كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الخميس 20/9/ 2012

مهرجان اللومنيته 2012 الإحتفاء بالذكرى الخمسين لإستقلال الجزائر طه رشيد - باريس في كل عام يختار الشيوعيون الفرنسيون حدثا محوريا لمهرجان جريدة حزبهم " اللومانيته"، والذي يبدأ كل عام في عطلة الاسبوع الثاني من شهر أيلول . اختاروا هذا العام "الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر" وخصصوا العديد من المحاضرات والندوات الفكرية لهذا الحدث، تزامنا مع الربيع العربي وما يحدث من تغييرات جوهرية في منطقتنا . وبكل تأكيد لم ينسوا الوضع في اوروبا وبالاخص الازمة المالية والمعاشية التي تعصف ببعض البلدان الاوربية مثل اليونان . اما الوضع الداخلي الفرنسي الحالي فهو الذي يعطي النكهة الخاصة بالمهرجان، إد انه يأتي بعد النجاح الكبير الذي حققه اليسار الفرنسي بدحر اليمين التقليدي وإزاحته من السلطة، في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ربيع هذا العام، وفوز الحزب الاشتراكي برئاسة الجمهورية وباغلبية مقاعد البرلمان. ولا يقتصر المهرجان على الجوانب الفكرية بل هناك عدد كبير من النشاطات الفنية ، وقد وصلت فرق موسيقية ومغنون وراقصون، لا من فرنسا فحسب، بل من مختلف انحاء العالم، للمساهمة في هذا المهرجان . في هذه الاجواء ينعقد مهرجان " اللومانيته" للأيام 14و15و16 أيلول، ورغم الغيوم التي تلبد سماء المهرجان الا ان الفرح هو السائد ، فرح بنكهة جديدة يدفع بجبهة اليسار، والمكونة بشكل اساسي من الحزب الشيوعي الفرنسي وحزب اليسار، من مواصلة النضال من اجل تأمين حياة أجمل وارقى، للشغيلة ولكافة شرائح المجتمع ، معتمدين على شعار الثورة الفرنسية الاساس : حرية ، أخوة ، مساواة . خيمة "طريق الشعب" .. خيمة محمود صبري ما إن تدخل خيمة " طريق الشعب "في المهرجان، حتى يواجهك بورتريت الفنان الراحل محمود صبري ( 1927 ـ 2012 )، من رسم الفنان صلاح جياد، وبجانبه باقة ورد نضرة. والخيمة هذا العام تحمل اسم الفنان الكبير الذي رحل هذا العام، عرفانا بما قدمه هذا الفنان والمفكر في مسيرته الابداعية . حائط الخيمة الايمن ازدان بعرض صور فوتغرافية للفنان الراحل، التقطتها عدسة الفنان قتيبة الجنابي . بينما الحائط من جهة اليسار خصص لمعرض صور عن تظاهرات ساحة التحرير وعن نشاطات المرأة العراقية . وإذ يبدء مهرجان اللومانيته يوم 14 أيلول فإن خيمة " طريق الشعب "، وكما في السنوات السابقة، بدأت نشاطها في عشية بدء المهرجان : مساء الخميس 13 أيلول بحضور حشد من الشيوعيين والديمقراطيين العراقيين الذين أتوا من كل جدب وصوب ، من اوروبا ، ومن العراق ، ومن فرنسا ذاتها. افتتح الامسية الفنان الشاب محمد القيم بكلمة ترحيبية ، ووقف الحضور إحياء لذكرى شهداء شعبنا وحزبنا. بعدها القى الرفيق خالد الصالحي كلمة منظمة حزبنا في فرنسا شارحا الاسباب التي دعت إطلاق اسم الفنان الراحل محمود صبري على الخيمة : "إطلاق تسمية محمود صبري على خيمتنا " طريق الشعب" هو بمثابة تكريم لهذا الفنان المبدع المتطور الذي نقل معانات الفقراء والمحرومين وجسدها باعماله التشكيلية التي عاشها في محلة الهندية ببغداد ، ومن ابرز هذه الاعمال، لوحة "الجنازة" بين عامي 1952 و1962، وجدارية "وطني" التي كانت تكاد تقف الى جانب جدارية جواد سليم وفائق حسن ، هذه الجدارية التي نفذ تخطيطها في موسكو عام 1961، وحال انقلاب شباط الاسود 1963 دون انجازها في بغداد " .  وفي الختام وجه الصالحي نداء للمثقفين جاء فيه :" نتوجه الى نخبة المثقفين والتي تقع عليهم مسؤولية جسيمة وقبل غيرهم في التغيير ومعالجة المسألة الطائفية، وبناء العراق الديمقراطي الحر بثقافته المتنوعة، ومن هذا المنطلق ، علينا ان ننظم انفسنا ونوحد صفوفنا للعمل على طرح خطاب ثقافي وطني قادر على افشال الخطاب الثقافي الطائفي والاثني الذي يعمل اصحابه على استخدام الحق لفعل الباطل، والا فالمخاطر جسيمة والتاريخ لا يرحم في احكامه". "طريق الشعب" خيمة العراقيين الوطنيين والديمقراطيين بعد ذلك جاء دور الرفيق مفيد الجزائري عضو اللجنة المركزية لحزبنا، الذي