| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق عيسى طه

 

 

 

الخميس 16/ 7 / 2009

 

التضامن مع السيدة الصحفية السودانية لبنى احمد حسين
هو التضامن مع كرامة الانسان المهدورة

طارق عيسى طه
 

تتعرض المرأة السودانية الى عمليات اذلال وابتزاز وانتقاص من كرامتها وكبريائها يوميا لا لذنب ارتكبته سوى لانها امرأة في مجتمع ذكوري وليس لها كيان واحترام لانها ضعيفة تخشى الدفاع عن نفسها بل تخجل من القيام بذلك فهي بحاجة الى توعية .

اما السيدة الصحفية لبنى احمد حسين فان الاعداء كانوا لها بالمرصاد فهي عدا انها امرأة ولكنها تمارس الصحافة وتعمل في جريدة يسارية وهذا ما اغرى الجهات المعنية بالهجوم عليها آملين ان تنهار وتخضع كما خضعت الكثيرات من النساء قبلها بدافع الخجل من المجتمع الذكوري الذي لا يرحم المرأة الا انها قبلت التحدي وافصحت عن رأيها في الفضائيات ووسائل الاعلام المختلفة ولاقت تضامنا وجمعت المئات  من تواقيع التضامن معها والتي لا زالت مستمرة وخلال ايام قلائل تصبح بالالاف من التواقيع الاحتجاجية بالاضافة الى قيامها بدعوة خمسمائة شخصية لحضور محاكمتها بتهمة ارتداء ملابس غير محتشمة والتي تنص عليها المادة 152 بالعقاب بالجلد اربعين جلدة اذا ثبتت عليها التهمة مع العلم بانها كانت ترتدي بنطلونا كما هو الحال في معظم البلدان الاسلامية المحافظة والظاهر بان السلطات التي القت عليها القبض قد تورطت مع امرأة تعرف قيمتها ولها ثقة كاملة ببراءتها مؤمنة بعقيدتها وبانسانيتها امرأة تعرف القوانين وتعرف حقوقها كامرأة , اخذت على عاتقها مهمة الدفاع عن المرأة السودانية والعربية وتدافع عن الانسان المهان المتمثل بالمرأة وتعرضها للابتزاز والاذلال كل يوم ان كان في السودان او البلدان العربية حيث تقتل العراقية بتهمة الفساد ولغسل ما يسمى بالعار , ان حملة التضامن وعملية جمع التواقع هي التي سيكون لها مفعولها السحري لاثبات براءتها وتراجع المحكمة عن عملية ارتكاب ابشع جريمة امام الرأي العام هذه العملية التي هي مخالفة للدستور السوداني والاتفاقيات الدولية الموقع عليها مع الحكومة السودانية .

ان من واجب جميع منظمات حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني ان تتبنى هذه القضية وتعتبرها قضيتها الاولى لما لها من دلالات دونية ورجوع لا اخلاقي الى قوانين ومبادئ القرون الوسطى ليس لانقاذ السيدة لبنى من الجلد فقط وانما الوقوف سدا منيعا ضد الاعتداءات على المرأة السودانية والتي تتكرر كل يوم وخاصة النساء المسكينات الخجولات اللواتي لا يعرفن الدفاع عن انفسهن وغير المعروفات في المجتمع اما السيدة لبنى احمد حسين فقد قبلت التحدي وسوف تضع حدا للانزلاق الاخلاقي وعمليات التقهقر الى الوراء بحجة الدين الذي هو منهم براء وانها سوف تثبت بان عملية الرجوع الى قواعد وقوانين القرون الوسطى قد اندثرت الى الابد ولا ننسى ابدا بان الساكت عن الحق شيطان اخرس .
 

free web counter