| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طالب غالي

 

 

 

الأربعاء 17/10/ 2007



مرايا عاكِسة

طالب غالي

حين َيجئ ُ الليل ُعلى صهوة ِحُلم ٍمشبوب الخطو ِ
تستيقظ ُكل ّ ُدروبِ العمر ِعلى وقع ِسنابكه ِ
ويشّب ُالشوق ُالمأسور ُجناحا ً..,
يخفق ُبين القضبان المتشابكة ِ..
بين الصدر ِ
وبين الظهرْ..
تتقافز ُآلاف ُالشهقات ِ..,
مثل ُآيائل َتركض ُخلف الصوت ِالمتباعد ِ
تقفو آثار القطرات المتساقطة من شفة ألأيام ِ..,
المبتلةِ بالشهدِ
وبالدمع ْ..
وتُطلّ ُمن ألأفق ِوجوه ٌأعرفُها
تعرفني
أحضُنها
تحضُنني..
وحيث ُالحبّ ُيمارس ُأرشفة الذكرى
تتطاير ُأجزاءُالروح ِفراشات ٍ.,
تملأ آفاق َالكون ِبأجنحة ٍلوّنها الفرح ُالبريُ ّ,,
بلون العُشبْ
هذا رزّاقُ صديق ُالعُمر ِيُعانقني
ما زال الشجنُ البصريّ ُيباركُ جبهتهُ
ما زالت بسمتهُ الخجلى تكتمُ سرّ العشق اللبلابِ
على أبواب ِمحلتنا
كانت خولة ُبنت ُالحارث ِظبية َصحراء ٍتتهادى..,
ما بين َمفارق عينيه ِوباب ِالقلبْ
تتعمّد ُأن تسِبل َجفنيها حين َتقابله ُ
فتذوبُ على شفتيه ِحروف ُالكلماتْ
وتجفّ ُينابيع ُجداوله ِ
تسكُنُ رزاقُ الرعشة
وتغيم ُبعينيه ِألرؤيا
فيعود ُعلى جمر ِحرائقه ِ
ها إني ألمح ُفي عينيه ِالرعشات ألأولى
وبريقَ العشقْ .
لزمان ٍكنا نرسُمُ فوق ستائره ِصبوات ِألأحلام ْ
ونهُشُ عصافير َألأشواق ِبضحكتنا..
نتقاسمُ أقراصَ الخبز ِمع الجيرانْ.
ونجوسُ بساتين َالنخل ِ.,
نبحثُ عن أعشاش ِالفاخت ِوالقمريّ ِ
وبقايا أزمان ٍألقتها ألأمواجُ على الشطآن ْ
كُنا نصطادُ القمر َالسابح َفي نهر ِالخورة
بشباك ٍننسجهُا من أغصان ِأ لآس ِومن أغصان الرُّمانْ
ونُعلقه ُفوق سُطوح ِمنازلنا
ونصوغ ُخيوط َالشمس ِمناديل َهدايا
لصبايا تفتح ُللشوق ِنوافذها
كان العشق ُمرايا أعيادٍ وهلاهل تسكننا
ونذورا ًيحملها العشاق ُ ألآتون من ألأفجاج المنسية ِ.,,
حناء ًوشُموعا ًوغناء
لضريح ٍأثقلهُ الهمّ ُمن الدعوات ألمشحونة ِبالحزنْ.
فتساقط قوسُ المحراب ِوقسم ٌمن آيات ٍكتبتْ فوق الجدرانْ
تنبئ ُعن وعد ٍبالجنات ِوأنهار ٍمن خمر ٍ..,
ُيوردُها العشاق ُالمقهورونْ
نحنُ العشاق ُالمقهورينْ
فأيّ ُالجنات ِستؤوينا..؟؟
وايّ ُألأنهار ِستنبت ُفي صحراء الجسد ِالمُتعطش ِعشبا ً.؟؟
ماذا يمكنُ للصوت المُبحر ِ من زمن العشق ِ
إلى زمن ِالقهر ِ
إلى زمن ِالحرب ِ
إلى زمن ِ النفي ِ
إلى زمن ٍيستعدي العشاق َعلى الحُب ِّ
ماذا يمكنُ أن يمنح َهذا الصوت ُالمشبوح ُعلى أوتدة الحزنْ.
غير َصلاة ٍحوّلها القلب ُ إلى سيمفونية ِحُب ِّ
وتراتيل َغناء ..؟؟ْ
لأناس ٍما زالت هذي ألأرض ُتدور ُعلى أضلعهمْ ..
فغدت كلُّ قصائدهم خرساء .

******
***
*

 


 

Counters