الجمعة 14/ 1/ 2011
طوبى للشعب التونسي
طارق عيسى طه
أذا ألشعب يوما أراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر
ولابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر
ومن لم يعانق شوق الحياة تبخر في جوها وأندثر
هذا ما قاله الشاعر التونسي الكبير ابو القاسم الشابي ,واليوم اثبت الشعب التونسي اتباعه لتعاليم شاعره الكبير وانطلقت الجماهير مطالبة بتطبيق حقوق الانسان ورفع الحيف عن المظلومين بتوفير فرص العمل للعاطلين من مختلف ابناء الشعب التونسي ان كانوا من الشغيلة او الخريجين وتوفير العلاج الصحي وايقاف عملية رفع الاسعار للمواد الغذائية , وكان رد فعل الحكومة هو مداهمة مراكز النقابات العمالية واتلاف محتوياتها مما يدل على ضعف هذه الحكومة . ان جماهير الشعب التونسي المطالبة بالقضاء على الفساد لم تتوانى او تتراجع وقد استمرت المظاهرات وعمت معظم المدن التونسية حتى وصلت العاصمة مقدمة الشهداء بسخاء وشجاعة لا مثيل لها وقد تضامنت شعوب العالم مع هذه الحركة التقدمية التي اعلنت عن انتهاء عملية السكوت على المأسي ونزلت الى الشارع معلنة عن نواياها في التغيير والمطالبة يتطبيق قوانين حقوق الانسان التي نساها الحكام هناك , اشتعلت المظاهرات في فرنسا والمانيا رافعة صور الشهداء مطالبة بايقاف هدر الدماء الطاهرة مما اضطر حكام دول الغرب مثل وزير خارجية المانيا بأعلان استياءه مما يحدث من استعمال القوة المفرطة وكذلك رئيس الوزراء الفرنسي والمسؤولين الانكليز كل ذلك حصل تحت ضغط التظاهرات التي تعدت حدود تونس الى لندن وبرلين وباريس الى بغداد التي اعلنت قيادات النقابات العمالية فيها وقوفها الى جانب الشعب التونسي وطبقته العاملة مما اضطر الحكومة التونسية الى اصدار بيان بالافراج عن جميع الموقوفين وايقاف عمل وزير الداخلية واثنين من المستشارين المتشددين للرئيس زين العابدين هذا وقد اصدر الرئيس زين العابدين بيانا اعلن فيه تشكيل لجنة تقصي الحقائق للتحقيق في قضايا الفساد ومحاسبة من كان سببا في حجب اخبار الفساد عنه. ان على الشعب التونسي ان يتمسك بالانتصارات التي حققها ولا يفرط بها ويشكل لجانا لمراقبة جميع الاجراءات والوعود حتى لا تذهب ارواح الشهداء والتضحيات هباء,ويكون قدوة لباقي الشعوب العربية , فشجرة الحرية تنمو وتزدهر عندما تسقى بدماء الشهداء ,طوبى للشعب التونسي بقيادته الشعبية وقيادته العمالية والطلابية التي اشتركت في هذا الانجاز العظيم , والمطلوب من الحكومة التونسية ان تلتزم بوعودها وتعمل لمحاربة الفساد وتقترب من ابناء الشعب لتحقيق الاستقرار والامان في البلاد والمعروف بان تونس تعتمد كثيرا على السياحة كمورد من الموارد المهمة لرفد الدخل القومي .اعطاء المواطن التونسي حقوقه يحقق السلام والأمن في تونس الخضراء والاستقرار يشجع على السياحة وتقويتها.
برلين الخميس الموافق 14- 1-2011