| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق عيسى طه

 

 

 

الأحد 2/ 11 / 2008

 

مثل الماني ساخر معناه
تريد ان تصبح اخي او اهشم لك رأسك؟
willst du mein Bruder sein , oder, schlage ich dein Kopf ein

طارق عيسى طه

لقد طال الحديث والجدل والمظاهرات مع وضد الاتفاقية العراقية - الامريكية ولنقل ان الجميع انطلقوا من مصلحة العراق كل حسب تجربته وقناعته.
المعروف بأن الاتفاقيات بين الدول يجب ان تتوفر فيها سيادة الطرفين التامة ,وهذا الشرط الاول الذي تنص عليه اتفاقية فيينا الموقعة عام 1969.
والمعروف بأن العراق دولة محتلة لا تملك اي نوع من السيادة بأعتراف دولة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي فبالرغم من انه القائد العام للقوات المسلحة فأنه لا يستطيع تحريك سرية من القوات المسلحة الا بموافقة القوات الامريكية المحتلة ,اي ان الشرط الذي ينص ان تكون الاتفاقية بين دولتين وطرفين متساويين ,وعلى اساس الادارة الحرة غير متوفر .
ثانيا ان الولايات المتحدة الامريكية قد اتبعت اسلوب الابتزاز والتهديد لاجبار العراق على التوقيع على الاتفاقية مثلا سوف ترفع الحصانة عن الخمسين مليار دولار التي هي ملكا للعراق والموجودة في الوقت الحاضر في بنوك امريكا بقرار رئاسي امريكي ,الجيش الامريكي في العراق غير ملتزم بأية عملية عسكرية ان كانت من الداخل او من الخارج , اما موضوع الحصانة التي يتمتع بها الجيش الامريكي في العراق فقد ابدت امريكا بعض التساهل ولكن هذا التساهل لم يقدم حلا جذريا للشروط الامريكية .
لقد قامت القوات الامريكية المحتلة بقتل وتعذيب واهانة واغتصاب نساء واطفال ورجال في سجن ابو غريب وبعد الضجة التي صاحبت ردود الفعل العالمية لم تصدر المحاكم الامريكية سوى طرد من الجيش وسجن لسنوات لا تتناسب مع حجم الجرائم المرتكبة ,والتي لم تكن الوحيدة مثلا ابادة عائلة في المحمودية واغتصاب طفلة لم يتعدى عمرها الرابعة عشر سنة امام اهلها وحرق العائلة بالنار فماذا حكمت المحكمة العسكرية الامريكية على الجناة؟
هناك جرائم لا تعد ولا تحصى .
الفلوجة مثلا وسامراء وتلعفر كثير من اسماء المدن والقرى التي ترك فيها المحتل اثار اجرامه وقصف طائراته وابادته لمجاميع كبيرة من العزل ان كانوا اطفالا او نساء اغلبهم مدنيين,المحتل يهدد بأن ايران سوف تقوم بسد الفراغ اذا خرجنا من العراق, من قدم العراق الى ايران على طبق من فضة ؟
اليسوا هم الامريكان ؟ يهددون بفضح كل من استلم منه اموالا من السياسيين ,الشخصيات العراقية المؤسسات الاعلامية ,المنظمات والاحزاب ,ولتمويل عملية الانتخابات كل النشاطات المدفوعة الاجر لخدمة اهداف الاحتلال وسوف تنشر قوائم بأسماء تلك الشخصيات وسوف تتم المطالبة بأرجاع المبالغ هذه وفي حالة عدم التسديد فسوف يقدمون جميعا الى المحاكم الامريكية ,هذا وقد صرح احد نواب كتلة الائتلاف العراقي الموحد ان الوفد الامريكي الذي زار العراق مؤخرا ابلغ الحكومة العراقية بأن حكومته لا يمكن ان تضع جنودها تحت ولاية القضاء العراقي ولا يمكن ان تفرط بحصانة جنودها تحت اي سبب كان , لنرجع الى الوراء قليلا الى العراق في عام 1920 حيث حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد جورج من مغبة انسحاب الجيش البريطاني اذ ان هذا سيكون سببا في نشوب حرب اهلية اكيدة ,واليوم يأتي التحذير من جورج بوش بنشوب حرب اهلية اذا انسحب الجيش الامريكي من العراق وسوف يبقى العراق فريسة سهلة وكأن العراقيون لم يعيشوا هذه السنين الطويلة مع بعض من قبل ,ان الامريكان هم الذين غذوا البذرة التي زرعها النظام الشمولي السابق عندما حاول بريمر ان يظهر الاحتلال بشكل عراقي وتم تعيين اعضاء مجلس الحكم العراقي ,وكان تشكيله على نمط طائفي 13 شيعيا 5 من السنة ، 5 من الاكراد ، ومسيحي وواحد من التركمان وكانت بداية خبيثة انطلت على الذين اشتركوا في المجلس وبدأت عملية مسابقة الكراسي السياسية التي خطط لها الامريكان للانطلاق في العراق.
مما لا شك فيه ان العراق يوضع امام تحديات جدية تتطلب الوعي, الوحدة الوطنية والتكاتف لغرض امرار المؤامرة الامبريالية بسلام وان لا نذعن وننحني امام الابتزاز غير النزيه الذي تمارسه امريكا معنا كما وصفه السيد حميد مجيد السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي , لقد ان الاوان ان تخرج الاحزاب والقوى الوطنية عن صمتها وان نضع حدا للدعاية المكثفة المسخرة من اجل تمرير هذه الاتفاقية التي يجب ان تجهض في رحم المؤامرات لنخرج من الجحيم الذي فرض علينا لنضع حدا للفساد الاداري وليد الامبريالية, والارهاب الذي يمثل الوجه الثاني لمدالية الاحتلال .


 2-11-2008


 

free web counter