| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق عيسى طه

 

 

 

الخميس 11/ 10 / 2007


 

هيئة النزاهة وموقعها من الاعراب

طارق عيسى طه

لقد اثبتت الاحداث ان وجود هيئة النزاهة في مجتمع ابتلى بأمراض الرشاوى والفساد الاداري وتسليب الشعب الجائع خيراته وامواله ونفطه وزئبقه وكل المواد الطبيعية والموارد الحلال ,ما هو الا احلام طوبائية لا تنسجم ولا تتلائم مع الواقع المر الذي يعانيه شعبنا المستباح من قبل الاحتلال ,وعابري الحدود التكفيريون واهل العمائم الذين سيسوا الدين وشوهوه ,والنفوذ الايراني والمشعوذين والذبح على الهوية والوزراء الذين اساؤا استغلال النفوذ واستولوا على المليارات والمدراء العامون الذين هربوا الى الخارج بمئات الملايين ,ثم منع التحقيق مع الوزراء ,والمعروف ان الكثير من الناس هم من الميليشيات فمن يجرؤ على محاسبتهم ؟ لقد حصلت تجاوزات سببت خسارة كبيرة مثل وزير الدفاع الشعلان الذي هرب بالمليار ,فماذا تنفع محاكمته غيابيا اذا كان يلقى الدعم من مسؤولين يستضيفونه بحجة ان القضاء العراقي متحيز ,ووزير الثقافة يلقى الدعم ولا يخضع للتحقيق ,اما وزير الصحة فيذهب الى بلد الديمقراطية الامريكية ويحصل على لجوء سياسي , ففي بلد ضاعت فيه المقاييس الانسانية والهوية الوطنية لا مكان فيه لهيئة نزاهة واجبها وضع النقاط على الحروف امام اكبر واعتى الحيتان المفترسة , وتلقى التهم جزافا على المعارضة لان صاحب القرار هو المتنفذ ولا تستطيع التعرض اليه اية قوة فالصحافة مهددة كما حصل في دار المدى والتفتيش والاستيلاء على وثائق مهمة ,ويوم امس تم الاعتداء على صاحب جريدة بالضرب المبرح حيث ادخل الى المستشفى في السليمانية , والاعتداء الذي حصل على مقر المحطة الفضائية الفيحاء , من المعروف بأن الهيئة تستطيع تثبيت تهما على عناصر ضعيفة , وتقدم الى المذبح ككبش فداء لحماية سمعة الكبار والتمويه على اساس ان هناك من يراقب الامور وكل شيئ هادئ على الجبهة الشرقية , ان البلد الذي لا يوفر الحماية القانونية لابنائه من الممكن ان يتعرض الجميع الى الخطر حيث اصبحت قيمة الانسان لا تزيد على قيمة الدجاج الذي يذبح في الاعياد والاحزان ,لاشك بأن هذا الوضع مؤلم ومحزن ولكن لكل ظلم نهاية كما رأينا مع الطاغية ونهايته ,والمفروض على جميع الذين يدعون بالعمل من اجل الوطن ان يثبتوا ذلك اذا شعروا حقيقة بخطورة الوضع الذي هو قاب قوسين او ادنى من نشوب حرب اهلية يذهب فيها الابرياء لا تذر ولا تبقي وترك المطاليب المصلحية الضيقة ,طائفية كانت او حزبية او حتى شخصية ولتكن المصلحة الوطنية فقط ,لايقاف نزيف الدم ,وعذابات المواطنين والعمل من اجل السيادة للوطن فقط ,ويجب ايقاف عملية تأهيل رجال العهد البائد الى غير رجعة اذا فكرنا بالقيادات المتنفذة وعلى مستوى الوزارات المتورطة في اعمال سرقات المليارات واعمال التهديد بالقتل والسجن والتعذيب فهل نستطيع ان ننسى اطفالنا الذين حرروا من قبل القوات الامريكية (ملجأ حنين) وكانوا بحالة يرثى لها ولم يتم توقيف المسؤولين والتحقيق معهم بالشكل المناسب والموازي لمستوى هذه الجريمة القذرة ان هذه مجرد واحدة من الاعمال التي يندى لها جبين كل انسان شريف اليس كذلك؟ ان وجود هيئة النزاهة هو الضحك على الذقون وهي فقط للاستهلاك المحلي لامتصاص غضب الجماهير لا أكثر ولا اقل .

Counters