| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق عيسى طه

 

 

 

السبت 24/ 10 / 2009

 

المواطنة بالدرجة الاولى

طارق عيسى طه

بعد الاحتراب الطائفي الذي سيطر على الساحة العراقية وما جره على البلاد من خراب اخلاقي ومادي حيث قتل اناس لا لذنب اقترفوه ولكن كانت اسماءهم لا تتلائم مع المرحلة المظلمة التي سيطرت ميليشياتها على ساحات الوغى فقتلت الطفل الرضيع والمرأة والشيخ باسماء مختلفة وشعارات من شعارات القرون الوسطى ,وبعد ان وعى الشعب اللعبة غير الاخلاقية مهما ارتدت من حلى وملابس فضفاضة , لجأت هذه الكتل والاحزاب الى تغيير ملابسها وزينت نفسها برتوش جديدة وتسريحة اخرى, لغرض في نفس يعقوب وليس حبا في المواطنة, فالمقاييس الجديدة في مجتمعنا الذي ابتلى بالاحتلال واذنابه هي المكسب المادي وتم الحصول عليه من خلال المناصب الوزارية بالدرجة الاولى والمدير العام وبالتسلسل هكذا وبالكلمت والخطابات الروزخونية وامتلاك جوازين سفر وجنسيتين حتى يستطيع الجاني الهرب الى وطنه الجديد ,والمحاولات معروفة وعلى سبيل المثال وزير الثقافة الذي لجأ الى الولايات المتحدة الامريكية عرابة الديمقراطية الجديدة في العراق , او وزير الكهرباء بعد ان ضرب ضربته برقم قياسي عالمي اربعة مليارات من الدولارات الامريكية, الا ان الضغط الشعبي وانحسار المستور امام انظار الشعب دفعت المسؤولين الى ارجاع الطائرة التي هرب بها وزير التجارة بعد تقديم استقالته اثر استجوابه من قبل مجلس النواب وانفضاح امره,المودة الجديدة هي تقوية روح المواطنة برفع شعارات ضد الطائفية والمحاصصة والشوفينية فهل ستنطلي اللعبة الجديدة على الشعب العراقي ؟

الكتل الطائفية استطاعت كسب بعض الشخصيات المحسوبة على اليسار الديمقراطي للاسف الشديد والسبب معروف فان هذه الشخصيات اليسارية رأت ان من مصلحتها الذاتية ان تتوجه الى مثل هذه الكتل من اجل ضمان منصب ربما وزاري او مقعد في البرلمان وهذا اضعف الايمان, ان هذه البوادر تبشر بنتائج انتخابية بعيدة عن روح المواطنة وبعيدة عن غرض وهدف سامي في تطبيق برامج انسانية لغرض تقديم الخدمات للشعب العراقي الذي هربت كوادره العلمية او اغتيلت من اكبر واشهر الاطباء والمهندسين والمثقفين طالبة اللجوء في دول اخرى بعيدة عن سياسة التهجير القسري وقتل حراس المصارف والاستيلاء على ثروات الشعب , حيث رجعت موجة التفخيخات والقتل بواسطة مسلحون يرتدون ملابس الدولة وسياسة افناء عوائل باكملها كما حصل يوم امس في اليوسفية حيث تم قتل جميع افراد عائلة مكونة من ثمانية اشخاص .

ان على الشعب العراقي ان لا يخضع الى التهديدات فخسارته لا تتعدى قيود الفقر والعوز من اجل الحصول على المستوى الانساني بابسط اشكاله وانواعه من اجل استتباب الامن ورجوع الخدمات من كهرباء الى ماء صالح للشرب والزراعة حتى لا نستورد الغذاء وندفع المليارات التي نقترضها من بنك النقد الدولي والذي بدوره يفرض علينا شروطه اللاانسانية ويتدخل حتى في الحصة التموينية التي هي مصدر عيش الفقراء ، يجب ان ننتخب المواطنة بعيدا عن الطائفية والشوفينية ننتخب وحدة العراق ونقول لا لمن يريد التقسيم ننتخب الشرفاء من رجال العراق علمانيين ورجال دين متفتحين وخاصة من الذين اثبتوا جدارة ونزاهة ومواقف صلبة في دفاعهم عن أمال وطموحات الشعب العراقي

 

 

 

free web counter