| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق عيسى طه

 

 

 

الثلاثاء 12/ 5 / 2009

 

القاء القبض على اخو الوزير بادرة جيدة
استشراء الفساد في العراق الى متى ؟

طارق عيسى طه

جاء في بيان اصدرته منظمة الشفافية العالمية بان مبلغ قدره مائة مليار دولار امريكي ضاع اثره ولا يعلم احدا عنه شيئا خلال الستة سنوات الاخيرة في بلد يعيش اكثر من نصف سكانه تحت خط الفقر حسب ما جاء في احصائية من هيئة الامم المتحدة , ان هذا عبارة عن شبح فسادا استشرى في اجهزة الدولة وله علاقة متزامنة مع الوضع الامني والاقتصادي والمالي والاداري والاخلاقي كنتيجة مباشرة للطائفية والمحاصصة والتي اطلق عليها اسم العملية السياسية لذر الرماد في العيون والتستر على جرائم الميليشات والاحتلال لاغراض حزبية وطائفية وشخصية لزيادة الحصة من الكعكة ان كانت على شكل نفوذ او اموال وعقارات واراضي داخل وخارج الوطن , ان الفساد الاداري يشمل كل اصعدة الدولة والحياة بتاثيره السلبي على الصحة العامة والثقافة والامن ومراكز النفوذ والتمركز في اجهزة الجيش والشرطة وجميع الدوائر الحكومية الفساد الاداري معناه استشراء الرشاوى وعدم تمشية معاملات المواطن ما لم يتم ابتزازه ومص اخر قطرة من دمه , ولناخذ التاثير السلبي على الثقافة والتعليم حيث لا زالت اسئلة الامتحانات تباع من قبل الميليشيات او يدخل شخصا غريبا من جهة معروفة لغرض مساعدة طلاب معينين معروفين بعلاقاتهم بهذا المسؤول او ذاك ان خبر القاء القبض على الاخ الشقيق لوزير التجارة هي بادرة جيدة تبشر بالخير للعراق الذبيح ويجب ان لا تكون بادرة يتيمة بل يجب الاستمرار بالبحث عن الذين لا يحترمون القانون ولذين سمحوا لانفسهم سرقة اموال عامة لشعب جائع اضناه الكد والتعب من اجل لقمة شريفة يشبع بها عائلته واطفاله ليقيهم عذابات الجوع والمرض والعطش , لتكن هذه بداية طيبة لمحاربة الفساد والطامعين مهما كانت مكانتهم الاجتماعية وليس في وزارة واحدة والتي سبق لعدد كبير من النواب بالمطالبة بحضور وزير التجارة السيد السوداني لغرض استضافته في مجلس النواب والتحقيق معه وفسح المجال له ليدافع عن نفسه وسياسة الوزراة وليرد عن التهم الموجهة اليه والى وزارته ,والمعروف بان شقيق السيد الوزير الذي القي القبض عليه يعمل مديرا عاما في وزارة التجارة وسبق للقضاء ان امر بالقاء القبض عليه وعلى اخ اخر وثلاثة من المطلوبين الا ان حماية السيد الوزير تصدت وعرقلت عملية القاء القبض وحصل تبادل اطلاق النار بين الحماية والقوات التابعة للقضاء, ان لهذه العملية التي قامت بها قوات الامن لها مردودا ايجابيا على المستوى الشعبي واذا استمرت مثل هذه العمليات فمعنى هذا زيادة شعبية السيد المالكي والتي سوف تترجم في الانتخابات القربية القادمة بزيادة ملحوظة في اصوات الناخبين لقائمته كما حصل في الانتخابات التي جرت في المحافظات لا بل سوف تزيد عليها بكثير , اذا كانت الحكومة منتخبة من قبل الشعب العراقي فهي تتحمل امانة في عنقها للذود عن مصالح المواطن وعدم خذلانه في عدم تطبيق الشعارات والوعود التي اتخذتها على نفسها وسوف يكون العقاب كبيرا جدا كما حصل في انتخابات المحافظات التي جرت مؤخرا في العراق والتي دلت على ان المواطن يعرف ويراقب كل التحركات والتصريحات وما لازم العمل خلال الفترة ما بين مرحلتين انتخابيتين , امام السيد المالكي ان يستمر بكل قوته من اجل الحصول على رضى الشعب والعالم من اجل كيسب الجولة القادمة وان لا يخيب امال القوى التي انتخبته والتي تنتظر المزيد ولا تكتفي بصيد الاسماك الصغيرة وانما تنتظر صيد الحيتان الكبيرة التي تعيث فسادا وتخريبا في الاقتصاد الوطني والثروات الوطنية والتي تتصرف بالبلد كانه ملكا خاصا بها ورثته من الاسلاف الصالحين

 

 6-5- 2009

 

free web counter