| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طالب غالي

 

 

 

الأحد 28/6/ 2009



مقطع من حوارية مؤجلة

طالب غالي

إلى أخي مرتضى غالي في ذكرى رحيله


وكُنت معي . ,
عند إحتدام الدروبِ بأسرارها
وحين اقتفى الليلُ آثارنا
والتجأنا إلى منحنىً . ,
بين أقواسِ رعشاتنا والضُلوع
تُسائلني. . ، ونحنُ نغصُّ بأحلامنا
إذا انشطر الكونُ نصفين
إلى أيّ نصفٍ سنلوي زمامَ الأعنّة ؟ِ
لأيّ إتجاهٍ سنمضي ؟؟
شمالاً. . ؟ جنوباً . . ؟
نُشرّقُ . . أم ننداحُ غرباً
وهذي الصحارى. . ألم تعترض خطونا . .؟
أتعرفُ أنا حملنا رُقومَ العذاباتِ عدّا
وتُهنا بتأويلِ أنسابها
أتلمحُ فينا إنشطار الملامحِ مدموغة ًبالأسى
أتُدركُ ماذا وراء الشغافِ من الرُعبِ
وكم أثمر الرُعبُ من غلةٍ . .، تستغيثُ المناجلُ من حصدها . ؟ ؟
أتغضي على الرملِ أهدابها كي نمُرَّ
. . . . . .
. . . . . .
وفارقتني . .

سكنتَ بعيدا بأرضٍ تموّجَ حُزنك فيها
واستحال غيوماً تشفُّ
فأطلقت بالشجوِ صوتك تدعو العراق
وغنيت فيض الحنين الممضّ إلى وطنٍ أبعدتك الأراجيفُ عنهُ
وذبت إحتراقا
ولم يُدرك الآخرون سرّ احتراقك
ومعنى اصطبارك دهراً على جمرِ منفى
لقد كُنت أوفى
من النهر للماء. ،
وقد كنت أصفى
زلالا يشفُّ . . فقُطِّرتَ نزفا
. . . . . .
. . . . . .
وفارقتني .

وانتبذت مكانا قصيّا
وأسلمتني ـــ من دونِ قصدٍ ـــ
لنصالِ السكاكينِ ِ. .،
تعبثُ طعنا بصدري
وما كُنتُ أحسبُ يوما بأنك تنأى وتسبقني في الرحيل
دونما كلمةٍ في الوداع ْ
يا لجُرح الرحيل . . رحيلك
فهو فوق كُلّ الجروح استوى واستشاط إتساعاً
وتخطّى الشرايين مابين قلبي وأجزائهِ . . ،
إلى ذروة الروح
تعالى إلى الصدعِ ما بين سبعِ سماواتٍ توالت طباقاً
تدانى إلى كُلّ عينٍ تُعاني احتباس الدموعِ
وآهٍ من القلبِ تأبى انعتاقا

. . . . . .
. . . . . .
فيا راحلاً قبل أحلى المواعيدِ
ما كُنتُ أحسبُ أنك تناى . . وتناى
وتنأى بنا المطبقاتُ إعتسافا
فكُلٌّ لهُ اليوم منفى
يا لجرح الرحيل . رحيلك قدأنبت الحُزنَ
وأجرى على ضفة القلبِ نهرا
يا لجُرح الرحيل . .
يا لجُرح الرحيل . . رحيلك يمتدُّ . . ويمتدُّ نزفا

*************

 


 

free web counter