| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

تقي الوزان

Wz_1950@yahoo.com

 

 

 

 

الأثنين 2 /4/ 2007

 

 

آمين يارب العالمين


تقي الوزان

نشر موقع "الناس" نقلا عن صحيفة "الشرق الاوسط" يوم 20070331 تصريحات للبعثي ظافر العاني النائب عن قائمة "التوافق" يقول فيها : " ألأطراف السياسية الحاكمة أستنفذت اهمية قانون أجتثاث البعث , بحيث ان عدد غير قليل من البعثيين تمت تصفيتهم من قبل المليشيات " .
المعني بالأطراف السياسية الحاكمة الاحزاب الشيعية المنضوية في قائمة"الائتلاف" .
ظافر العاني وأمثاله يعرفون جيداً ان الكثير من ابناء الشعب العراقي كانوا يأملون أن تتحسن الوضعية بعد أسقاط نظام البعث الصدامي , وتقوم دولة القانون على اسس سليمة , وعندها يستطيعون أن يتقدموا بشكاويهم الى محاكم هذه الدولة للأقتصاص من القتلة البعثيين . الا أن سياسات سلطات الأحتلال صاحبة الأمر والنهي , لم تأخذ مصلحة الشعب العراقي في سلّم  أولوياتها , قبل أن تضمن الحاجة الى وجودها من قبل كل الأطراف . وهذا ما تحقق لها عبر سلسلة من الخطوات , كان أبرزها عدم المساعدة في اقامة مؤسسات الدولة على اسس  سليمة , والأبقاء على ضعف الحكومة في تشرذم مكوناتها المبنية على اسس طائفية وقومية , وساعدها في ذلك النزعة الطائفية لبعض الأحزاب السياسية . وهذا ما أعاق الرغبة  المشروعة للعراقيين بالعودة الى المحاكم لأنصاف حقهم من مجرمي البعث .
هذه الوضعية خلقت حالة من الأحباط واليأس أنعكس في ردود أفعال أنتقامية – المقصود ليست  الجرائم التي ارتكبت من قبل بعض المليشيات – بل محاولة أعادة الحق بالطريق الشخصي .
وستستمر هذه الحالة من الأنتقام لفترة طويلة , طالما لاتوجد محاكم تعمل لايقافها , وتحق الحقوق لأصحابها من العراقيين الذين دفعوا الأثمان الباهضة لأربعين عاماً مضت .
وقانون " المساءلة" البديل عن "أجتثاث البعث" لايلغي محاسبة القتلة والمجرمين من البعثيين . الا ان ظافر العاني وأمثاله يحاول ان يقنع الآخرين, على ان الأغتيالات - التي ندينها – والتي تمت لبعض البعثيين هي الثمن الكافي لسلامة المجرمين الآخرين .
أنك واهم , وبدل هذا , لتتوقف عصابات البعثيين عن جرائم قتل العراقيين التي فاقت كل تصور , ومن الأسلم للذين لم تتلوث اياديهم بهذه الجرائم ان يقبلوا الوضع الجديد , ويقتنعوا ان البعث ذهب الى غير رجعة .
ويؤكد ظافر العاني : " أن الحل الوحيد هو السماح لحزب البعث بالعودة " . " الحل الوحيد "  ولا يوجد غيره هو "عودة البعث " .
في أحدى مسرحيات توفيق الحكيم , يأتي ابليس الى شيخ الأزهر ويطلب منه ان يستسلم على  يديه . شيخ الأزهر يفرح كثيراً , ويعتقد انه سينصر الأسلام أكثر من اي شخص آخر , حيث ستفهم على انه تمكن من أقناع ابليس , ووعده على اليوم التالي . الا ان شيخ الأزهر فكر مع نفسه كثيراً  في هذا الأمر , وتوصل الى نتيجة تقول : اذا أسلم أبليس فماذا يبقى من الأسلام ؟ من الذي يذّكر  بفضائل الدين الحنيف غير ابليس وأعماله ؟! ومن الذي يذّكر العراقيين بأنسانيتهم المعذبة غير  البعث ودمويته , ومن الذي يشعر العراقيين بحريتهم غير تسلط البعث ونظام المقبور صدام , ومن الذي يفهم العراقيين بكونهم في الدرك الأسفل من الفقر والحرمان من ابسط انجازات  الحضارة الأنسانية , وعليهم اعادة بناء انفسهم , من الذي يفهمهم غير التخلف والأنحطاط والتاريخ المشين لزعماء البعث .
لقد نسى ايتام النظام المقبور ان ابليس هو المعنى الوحيد لوجودهم , وسيختصر العراقيون  كل اسماء الرذيلة بكلمة واحدة هي " البعث " , وسيضيفون بكل طوائفهم الى أدعيتهم لازمة تقول : اللهم العن البعثيين الصداميين ومن والاهم الى أبد الآبدين , آمين يا رب العالمين .