طالب غالي

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

الخميس 2 /8/ 2007

 

 


صخرةُ سيزيفْ

طالب غالي

يا صخرةَ سيزيفَ..
اكتظتْ كلُ الأحزانِ بصدري
وغدتْ مثل سيوفٍ متشابكةٍ في ساحةِ حربْ
وألليلُ أُوارٌ يشحذُ فيها الحَدْ
وأنا أصرخُ من وجعٍ يمتدُ..
من الصدرِ إلى الظهرْ
إلى كلّ وريقات القلبْ
يا صخرة سيزيف.........
وأنا لستُ إلهاً تأتيه القوةُ أنىّ شاءْ
أو فارسُ مملكة الجنِّ يصُدُّ جبابرة الفرسان
فأنا او هى من غُصنِ الليمونِ...ومن أوراق ألأغصانْ
تكسُرُني هبةُ ريحٍ عجلى..
أودمعةُ إنسانْ
ما عذري؟؟
فأنا من نسلِ أُناسٍ...
عشقوا الرقة في ألأزهارْ
والرعشة عند الأطيارْ
يبكون إذا انكسرت كلمة حُبٍ في ألأشعارْ
ويطيرون فراشاً..
لو مرّ الصبح على خيمتهم
ويغنوّنْ.......
حتىُ تدْمي الشهقاتُ حناجرهم
فينامونَ على زغردة الفرحِ المرسومِ على ألأبوابْ
ما عُذري؟؟
فأنا من نطفتهم جئتُ..
يا صخرة سيزيف
تأخذني الأشواقُ الى وطني
تصحبني كلُ مزاميرِ العشقِ المكتوبِ على ألواح العمر
وتشدُ وثاقي.
أدنو من أسوارِ مدائنهِ المشرعة الأبوابْ
طيراً أفزعهُ الرعدُ الماطرُ والمجنون
لألوذَ بنخلةِ دارٍ محتمياً
من رعشةِ خوفٍ..،
من وحشةِ ليلٍ..،
من غُربةِ دارٍ..،
من أصواتٍ تتناهشني وتصّيرني أجزاءً متآكلةً
من شـــــدّة عصف الأنباء
وتراكمِ أكداسِ الصور المبثوثةِ عبر الشاشات
يا صخرة سيزيف
وطني يسكُنُهُ القتلُ على الأسماء
وتطرزُ جبهتهُ الطلقات
تتزاحمُ فوق حدائقهِ الحشراتُ وديدان الأرض
والأطفالُ نسوا حتى أحلامَ طفولتهم
فتراهم في كلّ الطرقاتِ وجوهاً أحرقها الجوع
والخوفُ بريقٌ يتمترسُ في أعينهم
يا صخرة سيزيف.
هَلْ أكتُبُ شعراً عن حزنِ بلادي..؟
أم إنّ الشعرَ سيكتُبُني حرفاً في لوحةَ حُزنٍ مبثوث..،
في كل المنعطفات..وكُل الهضبات .. وكُل السكنات..وكُل الرَعشات..،
في طلعةٍ صُبحٍ..في هدأةِ ليلٍ...في بوحِ النسمات
يا صخرة سيزيف
أنهكني الحُزنُ..
فأنىّ يرحلُ عن موطننا الرُعبُ..،
ومغُولُ العصرِ
وينحسِرُ الموتُ..
ويعودُ الوطنُ الموجوعُ حُقولاً..
تزهو بالحُبِّ وبالأشعار

٭ ٭ ٭ ٭ ٭ ٭

4/2005