| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

تقي الوزان

Wz_1950@yahoo.com

 

 

 

 

الأربعاء 14 /3/ 2007

 

 

دوّامة الطريق


تقي الوزان

الطريق الوعر الذي تسير فيه " الحافلة" العراقية لايبدو على مطباته وخرابه ان الحافلة "الحكومة" ستصل الى المحطة الآمنة التي تنتظرها جموع العراقيين . والحافلة بالأساس تعاني من عدم انسجام عمل اجزائها , فعجلاتها الشيعية والكردية والسنية المتمثلة بقوائم "الائتلاف والكردستانية والتوافق " بدل من ان تحمل الحافلة اصبحت اثقل اثقالها , والعجلة الرابعة العلمانية "العراقية" تثير شفقة كل من رآها لضعفها , وهي الأقرب للأنفجار او "البنجر" من غيرها .
اما العجلة الاحتياط التي يعتقد المالك الامريكي انها ستنفعه وقت الشدّة , لأنه سبق وان استخدمها في عام 1963 في انقلاب 8 شباط الاسود , وبعدها في دفع المقبور صدام في شن الحرب على ايران عام 1980 , وثقوب هذه العجلة لاتمكنها من السير عدة امتار في طريق اعتيادي , وليس في هذا الطريق الوعر , والذي ارتكبت فيه عصابات البعث جرائم فاقت كل تصوّر , فالبعث الصدامي لم يبقي على شئ يمكن التعامل معه , ومن كل الفئات العراقية .
ويا ليت المشكلة تبقى في حدود صعوبة الطريق , وعجلات الحافلة التي استهلكت بالكامل , وبات القلق مشروعاَ لكل العراقيين - بمن فيهم الذين انتخبوا هذه القوائم- وشعورهم بضرورة تبديل هذه العجلات اذا اردنا مواصلة المسير . الا ان المشكلة في المحرك الطائفي الشيعي والسني , و"الداينمو" الكردي الذي يزود الشحنات لكل من يؤكد كرديته , وهي التي اصبحت واقع لايمكن نكرانه منذ سقوط النظام المقبور , ولايعرف سبب لأستمرار هذا القلق القومي . اما دواسة محاصصة ايقاف السرعة " البريك" الذي لا يستجيب لأي حركة تبغي ايقافه عن دهس العراقيين البسطاء , ويتوقف فقط عندما يشعر انه سيدهس احد القيادات الطائفية من الطرفين .
لقد " تورط" الامريكان ليس في دخول العراق كما يحلو للبعض ترديده , ان الورطة الامريكية هي في الادوات الاحتياطية التي تحتاجها الحافلة نتيجة سيرها المتعثر الدامي , والمسؤولين عنه الامريكان ذاتهم . فهم الذين اطلقوا العنان لنمو المشاعر الطائفية , وقد ظنوا انهم يمسكون العصا من الوسط وسيقودون العملية السياسية بسهولة . ومعامل انتاج هذه الادوات الاحتياطية هي ايران الاسلامية وسورية البعث , فاما الاتفاق مع المنشأ وتبديل الاجهزة القديمة التي تعيق سير العجلة بأجهزة اكثر ملائمة واستجابة , وهذا يتطلب تلبية مطالب البائعين المعروفين بشطارة التجار منذ اقدم العصور . او تبديل الطريق - رغم الاثمان الباهضة التي دفعها العراق - والاعتراف بصعوبة الحواجز التي تكاد ان تغلقه, وما خلفته الانتخابات المبكرة , والعجلة في كتابة الدستور , في مجتمع لايكاد يصدق انه تخلص من نظام صدام حسين .
ان "تفويلة" البانزين الاخيرة - الخطة الامنية الجديدة - لن توصل الحافلة الى المحطة المنشودة طالما بقيت بهيكلها المعروف . صحيح ان بعض العمائم تطايرت نتيجة اهتزازات سرعة الحافلة الاخيرة , والبعض ترك الحافلة وينتظر ان تهدء حركتها مرة أخرى ليعاود الركوب . والامريكان هددوا حكومة المالكي ببدء "نفاذ صبرهم " وحددوا الفترة الى الشهر الحادي عشر من هذا العام كموعد أخير للنهوض بالوضع الامني . وهذا يعني في حالة الفشل , المنحدر السريع نحو الهاوية , ولااحد يعرف ماذا سينتظرنا في الوادي السحيق , حرب اهلية .... وكم ستطول ؟ وجيوش الامريكان ستترك الحافلة في انحدارها الى بحر الظلمات الذي لانعرف عنه شئ الا ذكره في القرآن الكريم , سيتركونها الى معسكراتهم الآمنة والدائمة التي يبنونها على جانبي الطريق , والتي لن تكتمل قبل الشهر الحادي عشر .