| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

السبت 8/11/ 2008



كلمات -222-

الشاي في الناصرية : سيلاني إيراني شكل تاني!

طارق حربي

يطلب مجلس محافظة ذي قار من لجنة النزاهة، فتح تحقيق حول مادة الشاي، التي يتم توزيعها حاليا ضمن الحصة التموينية، والتي من المفترض ان تكون نوع (سيلاني)!
مدير الرقابة التجارية في الناصرية أفاد بانه "تم تشكيل عدة لجان للتحقيق في الموضوع، وهي الان تقوم بزيارات الى عدد من وكلاء المواد الغذائية، لاجراء التحقيق الميداني، مؤكدا أن الشاي الموزع الان هو صالح للاستهلاك البشري!
مصدر مطلع في المحافظة صرح : " إنه من المفترض أن يتم توزيع مادة الشاي ذات المنشأ (السيرلانكي)، في حين عثر على كارتات موجودة داخل الاكياس الموزعة مكتوب عليها ان هذه المادة من (انتاج جمهورية ايران)"

كل المسؤولين المعنيين باستيراد الشاي في وزارة التجارة، ممن خدعوا أهالي الناصرية بصنف السيلاني لكن ظهر أنه صنف إيراني، مذنبون!
يقول أحد الأصدقاء الأعزاء : لم يستلم أهالي الناصرية منذ سنوات صنفا من الشاي بمواصفات جيدة، وغالبا مايركن شاي البطاقة التموينية جانبا، ويشتري المواطنون النوعيات الجيدة المتوفرة في الاسواق، أكثر من ذلك : وصلت السمعة السيئة إلى قبة البرلمان، ففي إحدى الجلسات قال رئيسه محمود المشهداني : إن وزارة التجارة تستورد لنا شايا لا يصلح حتى علفا للحيوانات!
لاشك أن الذي خدع أهالي الناصرية بالشاي الإيراني على أنه صنف سيلاني، من صنف عبد الفلاح السوداني وزير التجارة، الذي رفض التوقيع على الاتفاقية الأمنية، بالاستناد إلى فتوى من علي خامنه ئي، فتقديم تعاليم ولاية الفقيه والولاء الطائفي على أصناف الطعام والشراب يكون أكثر وجوبا ومستحبا، أما الصحة العامة للشعب العراقي وتحديات انتشار الأمراض فتضرب في عرض الحائط ولايحسب لها أي حساب حتى وصلنا إلى أسوا النتائج : وباء الكوليرا.
إنه الشاي الذي أحبه العراقيون ولاتقر عيونهم إلا بمرأى استكانه، وغنوا له (خدري الجاي خدريه..عيوني المن أخدره) و (آ يالجاي ..آيالجاي..هو دوشكي وغطاي!) وسواها من الأغاني والأشعار، الشاي خمرة الثوار في السرديات التقدمية والثورية والعراقي يفضل الشاي بعد الطعام لأنه كله دسومة، وكنا في أيام الفقر والعازه في الستينات من القرن الماضي نعيش على الشاي وخبز المعمل نمره صفر وهي من "مكرمات" الرئيسين عارف لأهل الجنوب لكي تبقى أجسادهم وأرواحهم مرهونة لفقر الدم والوهن وغيرها من الأمراض!
شاي رديىء النوعية ماء ملوث بنزين يتم تقفيز عداداته، حنطة استرالية مخلوطة ببرادة الحديد، سكر إماراتي مخلوط بالجص، دجاج تركي تالف، كويتي مصاب بانفلونزا الطيور، شاي إيراني مخلوط بنشارة الخشب، زيوت ومعاجين إيرانية نافدة الصلاحية!، صفقة خراف مريضة في عرض البحر رفضت استلامها دول الخليج...كل ذلك يجري في العراق بعد أكثر من خمس سنوات على التغيير، وغياب الضمير!
بدون تدخل الحكومة أو المؤسسات الرسمية بمقدور أي تاجر متواضع اليوم أن يشتري صفقة شاي من سريلانكا بالتلفون أو الفاكس، يدفع المال في البنك ويستلم الشاي بعد فترة ويمكن أن يعيد الصفقة وهي في الميناء إلى المنشأ في حال عدم مطابقتها للمواصفات المطلوبة، لكن من أية طينة هؤلاء الراسخون في وزارة التجارة الذين يتلاعبون بالقوت العراقي!؟، والأمن الغذائي العراقي!؟، الذي يصفه الدكتور طالب مراد مستشار إنتاج وصحة الحيوان لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة الأغذية والزراعة العالمية " FAO " بأن 80 % ـ 85 % من كل ما يأكله الشعب العراقي مستورد من وراء الحدود وليس البشر فحسب ، بل وحتى الحيوانات فعلف الحيوانات كله مستورد واللحوم أيضا وبالذات في كردستان والأمن الغذائي بالنسبة لكردستان أخطر والأمن الغذائي لمنطقتنا، العراق اعتماده الكلي على الخارج". أين هو ضميرهم العراقي وتعاليم الدين الاسلامي الذي يعتنقون كذبا ونفاقا!؟
أين هو دور مفوضية النزاهة عنهم أو الحكومة فتقدمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل!؟
ماالفرق بين خداع الناس في منشأ طعامهم وشرابهم وتسميمهم، سواء بالشاي المخلوط ببرادة الحديد (كتبنا عنه في حينه) أو في أية مادة أخرى، وبين تسميم فصائل الجنود في الثكنات أو الشرطة وغيرهم، وحدث مثل ذلك عدة مرات خلال الأعوام الخمسة الماضية!؟
 

8.11.2008

 

free web counter