| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق عيسى طه

 

 

 

 

السبت 22/ 9 / 2007

 

 


الضرورات تبيح المحضورات

طارق عيسى طه

الدولة الضعيفة هي الحاضنة للانقسامات والاختراقات الامنية ,ان كان في اجهزة الدولة الحساسة , والاختراقات الحدودية والسماح لعابري الحدود من اعداء الشعب بأن يعيثوا فسادا واجراما بحق المواطنين, وانتهاك المقدسات وحرق الناس في الجوامع , تشجع على الفساد الاداري وسرقة المليارات من قبل لصوص استلموا دفة الحكم وخاصة وزارة الثقافة والدفاع والصحة امثلة قبيحة في تاريخ ما سمي بالعهد الديمقراطي في العراق ظلما وعدوانا مما ادى الى النفور العام واللجوء الى عملية المقارنة بين البائد القريب والمولود الحديث بعملية اجتياح قيصرية كشفت عن عورات بعض من الذين اساءوا الى اسم المعارضة, والذي يحاول ان يقارن الواقع الموجود في العراق وبين المفروض وجوده يرى الفرق الشاسع بين النظرية والتطبيق فمفهوم الدولة الحديثة هو التعبير القانوني عن المجتمع علم ودستور ومجلس امة ومجلس وزراء يمثل السلطة التنفيذية متهم الكثير من اعضائه بالسرقة والاعتداء على المال العام والاشتراك في عمليات مافيوية وقتل وتشريد المواطنين وان الوزراء الذين اعتدوا على المال العام وبالمليارات والمتهمين بالقتل والخطف معروفين وقسم منهم منحوا حق اللجوء السياسي في بلد الحريات الديمقراطية الولايات المتحدة الامريكية, اما مجلس النواب فإنه مشلول عن العمل لصعوبة اكتمال النصاب القانوني لاسباب اما امنية او تواجد السادة النواب في مكة المكرمة للقيام بمراسم الحج بعد ان استولوا على اماكن مخصصة لابناء الشعب الذين لا حول ولا قوة لهم, الدولة القوية تملك قضاء مستقلا قويا وجيشا وشرطة امينة على مصلحة البلد والمواطنين وغير مخترقة من قبل الميليشيات الخارجة على القانون والدستور اذ ان الدستور يحرم تسليح الشعب وتشكيل الميليشيات المسلحة .
ان الدولة القوية تحقق قيادة للمؤسسات منسجمة فيما بينها اما الضعيفة فتكون عرضة للتنافس غير الشريف المسنود طائفيا وعرقيا ولا ينظر الا لمصلحة فئة صغيرة من المواطنين ان كانت طائفة او قومية ولا يلتفت الى المصلحة العامة . ان من الاسس الحقيقية للدولة الديمقراطية تأمين الحريات على اختلاف انواعها وتمنع الاعتداءات وتقوم بتنظيم عملية العمل والسكن والسياسة والاقتصاد وتقوم بحماية المواطنين من الاوبئة والامراض ورعاية المرأة وصيانتها من الاعتداءات مهما كان نوعها اقتصاديا او جنسيا حقوقها بالعمل اسوة بالرجل والادارة وبإختيار الزي المناسب المحتشم الذي تقرره هي وليس الرجل . حماية الطفولة بتوفير الحماية لها من ايجاد دور للحضانة والروضة لا ان تسلمها الى اناس معدومي الدين والاخلاق ذئاب على صورة بشر كما حصل في دار الايتام حنين . الدولة القوية مسؤولة عن قطاعات كبيرة في تنظيم الحياة بأن تضمن حرية الدين وحرية الصحافة والنشر والتنظيم الحزبي حرية السكن في المنطقة التي يختارها المواطن غير تابعة الى طائفة او دين . العراق هو بلد الجميع من مسيحيين واكراد وعرب سنة كانوا او شيعة او صابئة او تركمان وارمن واشوريين وايزيديين ويهود . كل عراقي يحمل الجنسية العراقية متساوي في الحقوق والواجبات لا فرق بين اعجمي وعربي الا بالتقوى فلماذا الابتعاد عن تعاليم الدين وتريدون الاساءة والقتل والتهجير بإسم الدين ومحاربة الاحتلال , ان كل هذه الاسباب دفعت بعض الناس المخلصين للاستعانة بالعشائر لمحاربة القاعدة التي عجزت امريكا والحكومة على ذلك ,وكانت صحوة مباركة في الانبار التي تميزت بأعمال العنف الطائفي والاعتداء حتى على النساء واجبار بعض العوائل على تزويج بناتهم وبسن العاشرة الى جماعة القاعدة الطالبانية وعمليات رجم المرأة وما جلبوه معهم من افكار ظلامية ، اجبرت ابناء العشائر وباقي افراد الشعب للانتفاض على هؤلاء الطفيليين وتشكلت قوة برئاسة الشهيد ابو ريشة الذي كان يمثل شوكة في عيون القاعدة والنفوذ الايراني كما اتضح من سير التحقيقات وشهود العيان ,ان تسليح العشائر مخالف للدستور ,ولكن الوضع المؤسف وتغلغل القاعدة وايران والتعاون القائم بين الاثنين وتهاون الحكومة وطائفيتها وضعفها تجبرنا على المقاومة على ان لا تفلت بعد ذلك الامور وتصبح العشائر ميليشيات كما يقول المثل لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي  .


‏22‏/09‏/2007