| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الخميس 7/10/ 2010



كلمات -333-

هل يؤدي التحالف مع الصدريين إلى عزل المالكي!؟

طارق حربي

دق السفير الأمريكي في العراق جيمس جيفري ناقوس الخطر يوم أمس، معربا عن قلق بلاده من تحالف دولة القانون مع التيار الصدري، الذي اثمر ترشيح المالكي لولاية ثانية برعاية طهران، عكس إرادة واشنطن التي كانت تسعى إلى تحالف القانون والعراقية برعايتها، لكن الاحتلال ماض وإيران باقية بحسب عقيدة الأحزاب الدينية، التي مضت بخضوعها سواء بالفتاوى أو الضغط السياسي، إلى املاءات إيران!

فبعد نحو اسبوع من اعلان ترشيح المالكي، أبدى السفير شكوكا من التحالف المثير للجدل بين الطرفين، ومن دعم زواج المتعة الجديد بعقد زوره ملالي طهران، واصفا التيار الصدري بأنه (لا يختلف عن الذين يعرقلون الديمقراطية في العراق) وإن " أي دور رسمي تمنحه الحكومة العراقية للتيار الذي يرأسه السيد مقتدى الصدر، سوف يؤثر سلبا على امكانية واشنطن لتحقيق شراكة ستراتيجية مع حكومة بغداد) و(من غير الواضح فيما اذا كان التيار يعتبر حركة سياسية أم ميليشيا مسلحة، تنفذ اهدافها من خلال اعمال عنف لا يمكن ان تتحملها الديمقراطية) ..!!؟

تصريحات خرج بها السفير عن صمته أزاء تحالف، لاينحى عليه باللائمة لأنه يكرس سلطة المالكي وهيمنة حزب الدعوة، دون السعي لبناء دولة المؤسسات الدستورية والديمقراطية، بل يتضمن ادانة مبطنة للتيار الصدري، الذي عارض على طول الخط - بأجندات ايرانية - قوات الاحتلال، الأمر الذي دعى المالكي نفسه ولمصالح آنية وضيقة تهم ترشيحه، إلى الرد على السفير بقوله إن معلوماته غير دقيقة!

وليس جديدا أن أحد أهم اسباب دعم واشنطن للمالكي، عدا الشراكة معه في توقيع المعاهدة الأمنية، هو تنفيذه صولة الفرسان بعدما تطاول جيش المهدي على الأجهزة الامنية خلال السنوات الماضية، فضلا عن ضرب القوات الأمريكية ومتعددة الجنسية، وشملت الصولة مدن البصرة وكربلاء والعمارة والديوانية ومدينة الصدر غرب بغداد سنة 2008، ودعمها "الائتلاف العراقي الموحد" حينذاك، وكان يضم الصدريين إلى جانب المجلس الأعلى والفضيلة والشبك والتركمان وغيرهم من الشخصيات، وله 85 مقعدا في البرلمان.

في الواقع لاأصعب من استعصاء تشكيل حكومة عراقية بعد التغيير، استغرق تشكيل الاولى 88 يوما، والثانية 156، وأكملت الثالثة اليوم شهرها السابع دون انفراج، وربما تستغرق الأشهر الثلاثة القادمة أي حتى نهاية العام 2010!؟

وفي إطار المماطلة والتأخير والتحالفات البعيدة عن مبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية، واستعادة صور من جسامة الخسارة العراقية في مقولة القائد الاوحد، خلال سبعة أشهر من تعنت المالكي واستبداده، وتكريس هيمنة حزبه (الدعوة) على ثروات العراق والمناصب الرفيعة في الحكومة، بما انضم إليها من استمرار عمل التيار الصدري بأجندات ايرانية، وتخبطه : مرة يضع خطوطا حمرا على التجديد للمالكي لولاية ثانية، وأخرى يعلن ترشيح الجعفري في 8/4/2010 بعد استفتاء قواعد التيار المثير، وأكثر من ذلك ميلان العملية السياسية برمتها نحو جهة طهران كلاعب اقليمي قوي، بما يعزز وجودها المعارض لبناء الدولة المنشودة بحجة وجود الاحتلال الأمريكي، وتدخلها الفض في الشأن العراقي، هذا وغيره دقَّ ناقوس الخطر الأمريكي وقد يمهد لانقلاب واشنطن على المالكي، سيما وأنها ترى إلى التحالف الشيعي وقد انفرط عقده، ولم يبقى منه غير الصدريين ودولة القانون، مقابل قدرة العراقية على استقطاب العديد من الكتل، واستعدادها اعلان تحالف بديل يقلب الطاولة على التحالف والترشيح، الذي لم يجد له رصيدا كبيرا على أرض الواقع العراقي المثقل بالملفات الساخنة، ولعل خصوم المالكي سيستلمون طرف الخيط ويصعدون قلق واشنطن وشكوكها، من تحالف يميل نحو إيران!

كل شيء وارد في السياسة، من تبدل مواقف واشنطن إلى ترجرج الأرض العراقية وتغيير مواقف الكتل السياسية 180 درجة (موقف التيار الصدري نموذجا صارخا!)، لكن المالكي يقرأ الرسالة الأمريكية ويقدر أن اسناد وزارات سيادية للتيار، في هذه المرحلة الحرجة، وإعطائه مكاسب سياسية واعلامية، تعني المجازفة بمستقبله السياسي والخروج على الخطوط الحمر الأمريكية، ولعل واشنطن التي بيدها معظم أوراق اللعب في الساحة العراقية حتى الآن، تعيد صلاتها بمنافسي المالكي وتدعم جبهة بديلة من الأربعة الكبار بدون المالكي، لتشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية..من يدري!؟
 


7/10/2010
 

 

free web counter