| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق عيسى طه

 

 

 

الجمعة 1/ 8 / 2008



تحمل المسؤولية هي الابتعاد عن الانفعالات العاطفية

طارق عيسى طه

ان المسؤولية يجب ان ترتقي الى حسابات دقيقة لتجنّب الانفعالات النفسية ودراسة ما يمكن ان تحدثه تصريحات غير مدروسة متسرعة تثير النعرات القومية وردود الفعل غير المرجوة التي تؤدي الى تأزم الوضع الاجتماعي والسياسي وتخريب  ما تم بناؤه وترتيبه لمدة سنوات ، ان السيد محافظ كركوك مثال على ذلك ، فهو يصرّح مرة مهدداً بقطع النفط عن بغداد ، ويطلب مرة اخرى ضم كركوك الى منطقة كردستان العراق , الا يعلم انه بهذه التصريحات ينسف المادة 140 من الدستور العراقي ؟
اننا يجب ان نعلم بان مثل هذه الاخطاء ممكن ان تؤدي الى مشاكل داخلية في كركوك ، وفي عموم العراق ، وتثير مخاوف الجارة تركيا التي لم تكف عن قصف الاراضي العراقية يومياً بحجة مطاردة الارهابيين ، وكذلك الجارة ايران التي تقصف مناطق كردستان العراق بالتناوب مع تركيا ، الأمر الذي يسبب هجرة كبيرة للفلاحين الذين يغادرون مناطق سكناهم الى مناطق امينة اخرى ، في مثل هذه الاحوال غير المستقرة والملتهبة يجب ان نضع نصب اعيننا مصلحة هؤلاء الذين يُضربون بالمدافع يومياً بدون اي ذنب ارتكبوه .
اننا يجب ان نعلم بان العراق وحدة متكاملة وسوف يبقى كذلك ولا نفسح المجال لتقسيمه ,وتبادل السفراء بين النجف والسليمانية , ان الخلافات التي تحمل في باطنها مثل هذه الافكار العقيمة مصيرها الفشل ويتم وأدها من الاخيار عرباً واكراداً وتركماناً وباقي الاقليات القومية والدينية التي ترى سعادتها وكرامتها من كرامة العراق ووحدته التي يستمد منها قوته .
ان الكوارث التي اصابت العراق والتي دخلت مع المحتل الذي غذاها وساعد على تطويرها وتنميتها حتى وصلنا الى مثل هذا التشظي والخلاف الى المربع الاول , مئة سنة من التطور الاجتماعي والسياسي ذهبت سدى ، وغيرّت التركيبة الاجتماعية وقضت على العائلة وترابطها واصبح عدد الايتام يزيد على الخمسة ملايين والارامل على الثلاثة ملايين , واصبحت المرأة عرضة للقتل والاعتداء على حياتها استناداً على مفاهيم متأخرة جبانة , كل هذه النتائج المخزية التي وصلنا اليها تستدعي العمل الجاد والدعوة الواعية لتحمل المسؤولية في مناطق تواجدنا ومعرفة تاثيرها على عموم العراق , ان العراق هو مثل الجسم ، اذا اشتكى منه عضو ، تداعى باقي الاعضاء بالسهر والحمى  .

 

free web counter