| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق عيسى طه

 

 

 

الثلاثاء 3/ 3 / 2009



لماذا يصر الرئيس الطالباني على دعوة رفسنجاني ؟

طارق عيسى طه

الحروب تندلع عندما تتوقف لغة الحوار دائما وهناك في التاريخ كثيرا من الحروب التي طالت سنوات القتال فيها عشرات السنين والحرب العراقية الايرانية طال امدها ثمانية سنوات وتعتبر من اقسى الحروب والاكثر اضرارا في تاريخ الخليج العربي , الانظمة تحارب بعضها البعض والخاسر الوحيد هي الشعوب في هذه الحرب القذرة من الطرفين لم يكن للشعب يدا ولا مصلحة فيها والدليل على ذلك هو الابتهاج الذي جرى في ايران وفي العراق عام 1988 وانطلق الشعبان في مظاهرات واحتفالات حال سماع خبر ايقاف القتال وقد قتل المئات من الشعب العراقي نتيجة الاطلاقات النارية التي عبر فيها الشعب عن فرحته ولم ينقطع اطلاق النار الا بعد صدور بيان رئاسي يمنع استعمال السلاح ويهدد بتطبيق اقسى العقوبات لمن يخالف هذا البيان الحكومي ,بعد ايقاف القتال يبدأ الناس بتفقد الشهداء والجرحى والمفقودين وتظهر حقائق مخيفة لم يكن الناس يروها اثناء القتال ,وتنتقل الاخبار عن الحرب ومن كان يقف مع ايقاف القتال ومن كان ضده, المعروف بان رفسنجاني كان القائد العام للقوات المسلحة الايرانية وكان متعنتا في املاء الشروط لايقاف القتال ويقال او كما هو معروف عند الناس والعشائر بانه كان يقف وراء عمليات التعذيب للاسرى العراقيين وقتل كل من لا يعمل وفق ارادته مع مجموعة من العراقيين الذين يعملون الان مع بعض الميليشيات, ان مجرد وجود هذا الهاجس لدى الاغلبية الساحقة للشعب العراقي كان يجب ان يكون سببا لعدم القيام بمثل هذه الدعوة اذ انها تسبب شرخا كبيرا في صفوف الشعب العراقي,ونحن لا زلنا لم نتعدى المربع الاول في عملية المصالحة الوطنية , ان دفاع السيد جلال الطالباني عن نظام الحكم الايراني  بالرغم من ان هذا النظام قد سبب كثيرا في تصديع الوحدة الوطنية في العراق,ساهم في اخلال التوازن الاجتماعي وشجع الطائفية لا حبا في الشيعة اذ انه  قام بتسليح القاعدة كما سلح الميليشيات الشيعية , ادخل الالاف من جيش القدس والمخابرات الايرانية وملالي يتكلمون اللغة العربية بطلاقة يعملون على بث التفرقة , ان ايران لعبت دورا كبيرا في عملية الغزو مع الامريكان سواء في حربها ضد افغانستان او ضد العراق,ايران ادخلت المخدرات الى العراق وبشكل مبرمج بحيث اصبح هناك عددا كبيرا جدا من المدمنين من الشباب العراقي ,ولم تكتف بذلك بل عملت على عملية زراعة الحشيشة في اراضي شاسعة قرب مدينة النجف المقدسة , ايران لم تقم لحد الان بتسليم عددا كبيرا من الاسرى العراقيين كوسيلة خبيثة للضغط على العراق , مع العلم بان العراق قام بتسليم الاسرى الايرانيين ,ان السيد الطالباني يقول بان ايران ساعدت المقاومة العراقية ايام حكم صدام بما فيهم الشيوعيين , والمعروف بان ايران لم تحترم حتى الشيعة الذين اطلق عليهم صدام حسين اسم التبعية وعاملتهم معاملة سيئة واتهمت الكثير منهم بالجاسوسية لمصلحة صدام ,واذا قامت بحماية المعارضة العراقية السبب واضح وهو محاربة صدام ( عدو عدوي صديقي ) ان ايرن لا تؤتمن اذا كان تفكير السيد الطالباني بانه بهذه الطريقة يمد جسور الود والصداقة الى ايران حتى توقف القصف المدفعي المستمر على القرى الكوردية بحجة مطاردة حزب البي كاكا ,ان وجود ايران وتغلغله في العراق سوف يعيق عملية سحب قوات الاحتلال بحجة عدم استطاعة العراق من الوقوف امام تحديات الجيش الايراني , ان نتائج هذه الدعوة يجب ان تترجم على صناديق الاقتراع.

ان المتابع للاحداث في العراق يرى دخانا خطرا يملأ السماء فالسيد عبدالمهدي يطير حالا الى ايران مباشرة بعد خطاب السيد اوباما الذي ذكر فيه بان من تعاون مع بوش من الحكام في العراق هم من اتباعه , العشائر العراقية العربية تعلن رفضها لاستقبال السيد رفسنجاني , الرئيس خامنئي يتكلم مع الرئيس العراقي بشكل غير متواضع وكأن العراق تابع الى ايران في ولاية الفقيه المشؤومة ويطلب منه عدم الموافقة على بقاء الامريكان , ومحاربة البعثيين وهذه قضايا وشؤون عراقية داخلية بحتة لا يحق لخامنئي التدخل فيها, وليكن معلوما للسيد جلال الطالباني بان هذه الخطوة تمثل شرخا كبيرا وضربة ضد عملية المصالحة الوطنية التي يسعى اليها كل مخلص من اجل ايقاف الاحتراب الطائفي وعملية تقسيم العراق  .

 


 

free web counter