| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طه رشيد
taha.rachid@orange.fr

 

 


 

                                                                                       السبت 21/4/ 2012

 

الإنتخابات الفرنسية 2012
 

الانتخابات الفرنسية تنطلق .. والمنافسة بين المرشحين تلتهب

طه رشيد

يتوجه الفرنسيون، اليوم الأحد 22 نيسان للإدلاء بأصواتهم في الدورة الانتخابية الأولى، حيث ستعقبها الدورة الثانية بعد أسبوعين، الأحد 6 ايار، في حال عدم حصول اي من المرشحين على أكثر من 50 بالمائة من الأصوات في الدورة الاولى، وهذا مستبعد كلياً حسب ما تؤكده كل دوائر الاستطلاع الخاصة بهذه الانتخابات.

يشارك في هذه الانتخابات عشرة مرشحين للسباق نحو قصر الاليزية، أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي ، وهو يمثل اليمين التقليدي في فرنسا، وفرنسوا هولاند مرشح الحزب الاشتراكي ، وكان اول وآخر رئيس للجمهورية من هذا الحزب هو فرنسوا ميتران الذي فاز بانتخابات 1981، وجان لوك ميلنشون مرشح جبهة اليسار التي تضم الشيوعيين إلى جانب حزب اليسار ومجموعة اخرى من الاحزاب والمنظمات اليسارية . اما مرشح اليمين المتطرف فهو مارين لوبين، البنت الصغرى لرئيس حزب " الجبهة الوطنية " جان ماري لوبين، وهو حزب يميني متطرف ببرنامجه وبشعاراته واشهرها في هذه الانتخابات هو ( فرنسا للفرنسيين ) ! وهو يرجع كل مشاكل فرنسا إلى الوجود الاجنبي في هذا البلد ويقصد بالاجنبي، بالدرجة الاولى، العرب والافارقة .

اليمين المعتدل او اليمين الوسط قدم في هذه الانتخابات المرشح نفسه في الدورة السابقة، وهو فرانسوا بايرو .

أما السيدة أيفا جوالي، ممثلة البيئة، فتعطيها استطلاعات الرأي 2 في المئة ما يمثل تراجعاً في الحضور الانتخابي لحركات الخضر والبيئة.

جميع استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم مرشح الحزب الاشتراكي هولاند (29،5%) على منافسه اليميني ساركوزي ( 27،5%). بينما ستكون المنافسة على اشدها بين مرشح اليسار ميلنشون ( 13%-14,5%) ومرشح اليمين المتطرف لوبين ( 14%-15،5%) للوصول إلى الموقع الثالث في هذه الانتخابات.

وتتسم الحملة الانتخابية لجبهة اليسار في هذه الانتخابات بالتنظيم الجيد ، وبادر منظمو الحملة الى ترك القاعات المغلقة وعقد لقاءات جماهيرية واسعة ( وصل عدد الحضور في مدينة تلوز ومارسيليا وفي ساحة الباستيل في باريس الى اكثر من مائة الف مواطن في كل مرة ) ، وصبت جبهة اليسار جهودها في حملتها على أمرين مهمين وهما المساهمة في ابعاد ساركوزي وعدم السماح له بتسنم الرئاسة مجددا، أما الأمر الثاني فهو محاولة دحر اليمين المتطرف الممثل بحزب " الجبهة الوطنية " باعتباره حزبا فاشيا تنطلي خطورته لا على الاقتصاد فحسب بل على المجتمع الفرنسي ذاته ، الا ان شعاراته البراقة والكاذبة والتي تلعب على وتر حساس توهم بعض المواطنين بادلاء اصواتهم لصالحه .

لقد غمرت باريس خلال الايام القليلة الماضية تظاهرات عديدة للتنديد باليمين المتطرف وبحزبه وبشعاراته الانتخابية التي تنم عن حقد وكراهية كبيرين.

لا يريد الشيوعيون واليساريون والديمقراطيون ان يحدث في هذه الانتخابات ما حدث في انتخابات سنة 2000، حيث فاز مرشح اليمين المتطرف (لوبين الاب ) بالموقع الثاني في الدورة الاولى ما جعله منافسا لرئيس الجمهورية آنذك جاك شيراك ما حدى بالقوى اليسارية والديمقراطية ان تصوت لليمين التقليدي ، على مضض ، من اجل إيقاف زحف اليمين المتطرف الى القصر الرئاسي .

ويقود مرشح جبهة اليسار حملته الانتخابية تحت شعار " لنسرع باقامة الجمهورية السادسة " ، ويعني بذلك احداث تغييرات جوهرية لصالح جماهير الشغيلة ولاوسع قطاعات المجتمع بالقطيعة مع السياسات السائدة في عهد الجمهورية الخامسة التي تاسست عام 1958 من قبل الجنرال شارل ديغول، وبالتصدي لسلطة ونفوذ الرأسمال المالي وهيمنته ومحاولاته لتحمل الشغيلة والعاملين باجر عبء الأزمة المالية والاقتصادية التي تعيشها الاقتصادات الاوروبية. ويدعو ميلنشون في اجتماعاته الانتخابية الحاشدة إلى مقاومة سلطة الراسمال وجشعه واقامة مجتمع المواطنة والمساواة، والى يقول المجتمع وجماهير الشغيلة : لا للكراهية ، الانتصار على اليمين المتطرف ، جبهة اليسارهو انتصار لليسار ، انتخاب ملينشون هو الضمانة الاكيدة لأبعاد ساركوزي عن السلطة ، ولأبعاد اليمين المتطرف عن المجتمع . هذه هي الشعارات التي طرحتها جبهة اليسار فوقف الى جانبها خيرة المثقفين والفنانين والاكاديميين وعدد كبير من الشرائح ذات الدخل المحدود والمتوسط والشغيلة والطلبة . وستشكل جبهة اليسار في هذه الانتخابات رقما لا يمكن تجاوزه  .



 

 

free web counter