موقع الناس http://al-nnas.com/
مسؤولون أمام الله في أهل البصرة
تقي الوزان
الجمعة 2 /6/ 2006
ائتلاف ، عراقي ، وموحد . كلمات تعني الأتحاد
والأنتماء ووحدة الوجود . وفي ظلالها ، الرفقة والحب والتعاون والتضحية في سبيل
الآخرين ، على الأقل للذين يشتركون في نفس التكوين ، والهدف السامي المنشود . وفي
عنفوان المشاعر التي تثيرها هذه الكلمات ، يتموضع " الإئتلاف العراقي الموحد " الذي
يقود السلطة لوحده في البصرة اليوم في ضمائر كل البصريين الشرفاء . وهم يرونه يدافع
وحيداً عن أمن البصرة ، وتاريخها ، ونفطها ، وإنتماءها ، وخاصة عن طيبة أهل البصرة
. شدة الورود التي أبدع الله في صنعها ، بتيجانها البيضاء والسوداء ، والعرائش التي
طوقت الفكين . لاتبغي من تضحياتها الجسام الا رضا الله عز وجل ، ونبيه ، وآل البيت
الأطهار ، والأئمة المعصومين .
هذه الشلة المباركة ، عالجت كل النواقص والمنغصات " السفور ، الكاوبوي ، الحلاقين ،
إختلاط الجنسين ، سفرات الطلبة الجامعيين ، الموسيقى والغناء ، النوادي الليلية
والمشروبات ، النوادي الأجتماعية وباقي النشاطات ." أخرسوا المشعوذين من السنة
والعلمانيين ، والصابئة والمسيحيين . وأجبروهم على السكوت أو الهروب .
لقد تدافع الأشراف وشكلوا المليشيات ، وأمتشقوا الأسلحة التي حصلوا عليها من
المعسكرات ، ومن الجارة العزيزة ايران . ليحموا البصرة بعد أن أنهارت الدولة وتبخر
جيشها . أبناء الشمعة ، وال 555 المباركة ، والتي كشف سر قدسيتها السيد عمار الحكيم
حفظه الله ورعاه . القائمة التي نسج إطارها ووجهها آية الله العظمى السيد علي
السيستاني والمراجع الكبار الآخرين . كانت تهرع اليه كل زعامات القائمة عند كل
صغيرة وكبيرة ، للإيحاء بالحصول على بركاته ، وإيهام البسطاء والسذج من الناس بأنهم
يسيرون على الطريق المستقيم ، وبإشراف علمائهم ، وكبير مراجعهم .
اليوم سيطرت المليشيات على البصرة بالكامل . وليسوا بحاجة لاشراف علمائهم والرجوع
لكبير مراجعهم , وحتى ان رغب العلماء والمراجع فلن يجدوا الأذن الصاغية . بل
ويمنعونهم ، لأن السيد السيستاني والمراجع الكبار لن يقبلوا بسرقة أموال الناس ،
وبيع النفط بأبخس الأثمان ، لن يقبلوا بإغتيال الآخرين ودع عنك لمجرد الشبهة ، لن
يقبلوا بتهديد وتهجير الآخرين لكونهم سنة ومسيحيين وصابئة مندائيين . لن يقبلوا
بمصادرة حريات كل الآخرين ، ولن يقبلوا بكل الضيم الأسود الذي يجثم الآن على صدور
العباد .
لامجال لأن نعلق أسباب المشكلة على شماعة الأحتلال والصهيونية ، أو السنة
التكفيريين وعصابات البعث المقبور المتحالفة معها . المشكلة محصورة فقط بمليشيات
"الائتلاف العراقي الموحد " ، وأسبابها ليست خلافات فكرية أو إجتهادات سياسية
لتطبيق الأصلح . الأسباب متعلقة وكما يعرفها الجميع بألجاه ، والنفوذ ، والمال
الحرام .
اليوم السيد السيستاني والمراجع الكبار مسؤولون أمام الله ، وامام شيعة آل البيت
الذين صوتوا ل"الائتلاف" بسبب توجيهاتهم . وفي أحسن الأحوال السكوت على أستغلال
أسمائهم وهيبتهم .
الحكومة الحالية الجديدة التي يقودها "الإئتلاف" تواجه مشكلة حقيقية ، هي تشظي
السلطة بين فصائل المليشيات وضياع تطبيق القانون ، والفلتان الأمني الذي يكاد أن
يطيح بإنتماء البصرة ويفصلها عن الكيان العراقي . الحكومة العراقية أمام أمتحان
عسير ، والبصرة أول أمتحان لقدراتها الأمنية وهي في طور التكوين وبناء المؤسسات
الدائمية الفاعلة . وبحاجة للدعم الحقيقي من كل التيارات التي تنشد إعادة بناء
العراق ودخلت العملية السياسية . وأول ما تحتاجه الحكومة الآن هو الدعم الحقيقي من
السيد علي السيستاني وباقي المراجع الكرام . ليست الحكومة وحدها التي تستصرخكم
لمساعدتها ، بل أهل البصرة وشيعة البصرة ، أهل العراق وشيعة العراق ، يطالبونكم
بالتدخل والذهاب الى البصرة إن أمكن . البصرة بحاجة لرعايتكم الأبوية ، وعلى الأقل
حتى تكشفوا الذين أستغلوا حنو أبوتكم .
أهالي البصرة يقولون إن قوات الأمن تواجه شبكة معقدة من العصابات والقتلة تضم
موالين لصدام ومليشيات شيعية متحاربة تنتعش في الفوضى الدامية في المدينة النفطية .
والكلمة التي قالها السيد رئيس الوزراء المالكي أثناء زيارته للبصرة وإعلانه حالة
الطوارئ لمدة شهر ، من أنه " سيضرب بقبضة من حديد " ويعيد النظام والأمن الى البصرة
. ليس المقصود بها إستعمال القوة فقط ، إنما تظافر كل الجهود الخيرة لأعادة التوازن
والحياة الطبيعية للمدينة المنكوبة . "اليد الحديد" تعني إستخدام كل الوسائل
الفكرية ، والثقافية ، والدينية ، والسياسية ، والعسكرية التي توقف وتمنع هذا
التهري الذي أصاب البصرة . وقد ينتقل لكل الوضع الحكومي القلق في محافظات الجنوب .
البصرة اليوم فوهة البركان الذي سيدمر كل العراق ، أن لم تسرع كل الأطراف المعنية
لأطفائه .