| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طه رشيد

 

 


 

الثلاثاء 17/2/ 2009


 

الجريمة لا تسقط بالتقادم

شهداء خالدون

اعداد : طه رشيد

زكي بسيم ( حازم )

اختار الرفيق الشهيد زكي بسيم اسمه الحزبي ( حازم ) لسبب بسيط وهو لكونه حازما تجاه نفسه في حياته الحزبية والاجتماعية حيث كان مثلا يحتذى به لجديته بتنفيذ المهام الموكلة اليه ومتمسكا بالمبادئ التي آمن بها حتى آخر لحظة من حياته بالاضاقة الى امكاناته الكبيرة في التنظيم مما حدى بالرفيق الخالد فهد ان يجعله من اقرب مساعديه ، وحين اعتقل عام 47 مع الرفيقين فهد ومحمد حسين الشبيبي ، اختاره الرفيق فهد ممثلا للسجناء السياسيين في السجن وبسبب من قوة شخصيته حظي باحترام وتقدير كل الموجودين في السجن آنذاك بما فيهم مدير السجن والسجانين وكان له دور كبير في تنظيم الصلة بين الرفاق داخل السجن وخارجه ,

ولد الرفيق حازم عام 1913 في بغداد وسط عائلة معدمة مما حدى به ومنذ صباه ان يعمل في الدباغة ليوفر لقمة عيش كريمة لعائلته ولكونه كان حازما وطموحا فقد استطاع ان يكمل دراسته الثانوية في القسم المسائي عام 41 حيث سبق وان ترك مهنة الدباغة في هذا العام ليعمل موظفا في اسالة ماء بغداد .

اما على المستوى الحزبي فقد انظم في العام التالي الى اللجنة المركزية ثم أصبح عضوا في المكتب السياسي .
حكم عليه بالسجن المؤبد بعد اعتقاله عام 47 مع الرفيقين فهد وصارم ثم أعيدت محاكمته صوريا وحكم بالاعدام بعد احداث وثبة كانون عام 1948. ونفذ فيه الحكم في 15 شباط 1949في بغداد .


حسين محمد الشبيبي ( صارم )

الشهيد حسين محمد الشبيبي ( صارم ) كان على عكس رفيقه حازم اذ لم يكن مضطرا للعمل في صباه لكونه ولد في عائلة ميسورة ، عائلة دينية متنورة في مدينة النجف عام1914 مما فسح له المجال لاكمال دراسته بيسر وليتخرج من دار المعلمين في بغداد وقد انعكس تعلمه على نشاطه الفكري والثقافي لاحقا وقد ساهم في فترة مبكرة في توطيد كيان الحزب وبناءه بالشكل الصحيح واهتم كثيرا بالجانب الثقافي فكتب كراس ( الجبهة الوطنية وواجبنا التأريخي ) و (كراس الاستقلال والسيادة الوطنية) بالاضافة الى عشرات المقالات التي كتبها اواخر الثلاثينيات وبداية الاربعينات ، ولنا ان نتصور الطاقة الابداعية التي يمتلكها رفيقنا الشهيد صارم الذي لم تكن اهتماماته سياسية فقط بل تعداها الى الادب واللغة وليكتب لنا مقالا قبيل بداية الاربعينات عن ( النزعة العلمية في الادب ، والادب المعاصر ) وحين كان معتقلا في سجن الكوت أخذ يقدم دروسا متقدمة في اللغة العربية لمجموعة من الرفاق لتعميق معارفهم في الادب والنحو العربي .

اصبح عضوا في اللجنة المركزية عام 41ومن ثم انتخب لعضوية المكتب السياسي للحزب الشيوعي عام45 .
في عام 1942 انتقل الى العمارة ليعمل معلما ولتنفتح امامه افاقا جديدة للعمل الحزبي والجماهيري فكان على تماس مباشر مع الفلاحين ومنذ اليوم الاول لوصوله بدأ بنشر الوعي بين الفلاحين وتنشيط الحركة الوطنية وتوجت جهوده بتأسيس ( جمعية اصدقاء الفلاح في العمارة) .

عمل سكرتيرا للهيئة المؤسسة لحزب التحرر الوطني بين عامي 1946 ـ 1947 حيث اعتقل بتهمة الشيوعية وحكم عليه بالسجن مدة عشرين عاما ثم اعيدت محاكمته صوريا وحكم عليه بالاعدام ونفذ فيه يوم 15 شباط 1949.

كان مناضلا جريئا وجسورا اعتلى المشنقة بثقة لا تتزعزع قائلا :
( لي الشرف ان اشنق في نفس الساحة ـ باب المعظم ـ التي طالما انطلقت منها المظاهرات الوطنية ) .
 
لم يكونا الشهيدين حازم وصارم ـ اللذان يكمل احدهما الاخر فالاول بدأ كادحا والثاني مثقفا ـ خسارة للحزب الشيوعي العراقي فقط بل هما خسارة للحركة الوطنية وللشعب العراقي واذ تمر هذه الايام ذكرى استشهادهما الستين نتطلع لتلك اللحظة التي نرى فيها نصبا يخلدهما تسهر السلطات الجديدة على تشييده ، نتطلع لتلك اللحظة التي نرى فيها جلسات محكمة عراقية لمحاكمة من ساهم بهدر دمائهما ومحاكمة من ساهم باغتيال واعدام المئات من الشيوعيين العراقيين وخاصة على ايدي النظام السابق والجريمة وإن مضى عليها زمن طويل فهي لا تسقط بالتقادم.




 

free web counter