الأربعاء 9/12/ 2009
كلمات -284-الوقف الشيعي في ذي قار على خطى المقبور!!
طارق حربي
أسمع أخبارا عن حي (التنك) ومساكن (الكواني) في مدينتي الناصرية، فتشب مني الروح إلى بارئها متذكرا بألم بيتي الفقير في حي الارامل والايتام في (حي سومر)، كيف عشنا فيه في سبعينيات القرن الماضي نحن العائلة المكونة من تسعة أفراد بعد وفاة المرحوم والدي سنة 1974، ضاقت النفس في غرفة واحدة لم تكفي مواردنا الاقتصادية أيامذاك لتطويرها إلى غرفتين، وكلما أشاهد عائلة معوزة في الفضائيات أترحم على عراق الرافدين وخيراته التي آلت بفضل المحاصصة الطائفية والقومية، إلى الفقر والمرض والبطالة وانعدام الخدمات والتصحر وشحة الموارد المائية، وفيما شهد عهد المقبور جوع المواطنين وسؤلهم، كان يتبجح في اعلامه ببناء أعلى مسجد ومنارة، وزادت الدولة الدينية الحالية ببناء المساجد والحسينيات ليس تقربا إلى الله وهداية للناس، لكن هذه هي آلياتها في السياسة واسباب بقائها ودوامها!!
بلغ عدد المساجد والحسينيات في ذي قار أزيد من (600) حسب تصريح مدير الوقف الشيعي في ذي قار السيد باقر فاخر وليد، تترواح بين المضبوطة والوقف الملحق، يؤذن فيها ويتولاها نحو (200) مواطن بما يرهق ميزانية ذي قار ومشاريعها التي تهم المؤمنين والعاصين على حد سواء، فهم مواطنون متساوون في الواجبات والحقوق، كفل حقوقهم الدستور المركون على الرف إلا وقت حاجة الأحزاب الدينية!، وطلع علينا يوم أمس مدير الوقف الشيعي بـ " أن الأمانة العامة للوقف الشيعي وافقت على بناء " مسجد الدولة الكبير" في مدينة الناصرية الذي يتسع لعدد كبير من المصلين (2000) ويقع بجانب مديرية زراعة ذي قار ويتكون من ثلاثة ادوار وسيكون اكبر مسجد في محافظة ذي قار وتقدر كلفته المشروع بــ (خمسة مليارات دينار عراقي )." وزف إلينا بشرى " إن المسجد كان مقررا بناؤه في العام الحالي وأن جميع المخططات التفصيلية الهندسية قد جهزت إلا إن عدم تحمل ميزانية 2009 أدى إلى انجازه ضمن مشاريع العام القادم 2010 ." مايعني أن الوقف الشيعي يعبر من ميزانية سنوية إلى أخرى إلى تكميلية الى استجدائية بحماس ديني لانظير له، مجددا العهد أمام الله سبحانه وتعالى وشعب ذي قار المعوز، إلى المسكن والملبس والماء والكهرباء وبقية الخدمات، وآل على نفسه إلا أن يبني الجامع المذكور، فيأتي محمد باقر الناصري أبو جامعين فتصبح ثلاثة ويخطب بالناس جمعة بعد جمعة، وأمامه في مقدمة الصفوف الوجوه الفليحة من المسؤولين بالدشاديش و(العرقجينات) وطبقة التجار ومقاولي الـ (PRT) ولغافة العهد الجديد من شتى الاصناف والانواع التي جاد بها العهد الاسلامي المعوج من جميع النواحي، وكل ذلك من أجل " تفعيل دور المسجد وأئمة المساجد لان المسجد يعتبر صرحا لبناء الفرد المسلم ومدرسة أخلاقية لمواجهة الأفكار الهدامة " ولاأفهم من الافكار الهدامة إلا العلمانية والتنويرية وبسطاء المواطنين الذين ملوا من دجل المشعوذين، تفعيل دور المساجد وليس بناء المدارس الجديدة وتوسيع الجامعة وإرسال البعثات واطلاق المشاريع التنموية والتخطيط العمراني، فالاهم أن يشيد أكبر جامع في عهد فلان الفلاني ويكتب على طابوقة في الجدار عودة ثانية إلى أيام المقبور وليذهب الفقراء إلى الجحيم وأهالي حي التنك و281 قرية وناحية محرومة من الماء الصالح للشرب و(300) قرية وحيا سكنيا غير مخدومة بشبكة التيار الكهربائي و(200) مدرسة مبنية من الطين من فجر السلالات ونحو ربع سكان المحافظة يعانون من البطالة و34% يعيشون تحت خط الفقر بحسب تقارير رسمية، وغير ذلك كثير في المحافظة المبتلية بالعمائم أسودها وأبيضها ونيليها ووقفها الشيعي وحوزاتها !!
الويل لكم مما تفعلون وتبذرون المال العام وتكثرون ببناء المساجد والحسينيات ونساؤكم يستجدين الـ (PRT) في مناسباتكم الدينية وغيرها..
الويل لكم أيها المنافقون والفاسدون والمراؤون بالدين على طريقة المقبور صدام حسين وحملاته الايمانية
الويل لكم من غضب شعب ذي قار في الانتخابات القادمة المحلية والبرلمانية
إن الله لا يحتاج بيوتا جديدة تقطعون ثمن تشييدها وبناءها من مال العراقيين تزيدون فيها كسبا لأولياء نعمكتكم وبقاء كراسيكم .
إكساء يتيم في العيد وبناء بيوت واطئة الكلفة للفقراء وإطعامهم وستر عورتهم ذلك ما يقربكم من الله يامن تحاولون ستر عوراتكم وإظهار رياءكم والتغطية على فسادكم.
9/12/2009