| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

                                                                                    الثلاثاء 8/3/ 2011



كلمات -364-

أوقفوا حملات ملاحقة المشاركين في التظاهرات المطلبية في العراق والناصرية!

طارق حربي

شارك الآلاف من الشباب العراقي ببغداد وسائر المدن العراقية مؤخرا، في تظاهرات مطلبية تلقتها الأجهزة الأمنية بالرصاص الحي فسقط العشرات منهم بين شهيد وجريح، وعلى مدى 20 يوما شهدت محافظة ذي قار نحو 28 تظاهرة، طالبت بإقالة الحكومة المحلية ومكافحة الفساد والنهوض بالواقع الخدمي وغيرها، وكانت أكبر تظاهرة انطلقت في مدينة الناصرية يوم الجمعة الماضية، فيما أطلق عليها في عموم العراق بـ (جمعة الكرامة)، ونحن بانتظار المزيد من التظاهرات في يوم الجمعة القادمة (جمعة الاصرار)، وماتسفر عنه من تغييرات في المشهد السياسي حتى تحقيق أهداف الشعب العراقي.

وطافت شوارع الناصرية تظاهرة سلمية في الجمعة الماضية هي الثانية خلال أسبوع، وتلقاها إثنان من أعضاء مجلس ذي قار، فيما تعاملت معها الأجهزة الأمنية بمهنية، ولم تسجل فيها أية إصابة وهذه سابقة تسجل تحضر الشباب وتنظيم صفوفهم، إلى درجة حمل الأغصان والتعامل بحذر مع الأجهزة الأمنية كما في العواصم العربية، التي شهدت تظاهرات صاخبة أطاحت بطغاة ووزارات، لكن شكا عدد من المشاركين في تظاهرة الناصرية لوسائل الاعلام من مضايقات قام بها أشخاص مجهولون!، طالبوا عددا من الناشطين بعدم معاودة الخروج في التظاهرات القادمة، ووصل التهديد إلى درجة الفصل من الوظيفة!، وثمة من تم تهديده بعائلته!، ناهيك برمي التهمة الجاهزة ضد بعضهم بـ "البعثية" التسقيطية المعروفة في المجتمع العراقي ضد كل من يقف بوجه الحكومة، اتصالا بنفس الاتهام الذي وجهه رئيس الوزراء نوري المالكي قبل فترة للتظاهرات ومنظميها، بما سوف يعجل بإطاحته وحكومته خلال الفترة القادمة!

كما شكا عدد من المتظاهرين من أن الشرطة السرية بزي مدني وتابعون لعدد من الأحزاب المتنفذة، والحمايات الشخصية لرئيس وأعضاء مجلس ذي قار، رافقوا التظاهرة الأخيرة وقاموا بتصوير وجوه المتظاهرين وتسجيل هتافاتهم، المطالبة بتحسين الخدمات ومكافحة الفساد وبعضها كان موجها ضد مسؤولين محددين في الحكومة المحلية، لكن الحمايات والشرطة السرية لم يقوموا لحد اليوم برمي الأصباغ (البنتلايت)على ثياب متظاهري الناصرية، وربما سيفعلونها في التظاهرة اللاحقة من يدري !!؟، كما فعلت أجهزة الأمن الصدامية في ركضة طويريج السنوية بمناسبة الزيارة الأربعينية، وهو ماتفعله بالعادة، لتمييز الناشطين في الركضة ويتم لها فيما بعد وبسهولة تامة اصطيادهم وتسفيرهم إلى مديريات الأمن والمخابرات.

إن حرب الاشاعات التي تشنها جهات مجهولة لصالح الحكومة المحلية في الناصرية، وتصل إلى الفصل من الوظائف وحرمان العاطلين من المتظاهرين من استلام رواتب شبكة الرعاية الاجتماعية، ومن جهة ثانية قيام الأجهزة الأمنية بطلب معلومات عن المتظاهر وعائلته وارتباطاته وخلفيته!، وإطلاق تعليمات بـ "متابعة الموظفين الذين تغيبوا عن دوائرهم يوم الجمعة 25/2 بعد أن أعلنه محافظ ذي قار طالب الحسن يوما رسميا للدوام، ولكن لم يتم تفعيله لحد الآن". كل ذلك لن يجدي الحكومة المحلية نفعا، فقد انهار جدار الخوف ولاعودة إلى الوراء أبدا، فقد خرج شعب ذي قار يطلب الانتصار لحياته وتأمين مستقبل أجياله!

وإذ أثبتت التظاهرات سلميتها ومنحت التصريحات بانطلاقها، وحددت أماكن معينة في الناصرية لتجمع المشاركين فيها ووقتا معلوما، فلماذا منعت الأجهزة الأمنية المئات من المتظاهرين القادمين من أقضية ونواحي بعيدة للمشاركة فيها !؟
ولماذا تم التضييق على المتظاهرين إلى حد المطالبة بمعلومات شخصية وعائلية!
أوليس جديرا بالأجهزة الأمنية، تطبيق ذلك في تعاملها مع الارهابيين الذي يعرضون السلم الأهلي في ذي قار للخطر بين وقت وآخر!؟
إن الذين تظاهروا في الجمعتين الماضيتين في الناصرية، لم يأتوا من معسكرات تدريب إرهابية في إيران أو أفغانستان ليفخخوا سيارات في شارع الحبوبي أن ينسفوا بيوت المسؤولين، بل هم أبناء الناصرية أنفسهم الذين ثاروا على الفساد وتدهور الخدمات البلدية وتذبذب التيار الكهربائي وارتفاع معدلات البطالة وغيرها، وأسباب ذلك باتت معروفة للجميع وهي انعدام وجود برنامج وطني لدى الأحزاب الدينية للنهوض السياسي والاقتصادي والصحي والثقافي وغيرها، ثار أبناء الناصرية على واقع يكتنفه الغموض والفساد ويحيط به الجمود وبعد الأمل، بعدما أثبتت الحكومتان الاتحادية والمحلية فشلهما، وتوقفت عجلات الزراعة والصناعة، فيما تراجع النمو الاقتصادي والبشري وانفتحت مصاريع الناصرية والعراق على المجهول!

إن على الحكومة المحلية أن تتعلم من التظاهرات الماضية والقادمة وتستفيد منها لتحسين أدائها لاأن تقمعها، وتضع الخطط والبرامج الكفيلة مع الشباب وتتفهم مطاليبهم للنهوض بواقع المحافظة، وأن تكف عن إعادة سيناريوهات الأجهزة الصدامية، وتطبيقها على المواطنين في تظاهرات سلمية كفلها الدستور، وأن تأمر بإيقاف الحملات القمعية والبولسية في ملاحقة المشاركين في التظاهرات المطلبية القادمة، وأن يخرج المسؤولون إلى المواطنين لتقبل شكاواهم وتخفيف غضبهم عليها، إن على الحكومة تقديم خدماتها لشعب ذي قار وترعاه فهو من انتخبها ومن يطيح بها، ويستبدل بها حكومة تعمل على تنفيذ مطاليبه وإسعاده في حاضره ومستقبله .
 

8/3/2011
 

 

free web counter