حل ضيفا على الخيمة هذه السنة، وقد تحدث فيها عن الوضع الراهن في العراق . أكد الرفيق الجزائري أهمية تواجد "طريق الشعب" في هذا المهرجان اليساري العالمي، ونوه بحقيقة ان الخيمة تتحول تدريجيا الى خيمة لكل العراقيين الوطنيين والديمقراطيين. وفي شأن الوضع القائم في الوطن، والازمة المطبقة التي تعيد انتاج نفسها في ظل نهج المحاصصة الطائفية والقومية، وما ينجم عنها من تكريس لحالة الشلل والعجز والفشل في معالجة المعضلات الكبرى التي تواجهها البلاد في مختلف ميادين حياتها، قال الرفيق الجزائري ان كسر الحلقة المفرغة من التأزم والاستعصاء لن يتحقق عن طريق إعادة الاصطفاف داخل الكتل السياسية المتنفذة، التي يجري الحديث عنها اليوم هنا وهناك. فالاطراف التي تتشكل منها هذه الكتل تتمسك بنهج المحاصصة الطائفية والاثنية، رغم كل النقد الذي توجهه الى هذا النهج ، والاقرار بكونه السبب في الشلل والفشل اللذين يثقلان كواهل الشعب والوطن. وشدد مفيد الجزائري على ان المخرج من حال الازمة يكمن في برنامج التيار الديمقراطي وبضمنه الحزب الشيوعي العراقي، الذي يؤكد الحاجة الى اعتماد مبدأ المواطنة، والى اعادة هيكلة الدولة وفق استرتيجية وطنية، وبناء مؤسسات دستورية وتشريع قوانين تكون اساسا لبناء دولة مدنية ديمقراطية تقوم على العدالة ومبادئ الدستور. الاصطفاف الجديد للقوى الوطنية والديمقراطية واشار الرفيق الجزائري في هذا الصدد الى ما جاء في البيان الصادر اخيرا عن قيادة التيار الديمقراطي حول ضرورة الاصطفاف الجديد للقوى الوطنية والديمقراطية، وتشكيل كتلة مؤثرة لخوض الانتخابات المقبلة، والعمل على تغيير ميزان القوى بما يلحق هزيمة بالتحالفات الطائفية. وارتباطا بهذا دعا الى بذل كل الجهود الممكنة لتقوية التيار الديمقراطي وتوسيع إطاره، واجتذاب المزيد والمزيد من العناصر الديمقراطية الى صفوفه، في الداخل والخارج. وحث منظمات الحزب ورفاقه في الخارج على المبادرة الى تنظيم شتى الفعاليات السياسية والثقافية والاجتماعية، التي تجمع الوطنيين والديمقراطيين العراقيين في بلدان اللجوء والمهاجر، وتؤمن اسهامهم في الكفاح الذي تخوضه القوى الحية المخلصة في الداخل وتيارها الديمقراطي دفاعا عن الحرية والديمقراطية والدستور، ومن اجل بناء العراق المدني الديمقراطي. وشدد الرفيق الجزائري من جانب آخر على التوسيع والتعزيز المضطردين للصلات مع الجماهير، والتوجه نحو اوساطها الواسعة لتساهم في الدفاع عن مصالحها وفي انتزاع حقوقها، مشيرا الى انه من دون ذلك لن يمكن الوصول الى التغيير الضروري في ميزان القوى، الذي لا بد منه لشق الطريق امام الاسهام الفاعل للقوى الوطنية والديمقراطية في حياة البلاد وفي تقرير مستقبلها السياسي وشكل الدولة الجديدة، التي نريدها مدنية ديمقراطية قائمة على العدل الاجتماعي. الفنانان فيصل العيبي وقتيبة الجنابي في قلب المهرجان أهم ما ميز خيمة "طريق الشعب" هذا اليوم،14 أيلول، هو المحاضرة القيمة التي القاها الفنان فيصل العيبي عن محمود صبري مستعرضا تاريخه الفني ومراحل تطوره الابداعية والفكرية وصولا الى "نظرية الكم" التي ابتدعها الفنان الراحل محمود صبري ، وتحدث كذلك الرفيق مفيد الجزائري عن محطات مهمة من حياة صبري . وكانت الندوة من تقديم الفنان قتيبة الجنابي ، الذي عرض، بعد ذلك، فيلمه "عكس الضوء" متتبعا جزء مهما من حياة محمود صبري . المسيرة النسوية العراقية في المهرجان اما بعد الظهيرة فكانت هناك المسيرة النسوية التي نظمتها رابطة المرأة، وقد سارت النساء، من رفيقات وصديقات، على الاقدام ،داخل "قرية العالم" وسط المهرجان، رافعات اعلاما ملونة ، ومرددات لاغان تشيد بنضالات المرأة العراقية وقد كانت المسيرة محط انتباه وتشجيع عدد غفير من الحاضرين في المهرجان. من الحضور المتميز في خيمتنا هذا العام ، هو وجود الفنان طالب غالي الذي سيقدم بعضا من اغانيه ، كما ننتظر وصول الفنان الكبير كوكب حمزة للمهرجان ، بينما لم يستطع الفنان جعفر حسن من الحصول على تأشيرة الدخول الى فرنسا لحضور المهرجان وارسل كلمة حيا فيها كل الحضور وتمنى لخيمتنا النجاح المتواصل .