كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الجمعة 31/8/ 2012

اين دور المثقف العراقي ؟ طه رشيد لعب ويلعب المثقفون ادورا اساسيا في بلدانهم سواء كانت متقدمة مثل بلدان اوروبا ام متخلفة مثل بلداننا ولم يقتصر دورهم على المساهمة في الحياة الثقافية انتاجا واستهلاكا، بل تعداه الى الحياة السياسية، وكان للمثقفين العراقيين دورا مشرفا في مقارعة الدكتاتورية ، وخاصة خلال فترة النظام السابق حيث لم يكتفوا بمحاربته اعلاميا بل تعمدوا الى رفع السلاح بوجهه استجابة لدعوة الشيوعيين العراقيين في تنظيم كفاح مسلح استمر لعقد كامل من السنين ما بين 1979ـ1989 . واستمر عطاءهم ما بعد التغيير ليساهموا بشكل فعال في انجاح العملية السياسية مقدمين ارواحهم فداءا لوطنهم وكان شهيد الثقافة العراقية التقدمية كامل شياع انموذجا واضحا لنكران الذات ولتفاني المثقف من اجل وطنه وشعبه وقائمة الشهداء قبل وبعد السقوط في الوسط الصحافي بشكل خاص والثقافي بشكل عام  طويلة جدا . اما اليوم فان العملية السياسية تمر بمنزلق خطير بعد ان عقد اعضاء البرلمان من القوى السياسية المتنفذة اتفاقا مشينا بشأن قرار المحكمة الاتحادية الذي اتخذته في الرابع عشر من حزيران 2010 الخاص بقانون الانتخابات في المحافظات والقاضي برفض ابتلاع القوائم الكبيرة الفائزة بابتلاع الاصوات المتبقية من الكيانات السياسية الصغيرة . علما ان قرارات المحكمة الاتحادية، وفق الدستور، نهائية وملزمة للجميع، وهم بهذه الخطوة لا يتجاوزن على حق المواطن باختيار من يرغب بل يتعدوه للتجاوز على الدستور جهارا وتحت الضوء الساطع لشهر آب اللهاب .اي انهم ينسون الدولة المدنية ، دولة الدستور والقانون وتكافؤ الفرص ، ليؤسسوا لدكتاتورية من نوع جديد هي" الدكتاتورية الجماعية " فبدلا من ان يحكمك حزب واحد ، نعطيك ثلاثة احزاب كبيرة ، واختر واحدا منها ولا تتعب نفسك باختيار تكتل او كيان سياسي غيرهم لان صوتك بالنتيجة سيعود لنا . لذا أهيب بالمثقفين من صحفيين وفنانين وكتاب ومختلف اصناف الثقافة، وهم ضمير هذا الشعب الحي، ان يكونوا بقدر المسؤولية وان يقفوا موقفا ثابتا من التجاوز على الدستور وعلى حق المواطن بالاختيار ، وذلك بتنظيم احتجاجات ومظاهرات سلمية امام نقاباتهم او اي مكان يختاروه وان يبعثوا بعريضة احتجاج الى البرلمان الحالي ومطالبته بالسهر على تقديم خدمات للمواطن الذي اختارهم بدل التلاعب بالدستور والاستحواذ على صوت الناخب واستغفاله . وهم بهذا يثبتون موقفا تاريخيا مشرفا لنا وللاجيال القادمة .