| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طه رشيد
taha.rachid@orange.fr

 

 


 

                                                                                       الأربعاء 13/7/ 2011

 

مسرحية " انتربيت " على المسرح الوطني
في بغداد

طه رشيد

انتهت مؤخرا عروض مسرحية " انتربيت " التي عرضت لفترة زمنية طويلة والتي بدأت عروضها منذ الشهر السادس وحققت ارباحا كبيرة لا تنسجم مع اهميتها الفكرية !
المسرحية تروي حكاية عائلة تتألف من ثلاثة أخوة وأخت وحيدة يعيشون مع والدهم الغني صاحب شركة ضخمة ، الذي داهمه العمر فيبدأون بالتفكير بتقاسم الارث مما يخلق صراعات بينهم تصل لدرجة رفع المسدسات بين الاخوة وخاصة حين يدخل الاب المستشفى لاجراء عملية جراحية يصاب على إثرها بفقدان الذاكرة !! .
من جانب آخر ، تتآمر على الوالد سكرتيرته الخاصة مع محامي الشركة من اجل الاستحواذ عليها بالكامل وذلك عن طريق توقيع عقد زواج للوالد مع السكرتيرة الا ان الوالد كان ادهى من الجميع ، إذ إنه لم يفقد الذاكرة بل كان يدعي ذلك وساعدته طبيبتة على أنجاح مخططه لكشف مخططات المتآمرين وهم كثر ! , وتنتهي المسرحية بان يقوم الوالد بتوجيه النصح للجميع طالبا ان يكون المرء نزيها في عمله ، والمال ليس كل شيء في الحياة بل الانسان هو الاهم .
على الخشبة لم نجد مسرحا اذا ما استثنينا الديكور والانارة اللذين صمما ونفذا بشكل جيد، اما ما تبقى فهو خليط مما يقدم في الملاهي والكابريهات من وصلات يتداخل فيها التمثيل والرقص والغناء مع كم هائل من النكات بمناسبة و بدون مناسبة . وقد استمتع الجمهور بصوت حركات المغنية دالي التي لم يستحدث لها دور في المسرحية الا لكسب عدد اكبر من المشاهدين وتحقيق ارباح عالية .
ومن المؤسف جدا ان تكون موضوعة ساحة التحرير ومظاهرات الشباب مجالا للسخرية والتندر من قبل المؤلف والمخرج والممثل حيدر منعثر الذي يمثل دور الابن المثقف داخل العائلة ، ويتم تحوير مطالبات الشباب والناس العادلة الى مطالبات فجة ومخجلة ( الشعب يريد أزنود الست !!! ) . . بالاضافة الى السخرية من مشاركة المرأة العراقية في المظاهرات أيام الجمع وتصورير حضورها لمجرد الاستعراض امام الشباب !!
النص المسرحي لم يكن محبوكا بطريقة مقنعة لا على مستوى البناء ولا على مستوى اللغة والافكار فمن المعيب ان نكون عنصرييين لدرجة ان المغنية تصرح : ( احنه العراقيين تاج على رؤوس الاخرين والاجانب يجون يشتغلون اهنا جوه رجلينه ) ،ان شتيمة الآخر لا تنم الا على ضعف الشاتم ، خاصة اذا ما تذكرنا بان عدد العراقيين الذين يعملون في الخارج اكثر من الاجانب عندنا .
الضعف واضح على بناء شخصيات المسرحية منفردة ، تلك الشخصيات التي لم يبذل لها الممثلون جهدا كبيرا لتجسيدها فقد اعادوا شخصياتهم التي عرفهم بها الجمهور من خلال اعمالهم التلفزيونية التي تعرض على مختلف القنوات الفضائية العراقية ، فماجد ياسين كما هو, نفس الحركات , وليس من جديد في إدائه , وكذا القول بالنسبة للفنان قاسم السيد , وربما نستثني الفنانين فاضل شنيشل واسعد عامر اللذين حاولا ان يجسدا شخصيتين متميزتين . ولابد ان نذكر بان ماجد وقاسم هما ممثلان موهوبان ويمتلكان طاقة خلاقة لو جرى استخدامهما بالشكل الصحيح , ونفس الشيء نستطيع ان نقول على الفنان حيدر منعثر الذي سبق وإن قدم اعماليا ابداعية عديدة ، اكثر نضجا من هذا العمل ، ونتمنى له ان يتجاوز هذه الاخطاء والهفوات الجوهرية في عمله القادم .


 

free web counter