دماء الشعوب كلها حمراء
طارق عيسى طه
دماء الشعوب كلها حمراء وتحتوي على الكريات البيضاء والحمراء لها نفس الواجبات ونفس الأحتياجات في تغذية العضلات وجهاز المناعة له ايضا نفس الواجبات ان كان دم عربي او انكليزي افريقي واوروبي ولكن قيمة الدماء الأوروبية قيمتها اكثر من ألأفريقية والعربية ولا يقتصر ذلك على دماء البشر فقط فدماء الحيوانات والتعامل معها وقوانين حمايتها تختلف ايضا وعلى سبيل المثال لا الحصر اذا قام مواطن الماني باصطياد ارنب في الغابة في موسم التكاثر يعاقب على ذلك بغرامة مالية تصل الى السجن احيانا .ان المواطن الألماني لا يستطيع ان يربي كلبا بحبسه في البيت فقط وانما يجب ان يخرج معه عدة مرات ليقضي الكلب حاجته ,القانون يحمي الحيوانات ولا يسمح بالقيام بظلمهم ابدا ,فكيف البشر الذين يقتلون بالمفخخات يوميا ؟على الأقل دفع تعويضات لعائلتهم (طبعا الشهيد لا يعوض ابدا ) ان رب العائلة الذي يترك ارملة وايتام اليس من العدالة ان يخصص لهم راتبا لتستمر حياتهم ؟ان المواطن العربي معرض للاعتداءات من قبل المتنفذين ومن قبل المخبر السري الذي نادرا ان يعرف اين العدالة والضمير ,الظلم هو الفساد ووضع الأمور في غير موضعها وهناك من يبيع ضميره للظالمين ليشاركهم في الهبرة الكبيرة من الكعكة الحرام كل يوم نسمع بالمفخخات ان كانت في الفلوجة او ديالى ونينوى والنجف وكربلاء وبابل فمتى يكف عنا جيراننا بكل طوائفهم ومعتقداتهم ويتركونا نبني ما خربته الأيام والسنوات ان كانت في عهد الصنم او عهد ما يسمى بالتحرير ظلما وعدوانا , متى يتم التحقيق في دعاوى السجناء القابعون في السجون السرية والعلنية ؟ لماذا يتم توقيف مواطنين سمحت لهم الحكومة وعلى لسان رئيس وزرائها السيد نوري المالكي بالتظاهر ؟ لماذا يغيب المواطن عن انظار عائلته تصوروا منظر الأطفال والزوجة والأم والأب وهم ينتظرون الغائب ولا من مرشد او معين اليس هؤلاء بشر لهم حقوق كمواطنين يضمنها لهم الدستور ؟ ماهو سر هذه السياسة ؟ لقد بدأ المواطن العربي بالشعور بالظلم وانقشعت احاسيس الخوف ولم يبقى اثرا لمحاولات تدجين المواطن واندفعت الشعوب في تونس ومصر واليمن والجزائر وسورية وكلما استرخص الزعماء الدماء الزكية كلما اندفعت الجماهير وبزخم اكبر وليس بالعشرات بل بمئات الألاف تزداد يوما بعد أخر ولم تعد التظاهرات المليونية حلما بل واقعا يتكرر كل يوم في اليمن الرؤساء يزدادون تعندا ويراوغون بنفس الأصطلاحات المعهودة باتهام الجماهير الثائرة بأنها تعمل بتوجيهات واجندة خارجية ,تسخر لها ما تقدر عليه من بلطجية ورجال أمن معدومي الضمير باستعمال الرصاص الحي الى رؤوس المتظاهرين وصدورهم مع سبق الأصرار والتعمد الا ان الشعوب سوف تلاحقهم زنقة زنقة وسوف تنتصر الشعوب الواعية من اجل سيادة وحرية الوطن والشعب
برلين الأربعاء الموافق 13-4-2011