| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طريق

 

 

 

الأربعاء 20/1/ 2010

 

من أوراق أمرأة...

هل كتاباتنا تدل على شخصيتنا...؟

طريق

في فترة استراحتي في العمل ،احاول الكتابة او القراءة... صديقتي السويدية والتي تعمل معي بنفس القسم اسمها كَونيلا (Gunilla) هي اكثر قربا من الأخرين لفهمي... تطفلت بنظراتها على دفتري وصرخت مندهشة كيف تكتبون..؟
ضحكتُ لتطفلها وقلت اكتب بالعربية... وبدأت تسألني عما اكتبه واين انشره ولمن اكتبه..؟ وحين ارضيت تطفلها بأجوبتي السريعة، سألتني عن المواقع التي اراسلها ؟ وبأي اسم اكتب..؟ وحين قلت لها tarik صرخت متعجبة ولماذا ؟
لماذا تريدين غني وليس فقير..؟ اول وهلة تعجبت من كلامها..! فقالت تقولين ta:rik وهذه تعني بالسويدية خذي غني ..!

ضحكت لسرعة بديهيتها واجبتها على الفور لا غني ولا فقير ..! الاسم بعيد كل البعد عما تتصورين. ترجمت لها الاسم ،ثم قلت لها سأريك بعض ما اكتب... وقرأت لها من بعض النصوص التي كتبتها..
فتحت عينيها الزرقاوتين بشدة وتعجب وقالت.. ها عجبا ... لا يبدو عليك هذا...؟ وسألتها وماذا يبدو علي اذاً...؟ قالت انك منذ اول الصباح والى انتهاء العمل تمزحين وتمرحين..؟ وكلنا نشكو التعب وانت لا تشتكين..؟ وابدا لم اراك تحزنين...؟ كيف هذا كله وانت في داخلك تتألمين...؟ اجبتها بضحكة قصيرة  نحن ناس لا نشتكي حتى لرب العالمين... ولكننا نكتب ما نحسه نحن او ما يشعره الاخرون...

قالت لي وهي تربت على كتفي انصحك ان تعيشي يومك ، وابدا لا تفكري بالاخرين..؟ قلت لها سوف اختصر لك المسافة بمقولة اعتز بها الا وهي ... ما استحق ان يولد من عاش لنفسه فقط..! ان كنت اعيش فليس لنفسي بل اعيش لأولادي ...من اجل ان اخذ بيدهم الى ان يصلوا لأهدافهم واؤمن لهم مستقبلهم...! اطبقت حاجبيها بعبس وقالت وانت..؟

 ماذا ..؟

الا تفكرين في نفسك قليلا...

ضحكت وقلت لها ها انا اعمل اكثر منك فكل الساعات الاضافية من حصتي ولم اتغيب عن العمل ابدا وما زلت اضحك وامزح كما ترين ، فهل اشتكيت لأحد من شئ..؟

قالت لا ابدا ولكني بعد قرأتي لكتاباتك اكتشفت انك تحاولين الهروب من الآمك بشكل لا يبدو عليك كل ما تعانين..!ثم امتطت بشفتيها وقالت حزنت لما قرأت كتاباتك...!

قلت لها لا تتوقعي يوما ان تلتقي بعراقي خال من الهموم.؟ واذا ما رأيت يوما جرحا ينزف فأعلمي انه عراقي.

هزت برأسها وقالت نحن لا نستطيع ابدا ان نفهم حجم معاناتكم لسبب واحد هو اننا لم نعاني في حياتنا ما قاسيتموه من حروب ودمار..!عرفت كَونيلا سر كتاباتي.. واستغربت كيف نعمل بهذه الطاقة والفرح ونحن الجرح يسكننا..؟ نعم نحن العراقيون لوحات حزينة معلقة على مسرح الحياة، قد تكون غامضة وغير مفهومة للاخرين،ولكن كلنا يفهم بعضنا جيدا..!

 

 

free web counter