| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طه رشيد

 

 

 

السبت 7/2/ 2009



8 شباط
فاصل أسود لم ينته

طه رشيد - باريس

شكل 8 شباط 1963 فاصلا اسودا في تاريخ العراق السياسي المعاصر ليس للشيوعيين فحسب بل لكل الشعب العراقي ، ففي صبيحة ذاك اليوم المشؤوم انقضت مجاميع من قطعان الحرس القومي البعثي - بدعم خارجي عربي - على الجمهورية الفتية ، جمهورية 14تموز1958، وأحالت الملاعب الرياضية والمدارس إلى معتقلات وأماكن تعذيب وساحات إعدام لخيرة أبناء الشعب العراقي من شيوعيين ووطنيين، ذنبهم الوحيد هو المساهمة بدعم ركائز الجمهورية الفتية التي لم تنشد سوى خدمة العراق وبالأخص الناس المعدمين والفقراء، وما زال المشروع الإسكاني الضخم الذي آوى أكثر من مليوني عراقي شاهدا على ذلك ونقصد بهذا المشروع مدينتي الثورة والشعلة .
وخلال أيام معدودة بعد نجاح انقلابهم أحال البعثيون العراق إلى نهر من دم، جاؤوا وكأنهم عطشى للقتل والموت والدمار، لم يفلت من أيديهم لا الفلاح ولا العامل، لا المثقف ولا المربي، لا الضابط ولا الجندي، لا التلميذ ولا المعلم ، كل من تحوم الشبهة حوله بأنه كان مناصرا لنظام جمهورية عبد الكريم قاسم أو كان متعاطفا مع الحزب الشيوعي العراقي، فسوف لن يلقى منهم سوى شديد العذاب، أما كوادر الحزب الشيوعي العراقي التي وقعت في قبضتهم فتمت تصفيتهم بأشكال مختلفة تعذيب، إعدامات ، أو الدفن حيا . . .

اصدر حاكمهم المقبور رشيد مصلح بيان 13 المشئوم لكي يجيز قتل الشيوعي حتى لو كان على الشبهات ( حين سقطت سلطتهم في 9 /4/2003 اصدر الحزب الشيوعي العراقي بيانا رفض فيه الانتقام والثأر والاغتيالات الفردية ؟؟؟؟؟ )

هكذا جاؤوا كأنهم وحوش هبطوا علينا من كوكب آخر ولسان حالهم يقول ( بعث تشيده الجماجم والدم . . ) وبقيت مسيرتهم على نفس المنوال حتى بعد مجيئهم ثانية في تموز 1968 ليرهنوا العراق وشعبه ويرمون به في دوامة حروب لم تنته ولحد يومنا هذا، فالقتل الذي نشاهده في مدننا العراقية اليوم عبر المفخخات والتفجيرات التي تنفلق في الاسواق الشعبية والمدارس والمستشفيات واينما تواجد العراقيين بكثرة ناشرة الموت والرعب والتي تنسب إلى القاعدة في أحايين كثيرة ما هي إلا من أعمال نفس الزمر البعثية – الصدامية وإذا لم تكن هي المنفذة فإنها تشكل الحاضنة الأكيدة لعشاق الموت، إنهم ينتشون لا بموت العراقي فحسب بل بموت العراق، ولكن هيهات أن يموت العراق بعد أن وضع قطاره على السكة الصحيحة، سكة دولة يحكمها قانون وليس دكتاتور أهوج متسلط ، سكة دولة يحميها دستور وليس مليشيات ومخابرات ، سكة دولة تحترم الإنسان وتحترم خيارات الإنسان في المذهب والفكر والعقيدة . . .





 

free web counter