موقع الناس http://al-nnas.com/
عسى أن لايكون ألقادم أعظم
تقي الوزان
الثلاثاء 30 /5/ 2006
لم تمضي ستة أشهر على اجراء الأنتخابات الأخيرة ,
والتي أرست للحكومة الحالية الدائمة . وكلنا نذكر الدعاية الأنتخابية التي بنت على
أساسها كتلة " الائتلاف العراقي الموحد " الدخول الى الأنتخابات . كان أبرز مرتكزات
هذه الدعاية هو الهجوم على الدكتور أياد علاوي رئيس كتلة " العراقية" كونه كان
بعثياً . وأتهموا الشيوعيين والديمقراطيين المتحالفين إنتخابياً مع علاوي العلماني
بأنهم يبغون إعادة حزب البعث الذي فتك بهم قبل غيرهم الى السلطة , وليس عندهم أي هم
آخر . متناسين ومتجاهلين ان أياد علاوي ناضل ضد صدام وطغمته أكثر من ثلاثين عاماً ,
وتعرض لحادثة اغتيال نجا منها بأعجوبة . وأغلب الأحزاب الشيعية العراقية تعاونت معه
ومع تنظيمه " الوفاق " قبل سقوط النظام .
لانريد هنا ان نعمل دعاية لأياد علاوي الذي أكد أثناء رئاسته لمجلس الوزراء على
التعامل مع البعثيين الذين لم تتلوث أياديهم بالدماء , وضرورة الفرز الواعي بين
القتلة والمجرمين من البعثيين وبين من دخل البعث لضرورات معيشته . حتى لايتحول كل
البعثيين الى أعداء لمسيرة العراق الجديد . وهذا ما يجري به العمل اليوم من قبل
حكومة السيد المالكي التي تقودها كتلة " الائتلاف " .
للتذكير فقط , أن القائمة " الوطنية العراقية " برئاسة أياد علاوي لم ترشح أي وزير
عليه علامة إستفهام ومشمول بأجتثاث البعث, أو كونه أحد مجرمي النظام المقبور.
الوزراء الذين يمثلونها, هم من مختلف أطياف الشعب العراقي . سني رفض الأستيزار في
الوزارة السابقة – وزارة الدكتور الجعفري – لكونها وزارة طائفية , وشيعي "معكَل"
حقيقي من أهل العمارة , ومسيحية , وشيوعي , والشواهد كثيرة كون " الوطنية العراقية
" لا تثبت الطائفية أو القومية كمقياس لصلاحية الشخص . بل الوطنية والكفاءة
والتاريخ النظيف .
زعامات كتلة "الإئتلاف" التي أقامت الدنيا ولم تقعدها على جذور أياد علاوي البعثية
, رشحت "شيروان الوائلي" لوزارة الأمن الوطني . و" شيروان الوائلي " حسب ما نشر
موقع " الديوان العراقي " يوم 20060526 إعتماداً على صحيفة " الحياة " ومواقع أخرى
موثوقة :
- كان مدير الأشغال العسكرية بالفيلق الثالث , وتم حبسه بتهمة سرقة 285 مليون دينار
عراقي أيام النظام السابق . وأستطاعت زوجته التوسط برشوة مالية كبيرة لدى البنت
الصغرى لصدام لأطلاق سراحه .
- من أشهر سرقاته قضية تهريب محركات الطائرات العراقية الى ايران .
- تلقى مبالغ لقاء التعيينات في دوائر الدولة العراقية الجديدة .
- نظيراً للخدمة التي يقدمها " شيروان الوائلي " للشيخ محمد باقر الناصري في تحصيل
مبالغ ضخمة له – الشيخ الناصري قيادي في حزب الدعوة – تم إدراجه في قائمة "
الائتلاف العراقي الموحد " رقم خمسة عن محافظة ذي قار , وترشح كنائب في الجمعية
الوطنية , ثم عضو في البرلمان .
- بعد حصوله على عضوية " الجمعية الوطنية " أنطلقت المقاولات في شركة " العمر" التي
يمتلك نصفها , لتشمل أقليم كردستان وبالتعاون مع الوزيرة " نسرين برواري " المتهمة
بالفساد الأداري . لتصل حجم واردات " العمر " الى خمسة عشر مليون دولار في السنة .
الدكتور ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق أغلق ملف التحقيق مع الوزيرة "نسرين
برواري" بأمر إداري منه . وتساءل الكثيرون بأستغراب في وقتها , كيف أغلق الدكتور
الجعفري هذا الملف ؟! لكون المتهمة امرأة أولاً , وثانياً من قائمة أخرى يستهدفها
الجعفري .
- تهريب النفط الى ايران أكثر من كل المهربين مجتمعين .
- مستشار عسكري لعلي كيمياوي عندما كان مسؤولاً عسكرياً عن المنطقة الجنوبية بداية
التسعينات . وكان ضابط في الجيش العراقي السابق برتبة عقيد وعضو قيادة فرقة في حزب
البعث المنحل .
من ناحية أخرى , قال السيد علي فيصل اللامي المدير التنفيذي لهيئة إجتثاث البعث في
تصريح لصحيفة "الحياة " ليوم2006.05.29 : إن أربعة وزراء من أعضاء حكومة المالكي
مشمولين بقرارات إجتثاث البعث بسبب شغلهم مواقع إدارية متقدمة وتمتعهم بدرجات حزبية
عليا في عهد النظام السابق . وأضاف اللامي : أن ثلاثة منهم من كتلة " الائتلاف
العراقي الموحد " والرابع من كتلة " التوافق " .
لاعتب على كتلة " التوافق " فهم البعثيون الذين عادوا الى السلطة بأسم السنة .
ورشحوا وزيراً واحداً من المشمولين بأجتثاث البعث . نرجو من قيادة قائمة " الائتلاف
" التي أقامت الدنيا ولم تقعدها بسبب جذور اياد علاوي البعثية , أن تقعدها الآن .
بعد أن تأكد أنها رشحت فقط أربعة وزراء من مجرمي البعث لحد الآن .
لاشك أن تركة النظام المقبور , والقتلة من البعثيين الذين يحاولون إستعادة السلطة
بأي ثمن , وجرائم الإحتلال , والمليشيات الحزبية المنفلتة أسباب رئيسية في دموية
المشهد العراقي اليوم . الا أن فساد ذمة القيادات السياسية العراقية التي فضلت
مصالحها وعلاقاتها الشخصية على كل شئ آخر السبب الأهم فيما وصلت اليه الحالة
العراقية من تدهور . وعسى أن لايكون القادم أعظم .