| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق عيسى طه

 

 

 

الخميس 25/ 10 / 2007



وباء الفساد في العالم وبالاخص في العراق
 

طارق عيسى طه

الفساد المالي والاداري هو السرطان او الايدز الاجتماعي الذي ينخر الدول ومجتمعاتها ,ويهدم كل مرافق الحياة والكرامة الانسانية ويمرغ بها الارض’حيث يقوض الدوائر الخاصة بالدفاع المدني والعسكري ,والطبي والحماية الاجتماعية وكل ما بنته المجتمعات عبر فترة طويلة من كفاح ونضال وما رافقه من تضحيات عبر عقود وقرون زمنية ,لقد هدم الفساد الاتحاد السوفييتي السابق الذي استطاع في فترة وجيزة نسبيا الى تحقيق نجاحات علمية في مختلف مجالات الحياة ,وكان ملاذا للدول الضعيفة حيث شكل القطب المناهض للدول الامبريالية ,اما في الدول الصناعية الكبرى فرأس الفساد هو الشركات المتعددة الجنسيات لأنها بقوتها الاقتصادية استطاعت ان تدخل وتسيطر على اسواق الدول النامية والتي استشرى فيها الفساد ,فكان يشكل جزءا من صفقاتها ,وعلى سبيل المثال لا الحصر استطاعت احدى هذه الشركات الحصول على صفقة في الخليج العربي بعد ان خصصت ثلث قيمة المشروع المعلن عنه كعمولة لشخص واحد ,هذه مقدمة لابد منها عن الفساد في العالم ,والعراق هو جزء لا يتجزأ من العالم بل ان الذين سيطروا على الحكم هم عبارة عن نتيجة افرازات لهذه المجاميع التي اقتحمت العراق بجيوشها الجرارة لفرض ديمقراطيتها الغريبة وتعيين من تعاونوا معها.
أن الفساد الاداري والمالي في العراق يبدا من رأس السمكة كما عايشنا الاوضاع بعد ابريل عام 2003 حيث تم تشكيل مجلس الحكم المؤقت الذي كان تدشينا لمبدأ المحاصصة وتبع ذلك المحسوبية والمنسوبية والطائفية وصلة الرحم كمبدأ في تعيين وكلاء الوزراء والمدراء العامين ,مطبقين المبدأ القائل لا تفضحني اكتم لك السر , وطارت المليارات التي قدرتها لجنة النزاهة المغضوب عليها وعلى رئيسها ,بمبلغ الثمانية عشر مليارا كلها من حصة الشعب الذي يعيش تسعة ملايين منه تحت خط الفقر ,كما جاء في احصائية للامم المتحدة ,هذا عدا المليارات التي استولى عليها بعض الوزراء ,مثل وزير الدفاع السابق الشيخ الشعلان,ووزير الكهراء ايهم السامرائي الذي منحته امريكا حق اللجوء السياسي تشجيعا له على ماقام به من عملية استغفال للشعب العراقي والله أعلم كم دفع لمن هربوه من السجن ,القتل والاجرام والفوضى الامنية والاغتصاب والتهجير كلها عمليات فساد ,ان فضيحة سجن الجادرية التي كانت في عهد وزير الداخلية الاسبق صولاغ والذي اعترف بان عمليات التعذيب قد جرت ولكنها لم تشمل كل المعتقلين سوى اربعة منهم ,اتعرفون كيف جرى التعذيب ؟كان التعذيب بواسطة الدرل وتثقيب اجساد المعتقلين كما رأينا ذلك في التلفزيون , مع العلم بان ابسط قواعد العدالة تقول ان المتهم بريئ الى ان تثبت ادانته ,لقد كانت الحادثة في زمن السيد الجعفري ولحد الان لم نسمع شيئا عن نتائج التحقيق هذا ,اي تمت الطمطمة مابين الحكام انفسهم على مبدا حك لي ظهري احك لك ظهرك ,هذه هي الديمقراطية التي وعدونا بها ولولا القوات الامريكية التي اكتشفت هذه الفضيحة مشكورة لبقيت في طي الكتمان الى يومنا هذا ,الفضائح والمخالفت كثيرة جدا اخترت لكم اليوم حادثتين فقط ,سجن الجادرية الانفة الذكر وملجأ الايتام حنين الذي يظهر القساوة والوحشية التي تمت فيها معاملة هؤلاء الايتمام والاعتداء عليهم وتجويعهم وحتى اغتصابهم كما جاء في التحقيقات وقد اكد السيد رئيس الوزراء على ان التحقيق اجري مع المسؤولين ولكن لم يتم اعتقال اي واحد منهم , والسيد رئيس الوزراء هو مرجع ثقة ويجب ان نصدق كلامه ,هذه نبذة مختصرة جدا من اعمال التسيب الاداري والمالي ,اللتان هما المرتع الخصب لعمليات الارهاب والفوضى السائدة في عراقنا الحبيب الذي ابتلى بهذه الامراض والذي نتمناه ان يبقى شعبنا صامدا ولا يفقد مناعته بالعكس ان تزيد هذه الاحداث همته وقدرته على النضال من اجل نيل حقوقه كاملة ويساهم في الانتخابات القادمة بشكل فعال ويستفيد من نتائج الانتخابات الماضية ,ويستمع فقط الى ما يليه عليه ضميره من اجل حياة حرة كريمة بدون ارهاب ,حيث يذهب الاطفال الى الروضة والتلاميذ الى المدارس والطلاب الى الجامعات والموظفين والعمال الى مكان تادية الواجب الوطني ,لكسب خبزهم من عرق جبينهم

 


 

Counters