| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

تقي الوزان

Wz_1950@yahoo.com

 

 

 

 

الخميس 26 /7/ 2007

 

 


إستمرار الصلاة في محراب المحاصصة نهايتها جهنم


تقي الوزان

تردد في الايام الأخيرة طلب الكثير من الكتاب والسياسيين والأحزاب الوطنية , في حث الأحزاب التي تبغي اعلان جبهة "المعتدلين" من الحزبين الكرديين الرئيسيين , والحزبين الشيعيين "المجلس الاعلى" و "الدعوة" , والنقاش الجاري لضم الحزب "الأسلامي" السني . لتوسيع النقاش واشراك الاطراف الوطنية الأخرى , التي يهمها فعلاً نجاح العملية السياسية , واخراج العراق من المأزق الذي يعيشه , سواء كانت ممثلة في البرلمان او خارجه . وجعل الجبهة المنوي اعلانها جبهة حقيقية تضم كل القوى الخيرة التي تعمل لوحدة العراق , وضمان مستقبله الزاهر المنشود .

من المؤلم ان لايتم لحد الآن تحديد ماذا يعني " نجاح العملية السياسية " كفكرة يمكن التأسيس عليها . فنجاح العملية السياسية بالنسبة للأحزاب الكردية والشيعية لاتتفق مع فهم الحزب "الأسلامي" لها , ولاهي مشتركة لهذين الطرفين مع مجاميع الديمقراطين واليساريين والعلمانيين وباقي العراقيين الذين يرتبطون بأولوية الوحدة الوطنية قبل غيرها من الولاءات . فالمجموعة الاولى " المعتدلين" تفهم النجاح على انه ضم أكبر تكتل برلماني بثوب عراقي – وهذا ما يؤكده اصرارهم على اقناع الحزب "الأسلامي" السني – لضمان الحفاظ , وتعميق , المنجز القومي الكردي , والطائفي الشيعي . اما الحزب "الأسلامي" السني الذي يمتلك امتدادات أكبر من واجهته السياسية , مع عصابات القتلة من البعثيين , وباقي المجموعات المتطرفة الأخرى , فنجاح العملية السياسية لايعني له أكثر من اعلان لافتة الوحدة الوطنية التي تتستر خلفها العودة الفاعلة للبعثيين الى السلطة , وانهاء القصاص لمجرميه , واطلاق سراح المقبوض عليهم , وانهاء مطامح المشروع القومي الكردي , والطائفي الشيعي .

سلطات الأحتلال الأمريكي وجدت نفسها ملزمة بالمحافظة على وحدة العراق , كجدار يخفي وراءه الفشل الذي رافق هذه السلطات في مهزلة " التأهيل الديمقراطي" حسب المقومات الأثنية والطائفية , واستفحال قيم هذه المكونات – المغدورة من قبل النظام المقبور – على حساب الوحدة الوطنية . والجانب الآخر للأمريكان استعجال تمرير قانون استثمار النفط والغاز في ظل هذه المكونات " العراقية" التي اصبحت عالة عليها , وأخذت تفكر بالألتجاء الى طرق أخرى في المحافظة على الوحدة الهزيلة للعراق . فلا يمكنها القبول بمنح صلاحيات " دستورية " تمكن الأطراف الطائفية الشيعية من تشكيل نظام يبتلع الوسط والجنوب موالي , أو تحت سيطرة النفوذ الايراني عدوها اللدود , ولا يمكنها ايضاً الموافقة للقيادة القومية الكردية ان تأخذ " المنشطات " غير الطبيعية , والتي تكاد ان تلامس الاستقلال , والتي لا يحتاجها أقرار الحقوق القومية للشعب الكردي , في مسعى للأستحواذ على المركز الأول على حساب باقي اللاعبين العراقيين والأقليميين , وبالذات اللاعب التركي القوي , وباقي اللاعبين الرسميين العرب

الوطنيون بكل اطيافهم يدركون جيداً ان المشكلة ليست في توسيع الجبهة والحوار , ولكنهم يقولوها عسى ان يستطيعوا التأثير على احزاب "الأعتدال" الأربعة الرئيسية . والمشكلة هي في توجهات هذه الرباعية , وخامسهم " الاسلامي" السني " باسط ذراعيه في " وسط المتاجرة بالوحدة الوطنية , وبين فتح كل الأطراف للتعاون مع الأمريكان , والأنفراد بثقتهم , وتحقيق رغبتهم بالمحافظة على "وحدة" العراق .
ان أحزاب الرباعية يعرفون الوطنية جيداً , وهم اصحاب التاريخ العريق في مقارعة النظام الصدامي المقبور , وليسوا بحاجة لأن يضعوا ايديهم بمن يحرك ذيله تقرباً لصاحب السلطة الأمريكي وبدون اي شرط , لو , خفضوا سقف مطاليبهم الطائفية بالنسبة للشيعة , واقنعوا الآخرين بالأفعال بأنهم لايبغون الركوب في عربة النظام الطائفي الايراني , والقومية بالنسبة للقيادة الكردية , واقنعوا الآخرين بأنهم ليسوا الأوصياء على الحركة الوطنية للشعب الكردي في باقي دول الجوار , وهذا هو الطريق الذي ينقذهم وينقذ العراق . فهم يعرفون جيداً ماذا سيقوله اليساريون والعلمانيون والديمقراطيون وغيرهم من الوطنيين , سيطالبونهم بالكف عن الصلاة في محراب محاصصاتهم الطائفية والقومية التي اوصلت العراق الى ما نحن فيه , وسيطالبونهم بالكف عن تهميش الآخرين . والطريق اصبح واضحاً بما فيه الكفاية , والخوف كل الخوف ان لايتمكن المتنفذون من توحيد خطواتهم في هذا الطريق .