| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

تقي الوزان

Wz_1950@yahoo.com

 

 

 

 

الأثنين 21 /5/ 2007

 


 

الكفيل الهزيل ومشاريع لمنع الأنفجار


تقي الوزان

لاأحد يضمن سلامة شعوب المنطقة غير المحافظة على سلامة وحدة العراق . وأسوء السيناريوهات المتوقعة أنسحاب أمريكي من العراق يورط ايران بحروب محلّية مع الأطراف السنّية العراقية , وألأنظمة العربية الرسمية , ويفتح الباب على مصراعيه لتدخل تركي في الموصل وكركوك , وينهي الفيدرالية الكردية بألأتفاق مع ايران . ومع استمرار ضعف الكفيل العراقي وعدم أمكانيته الحفاظ على سلامة وحدة الاراضي العراقية , جاءت دعوة السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة الامريكية الأمير تركي الفيصل امام المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي على شاطئ البحر الميت : " على مجلس الأمن تمرير قرار وفقاً للفصل السابع يعلن فيه سلامة الأراضي العراقية بأي ثمن . بمعنى ان أي جزء من العراق يحاول ان ينفصل عن العراق لايجب ان يعترفوا به أو يتعاملوا معه بأي طريقة أو وسيلة أو شكل , وأن أي دولة لها أي طموحات أقليمية في العراق يجب ان لايسمح لها ايضاً ان تصل الى هذه الطموحات " .
رغم تأخر هذا المقترح العملي , الا انه الأهم الذي يحتاجه العراقيون من بين كل القرارات التي قد تصدرها هيئة الامم المتحدة لاحقاً لمساعدتهم في الحفاظ على وحدة بلدهم , مثل وضع العراق تحت الوصاية الدولية , لعدم تمكن العراقيين من أدارة شؤونهم طيلة الأربع سنوات الماضية , أو أشراك قوات عربية وأسلامية رديفة للقوات الامريكية والحليفة , أو غيرها من المشاريع التي تجري صياغتها في كواليس السياسة الأمريكية والدولية . ولو تيسر لهذا المقترح ان يقر من قبل مجلس الأمن قبل ثلاث سنوات , لجنب العراق وشعبه الكثير من المآسي المروعة , وساعد العراقيين بكل اتجاهاتهم في الأستدلال على وحدة مشروعهم الوطني الذي تبعثر بين المصالح الطائفية والقومية . ولساعد الامريكان ايضاً على انجاز مهمتهم " المعلن عنها " ببناء ديمقراطية مستقرة تكون بداية لتغير باقي انظمة المنطقة , وجنب جيشهم هذه الخسائر الكبيرة , وأنقذ سياستهم من هذا المأزق .
ان النجاح الذي حققته " القاعدة " والعصابات البعثية في مشروعهم الدموي القاضي بتحويل صراعهم للأستحواذ على السلطة الى صراع طائفي , لف الكثير من البسطاء , وحولهم الى وقود ترفع حرارة المتزمتين من الطرفين , وترجح مشاريعهم الطائفية على حساب الوحدة الوطنية , ولو تيسر لهذا المقترح ان يقر , لساعد الكثير من ابناء الشيعة لأعادة النظر , والتوقف من الأنجرار وراء بعض قياداتهم السياسية المتهالكة على انشاء مشروع اقليم الوسط والجنوب الشيعي الذي يدور في فلك مصلحة النظام الطائفي الايراني , ولساعد ايضاً في ايقاف تصعيد المشاعر القومية الانفصالية لبعض السياسيين الاكراد , ومنع الحكومة التركية من التمادي في تهديد العراق واوقف أطماعها في الاستحواذ على الموصل وكركوك .
من المسخرة ان تتم مطالبة ايران بالطرق الدبلوماسية , وتصريحات الترجي , للكف عن التدخل بالشأن العراقي . في الوقت الذي اصبح العراق لديها الساحة الرئيسية لمقابلة الامريكان , والنظام الايراني بأستطاعته اليوم أسقاط البصرة وميسان وواسط بأدواته العراقية فقط , وبالمنظمات التي زرعها في مختلف نواحي الحياة. والحكومة العراقية بحاجة اليوم , وأكثر من اي وقت مضى لأتخاذ هذا القرار . الذي بأمكانه ان يحّجم من تفكيك العراق , وايقاف تداعيات تدخل دول الجوار .
لاشك ان اتخاذ هذا القرار في هذه الفترة لن يتم بنفس السهولة والتأييد من قبل بعض الاطراف العراقية والأقليمية مثلما لو اتخذ في الفترات السابقة , نظراً لما استجد من تداعيات خلخلت التماسك الوطني عند الكثير من المنظمات السياسية الفاعلة , وبات الانتماء للوطن متخلفاً عن الانتماء للطائفة والقومية . الا ان جميع هذه الاطراف غير فاعلة في ساحة السياسة الدولية , ومن السهولة تمريرهذا القرار من قبل الامريكان والمنظمة الدولية , وتساندهم أغلبية الشعب العراقي الذي غيبت ارادته تحت ظلال الحراب الطائفية .