| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طه رشيد
taha.rachid@orange.fr

 

 


 

                                                                       الخميس  5 / 9 / 2013

 

نقطة ضوء

وطن بالوكالة !

طه رشيد

حصل العراق على الميدالية الفضية دوليا ، أي الدرجة الثانية عالميا، بتأخره في تشكيل الحكومة غداة الانتخابات التشريعية في 2010، حيث كان لابد من 249 يوما لكي ترى الحكومة العراقية المنتخبة النور! في نفس الفترة حازت بلجيكا على الذهبية بتأخير 541 يوما بينما حلت هولندا ثالثة بمراوحتها 237 يوما قبل تشكيل حكومتها. وبالنسبة الى هولندا وبلجيكا فان حكومتيهما استمرتا بالخدمة الفعلية كحكومات تصريف اعمال لحين اختيار الحكومات الجديدة .اما بالنسبة لنا نحن العراقيين فاننا رفضنا وسنرفض ان تكون حكومتنا حكومة تصريف اعمال (موعيب قابل احنه شيش اعوازه !).

هذا الفرق الاول بيننا وبينهم، اما الفرق الثاني فهو استقرار بلدانهم اقتصادياً وسياسياً وامنياً سواء مع حكومة تصريف اعمال او من دونها، بينما نحن نموت يوميا بالمفخخات والكواتم واللاصقات لصقا، ونشوى على نار الكهرباء المفقودة شيا، ونعاني من قلة الخدمات على كل المستويات. اما السيطرات فحدث ولا حرج، ولا يعاني منها الا المواطنين الذين يصلون بنار حارقة تأتيهم من السماء ومن جهات الوطن الاربع. ورغم مرور ما يقارب الاربع سنوات على تشكيل الحكومة، الا ان الفساد الاداري والمالي قد استفحل وصار له القول الفصل، حيث يشكو منه الجميع من ابسط مواطن الى اعلى منصب في الدولة! حتى اصبح الفساد الوجه الثاني لعملة وجهها الاول الارهاب.

اما الفرق الثالث بيننا وبينهم فهو ميزة عراقية خالصة، اذ لا توجد دولة على وجه البسيطة يتم تشكيل حكومتها المنتخبة وتقترب دورتها الانتخابية من الانتهاء بينما والعديد من وزارات هذه الحكومة وعدد اكبر من المناصب العليا تدار وتسير بالوكالة. وهو ما يعني إثقال وزير او مسؤول بوزارة اخرى او مسؤولية ثانية بالاضافة لوظيفته الاصلية (هو وزارته ممدبرهه). فأي قدرة عند هذا الوزير الذي يسير وزارتين بقلم واحد ؟! وبقيت وزارات، مثل الداخلية والدفاع والامن القومي والاتصالات، تدار بالوكالة، كذلك بقيت هيئات مثل امانة بغداد، والبنك المركزي، وعدد كبير من الادارات العامة تدار بالوكالة.. اضف الى ذلك وزارات تغيّب وزراؤها لفترات طويلة لهذا السبب او ذاك، مثل المالية، والزراعة، والتي انيطت مسؤوليتهما بوزراء آخرين.. مرة أخرى بالوكالة.

كانت احدى المنظمات العراقية قد اشارت في تقرير لها الى وجود نحو 23 ألف وظيفة في مؤسسات الدولة تدار بالوكالة! حتى غدا الوطن وكأني به يدار بالوكالة!

 

طريق الشعب - ليوم الخميس 5 أيلول 2013

free web counter