| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طه رشيد
taha.rachid@orange.fr

 

 


 

                                                                       الخميس  12 / 9 / 2013

 

عيد "اللومانيته / الانسانية "جريدة الحزب الشيوعي الفرنسي

 13 أيلول تنطلق فعاليات المهرجان

طه رشيد



احد بوسترات المهرجان لهذا العام

تأسست جريدة اللومانيته / الانسانية عام 1904 من قبل " جون جوريس" معبرة عن صوت الاشتراكيين واليساريين حتى استتب الامر للشيوعيين باعتبارها الجريدة الناطقة باسمهم وذلك اثناء مؤتمر الحزب الاشتراكي عام 1920 . ومنذ ذلك التاريخ واللومانيته تصدر بشكل منتظم ، باستثناء فترة الحرب العالمية الثانية ( 1939ـ 1945) حيث صدرت بشكل سري لحين تحرير باريس من النازية . ولعبت الجريدة ـ كمنشور سري ـ دورا مهما في المقاومة الشعبية ضد النازية في فرنسا . وساهم خيرة المثقفين الفرنسيين في الكتابة للجريدة ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر ، الشاعر فرنسوا اراجون الذي ترجم له الى العربية مجموعة من القصائد طبعت بديوان تحت اسم " الزا وعيون الزا ". وفي عام 1930 ارتأت الجريدة ان تقيم مهرجانا تضامنا مع عمال المناجم المضربين آنذاك ، ومن اجل زيادة مبيعات الجريدة واقيم المهرجان في ضواحي باريس وحضره الف زائر .

سكرتير الحزب الشيوعي الفرنسي داخل المهرجان

واستمر المهرجان، الذي تحول الى عيد وطني طيلة هذه السنوات بفضل النشاط اليومي الدؤوب للشيوعيين الفرنسيين واصدقائهم ، باستثناء سنوات الحرب العالمية الثانية الخمس ، متنقلا بين ضواحي باريس الجنوبية والشرقية والشمالية الى ان استقر لسنوات عدة ومازال بين ضاحيتي " لاكورنف" و" لوبورجيه" الشماليتين . وليصل عدد الزوار لمئات الالاف سنويا حيث كان عدد الزوار في العام الماضي اكثر من 600 الف زائر .

مسرح الهواء الطلق في اللومانتيه

واصبح موعد المهرجان تقليدا سنويا فالكل يعلم ان عطلة الاسبوع الثاني من شهر ايلول / سبتمبر هو موعد مهرجان اللومانيته .

كل الاجيال في العيد

ويعد مهرجان "اللومانيته "، من اهم المهرجانات السياسية والثقافية اليسارية، ليس في فرنسا فحسب ، بل في كل انحاء اوروبا ، ويعقد على رقعة جغرافية واسعة ، اذ ينقسم المهرجان الى قسمين متداخلين، قسم مخصص لمنظمات الحزب الشيوعي الفرنسي حيث تضرب خيامها وتعرض نشاطاتها وتقدم الرقصات والموسيقى والاكلات الشعبية للمدن التي جاءت منها وينتصب هنا مسرحا ضخما في الهواء الطلق تقدم عليه اعمال فنية راقية ، كالرقص والغناء والموسيقى ، من فرنسا ومن خارجها، وتوجد في هذا القسم الخيمة المركزية لجريدة اللومانيتيه والتي تقدم عليها اهم المناظرات السياسية والتي تتسع لاكثر من الف شخص . اما القسم الثاني من المهرجان فهو مخصص للصحف الشيوعية واليسارية من الاحزاب الاجنبية داخل رقعة تسمى " قرية العالم " وهي تضم ايضا مسرحا وخيمة للندوات المركزية .. علما ان معظم الصحف المساهمة تقيم ندوات فرعية داخل خيمها لمناقشة اهم القضايا التي تمر بها اوطانها .. انه مهرجان وطني اممي بحق .ولان المهرجان تحول الى عيد وطني يتابعه ويهتم به معظم الفرنسيين بغض النظر عن انتمائاتهم واهوائهم الفكرية والطبقية،فان مختلف وسائل الاعلام تقوم بتغطية نشاطاته بنقل حي ومباشر خلال الايام الثلاث لانعقاد المهرجان الذي يميزه عن غيره من الانشطة السياسية هو ازدياد مشاركة للشباب الواسعة اعداد وتنفيذا وبشكل تطوعي . ولا تقتصر المساهمة على الشباب الفرنسي، بل تتوافد اعداد كبيرة من الشباب الاوربي على المهرجان الذي تساهم فيه مختلف الصحف اليسارية في العالم ، كما تساهم بعض الدول مثل كوبا وفيتنام والصين وفنزويلا ..الخ.

اما بالنسبة للعراق فان الزميلة جريدة " طريق الشعب " تساهم بهذا المهرجان منذ مطلع السبعينيات بخيمة خاصة بها، في الجناح المخصص للصحف الاجنبية والتي تسمى " قرية العالم " ويؤم خيمة الطريق عدد كبير من الزوار وتقدم لهم صورة واضحة عما يجري في عراق اليوم بالاضافة لتقديمها مأكولات ومشروبات عراقية. وغالبا ما تزدان جدران الخيمة بصور ولوحات لفنانين محترفين من داخل وخارج العراق . وقد عودنا الفنان الكبير صلاح جياد على رسم لوحة كبيرة تتوسط الخيمة ، بالاضافة لفقرات فنية في الغناء والرقص الفلكلوري وانشطة سينمائية متنوعة . وتستضيف الخيمة في كل عام اح قيادات الحزب الشيوعي العراقي ليقدم مداهلة سياسية داخل الخيمة لافراد الجالية العراقية والاصدقاء من العرب القاطنين في باريس .

وتنطلق فعاليات المهرجان غدا ، الجمعة 13 أيلول وتستمر لمدة ثلاثة ايام في نسخته الثامنة والسبعين ، في الضاحية الشمالية لباريس " لاكورنف" ، وخصوصية المهرجان هذا العام هو مرور سنة على فوز اليسار (الحزب الاشتراكي) بالانتخابات ، وهو يعقد هذا العام على شرف جون جوريس مؤسس جريدة اللومانيته.

سيكون المهرجان زاخرا بالنشاطات الثقافية والفنية حيث يساهم فيه خيرة الفنانين من فرنسا والعالم خلال الايام الثلاثة بالاضافة لمعارض الكتب والحلقات الدراسية والمحاضرات في شتى المجالات .

اما المحاور الاساسية للمهرجان لهذا العام فهي : اصلاح قانون التقاعد ، الدخول المدرسي والواقع التعليمي في فرنسا، الحرب على سوريا ، الوضع في مالي . وستناقش في المهرجان موضوعة " خيارات اليسار" ، وتاتي اهمية هذه الموضوعة لمناقشة كيفية مواجهة الازمات التي يمر بها المجتمع الفرنسي خاصة بعد مرور عام على فوز الحزب الاشتراكي بالانتخابات الاخيرة .

ومثل كل عام سيكون لفلسطين محورا مهما داخل المهرجان ،وستطلق حملة من اجل اطلاق سراح مروان البرغوثي داخل المهرجان . كما سيناقش ممثلوا اليسارا خلال الايام الاثلاثة محاورا للنقاش تهتم بكيفية احلال السلام في العالم وتجنب الحروب وخاصة قضية السلام في الشرق الاوسط .

شعار المهرجان الرئيسي



" اليسار هو البحث عن الحقيقة وقول هذه الحقيقة " جون جرس مؤسس الجريدة
 

 

 

free web counter