها بكل ادب وانا مطأطأة الرأس اجلالا لعمرها ولكونها معلمتي.وربما هذا الموقف قد غيّر من تبدل لهجتها معي وطلبها الرقيق (ماما انت صغيرة وشاطرة والمستقبل امامك فلماذا تورطين نفسك بالاحزاب !) حتى خانتها شجاعتها بنطق كلمة الحزب الشيوعي بالتحديد .كان هذا الحدث عام 1977 حيث كانت ايام الجبهة الوطنية .كان هذا اول درس اتعلمه في ان اخفف من موضوع الدرخ وان اتمهل في سرد الواقع بشكل ابسط. لكني بقيت احفظ على ظهر قلبي كل حرف علمني الحزب وبقيت استمد منه شجاعتي وحبي له, للوطن,للناس.لنفسي.لجذوري,ولكم جميعا.
 


 

free web counter