| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

تقي الوزان

Wz_1950@yahoo.com

 

 

 

السبت 5/9/ 2009

 

من يضمن استقلال المالكي ؟

تقي الوزان

يعتقد البعض ان رئيس الوزراء السيد المالكي تمكن من الارتكاز علىبرنامج المشروع الوطني , وسينهض ببناء العراق بعيداً عن طموحات المشروع القومي الايراني , وبعيداً ايضاً عن مظلة العولمة الامريكية . وهذا ما يروج له كذلك بعض القياديين في حزب الدعوة فرع رئيس الوزراء في اتجاه بيّن للأستحواذ على اصوات الكثير من الوطنيين العراقيين الذين سئموا استمرار تعثر سير العملية السياسية . وما دمنا امام الاستحقاق الصعب للأنتخابات البرلمانية في مطلع العام القادم , والتي ستحدد النهوض باتجاه بناء النظام السياسي الجديد, او الاستمرار في الفشل والتعويق لاربع سنوات أخر . وهل سيتمكن الشعب العراقي من انتخاب ممثليه الحقيقيين ؟! وبين الفشل والنجاح , وسذاجة ومصلحية الوسط الشعبي , ستبقى المساحة واسعة للغش والخداع والضحك على الذقون من قبل اغلب القيادات السياسية التي استمرءت الزعامة والاستئثار بالسلطة والجاه والمال الحرام . وهذا التظليل سيكون اعمق في تأثيراته السلبية على اعادة بناء العراق , واكثر شراسة من القتال الدموي الذي جرى بين اطراف الائتلاف الواحد في الوسط الشيعي و السني او حرب داحس والغبراء الكردية في اواسط التسعينات من القرن الماضي على واردات الكمرك .

لاأحد من العراقيين الحقيقيين لايتمنى للمالكي ان يستثمر نجاح حزبه في انتخابات مجالس المحافظات – رغم كل السلبيات التي رافقت تلك الانتخابات – ويعمق الخط الوطني الذي طرحه في برنامجه الانتخابي البعيد عن الطائفية , والذي ساعده في كسب الكثير من الاصوات . والمتتبع للاحداث سيجد صعوبة في ايجاد توافق بين برنامجه الانتخابي البعيد عن الطائفية وبين الشروط التي افترضها للدخول في قائمة الائتلاف الشيعية مع حلفائه الطائفيين , الذين سربوا شروط عودته اليهم باستهجان وهي : ان يبقى المرشح الوحيد لرئاسة الوزراء , والحصول على واحد وخمسين في المئة من عدد الاصوات التي ستحصل عليها القائمة .

يعتقد الكثيرون ان تفجيرات " الاربعاء الدامي " من تدبير المخابرات الايرانية التي تضغط بأتجاه اعادة الائتلاف الشيعي بكل مكوناته السابقة , وهي رسالة الى المالكي بأمكانية نسف سلطته او اضعافها ان هو اصر على الاستمرار في دخول الانتخابات منفرداً او مع اطراف أخرى من خارج كتلة الائتلاف الشيعي , وزيارة وزير الخارجية الايراني متكي الاخيرة الى بغداد جاءت في ذات المسعى . وتزامن هذا التهديد والتدخل السافرمع تصريح آية الله العظمى السيد السيستاني – والذي يكاد ان يكون فتوى – بضرورة اجراء الانتخابات بعدة دوائرانتخابية وليس بدائرة واحدة , ليضمن الفوز " الساحق " للكتلة الشيعية على حساب الاحزاب الصغيرة الاخرى . ولاشك ان الضغط كبيراً من اكبر حمايتين لقائمة الائتلاف والمتمثلة بالنظام الايراني وسماحة السيد السيستاني , ولكن من الذي يضمن استمرار استقلال المالكي فيما اذ وافقوا له على ترشحه وحده لمنصب رئيس الوزراء ؟ وحزب الدعوة حزب شيعي قبل كل شئ .

 

free web counter