| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق عيسى طه

 

 

 

الأربعاء 21/ 4/ 2010

 

تكرار ظاهرة السجون السرية في العراق

طارق عيسى طه

لا زالت ذاكرة المواطن العراقي تنتظر التحقيق في كثير من الجرائم ضد الانسانية التي مورست في مجتمع يرنو الى تحقيق ولو جزءا من طموحاته في الديمقراطية ونبذ الاساليب الديكتاتورية التي مارسها النظام الشمولي السابق, الكل يتغنى بالانعتاق من الحكم الشمولي وخوف حكومات الدول المجاورة من النور المنبعث من العراق وليد الانسانية واحترام الرأي الثاني والتعددية الديمقراطية والشفافية وما شابه ذلك من المسميات يطربون على سماعها وهم يغنون تحت الدوش,والغريب ان المحتل هو الذي يكشف هذه الجرائم كمحاولة ابتزازية لمن يختلف معهم ويسحب مساندته لهم
.

لقد تخلت امريكا عن صدام حسين واسقطته بعد ان سلمته زمام الحكم,وساندته في الهجوم العسكري ضد ايران , وعندما انتفت فائدته واصبح اكسباير ,وهناك امثلة كثيرة اذكر واحدة منها شاه ايران الذي مات في مصر وخرج مخذولا يجر اذيال الفشل من ايران .

اليوم ذكرت احدى الصحف الامريكية لوس انجلس تايم بان هناك معسكرا سريا في مطار المثنى فيه ما يزيد على الاربعمائة سجين يعانون اقسى ظروف الاضطهاد والاغتصاب والتعذيب,بالاضافة الى سجون اخرى سوف يتم الكشف عنها ,وقد قابل وفد من القائمة العراقية السيد نوري المالكي وتحدثوا معه في امور السجن السري مطالبين اطلاق سراح المواطنين الذين تم اعتقالهم في الموصل ونقلوا الى بغداد .

السؤال هو هل ان المحتل يرق قلبه المرهف بحب ابناء العراق الى هذه الدرجة حقيقة واقعة ؟ ام انه كان ينتظر الفرصة لفضح مثل هذه الفضائح؟ اذ لا يمكن ان تكون امريكا قد علمت بالموضوع للتو وفضحته , وهي التي تملك قوة عسكرية كبيرة ولها عيون وجواسيس في كل مكان,وقد سبق لامريكا ان كشفت سجنا سريا عندما كان السيد صولاغ وزيرا للداخلية تحت الارض, في الجادرية, وقد اظهرت مقابلة تلفزيونية السجناء واثار التعذيب على اجسامهم في المحطة الرابعة البريطانية,وقد وعدت الحكومة التي كان يرأسها السيد الجعفري بالتحقيق أنذاك الذي لم ينته لحد الان اذا كان في الحقيقة قد بدأ او لاسباب المحاصصة وتوزيع المسؤولية (شيلني واشيلك) لا زال التحقيق يتعثر لحد الان .

المتوقع من السيد نوري المالكي ان ينفذ وعوده امام القائمة العراقية في البدء بالتحقيق ومحاكمة كل من ارتكب اثما وزاول عمليات ارهابية لا انسانية ضد مواطنين مشتبه بهم فقط اي ان المتهم بريئ ويبقى بريئ ما لم تثبت ادانته .


 

free web counter