| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طالب غالي

 

 

 

 

الجمعة 22 /6/ 2007

 

 


بصـــــريــاثا
 

طالب غالي

بيتنا..
كانَ على شاطئ نهرٍ في الجنوب
بين حمدان وكوت الزين في أرضٍ سخية
تُنبتُ القداحَ والحناءَ والكرمَ المُحلّى
والصباحات الندية
بيتنا..
من خفقةِ الأرواحِ منسوجٌ ومن نبضِ القلوب
والأغاريد الشجية
بيتنا..
بين حنايا النخل مزروعٌ
فلو هبّت شمالْ
هفهف السعفُ ومالْ
نشوةً
وارتعشت خضر الظلالْ
وتغنى الطيرُ والنهرُ وزهرُ البرتقالْ
بأهازيج الجنوبْ
ومواويل القمرْ
كُلُّ شئ في ربوع البصرة الأحلى غناءٌ ومحبة
وترانيم وترْ
بصرياثا
أجملُ الجناتِ في الدنيا
فعيناها سماءٌ وبحرْ
وشموسٌ وحمامٌ ودموعْ
ومحطّات سفرْ
وعلى بسمتها الجذلى يتيه النخلُ زهواً وعجبْ
ثمّ يأتيها بسلاتِ الرطبْ
والعناقيد الذهبْ
وتمرُّ ألأنهرُ السكرى تزّفُ الشمسَ في موكب عرسٍ
وطربْ
فإذا أفرد جُنحيهِ المساء
ترجعُ الأنهار من رحلتها
وبكفيها مئاتُ الأنجم الزهرِ..وضحكات القصبْ
بصرياثا
كانت ألأقمارُ تأتيها على جُنح غمامْ
وتداري شعرها المنثوربين النخل والنهر وأعشاش الحمامْ
ثُمّ تغفو.... بعد أن هدهدها النايُ بأمنٍ وسلامْ
بصرياثا ألآن تعبى..
منذُ أن هبّت رياحُ العصف والنار عليها
من صحارى التيه والبحر وأدمت شفتيها
سبّلت أجفانها الوسنى على شوقٍ وحزنِ
فهي ما عادت تغني
بعد أن غادرها العُشاقُ من دون وداعْ
وأحاطت بيتنا العائمَ في الحزنِ سماواتُ الخريف...
وتباريحُ الجياع
بصرياثا
فمتى نحتضنُ الفجرَ على أهدابكِ السمرِ
وفي هَمسٍٍ نموتْ

٭ ٭ ٭ ٭ ٭ ٭

آذار/1997