الجمعة 6/2/ 2009
كلمات -239-دعوة للشيخ الناصري بعدم التدخل في أسماء المرشحين لمنصب محافظ ذي قار!
طارق حربي
الشيخ محمد باقر الناصري المحترم
تحية طيبة
اطلعت في الموقع الالكتروني الديني الذي تشمله بدعمك ورعايتك، بانك تدعم أحد المرشحين لتسلم منصب محافظ ذي قار الجديد، في أعقاب إعلان نتائج انتخابات مجالس المحافظات التي جرت بتأريخ 31/1، وماسيتمخض عنها من تحالفات جديدة بين الأحزاب الدينية، لتشكيل مجلس المحافظة (السلطة التشريعية) وتقسيم الدوائر الحكومية بينها وإدارتها، وفي هذا السياق وصلتنا شكاوى من مواطني محافظة ذي قار، سواء عبر البريد الالكتروني أو خلال محادثات تلفونية وغيرها، أعرب جميع من استطلعت آراؤهم، عن رفضهم القاطع تدخل رجال الدين في السياسة، وتتمنى عليكم رفع اليد عن أي مرشح محتمل لمنصب محافظ ذي قار.
لعل الدين والتجربة الحياتية والقراءات والاطلاع على تجارب الأمم والشعوب، من شأنها تعزيز الجانب الروحي لدى بني الانسان، لكن البناء المادي وتحقيق التقدم في ميادين إعادة الإعمار في محافظة ذي قار، بناء المؤسسات الخدمية والصحية، تنمية الطفل وتأهيل المرأة في ميادين العمل وغيرها، النهوض بالواقع الخدمي ومجالات كثيرة تهم حياة المواطنين، كل ذلك لايحتاج إلى محافظ يرشحه رجل دين او حزب، لكن يحتاج إلى شخصية مستقلة ذات مهارات إدارية وعقلية منفتحة على الجميع، بعيدا عن بعيدة عن المحاصصة الحزبية والطائفية التي أوصلت البلد كله وليس ذي قار حسب إلى ماوصل إليه.
إن الأحزاب الدينية لاتهمها مصلحة شعب ذي قار والمستقبل، بل مصلحتها هي وماتدره عليها من أموال وامتيازات خلال تبؤ زعمائها ومرشحيها، لأرفع المناصب في مجلس المحافظة ومنصب المحافظ، وهي لاتملك الشجاعة الكافية مع شديد الأسف على التخلي عن مصالحها الحزبية والأنانية، بتقديم شخص مستقل لشغل منصب المحافظ، وهنا أناشد الشيخ الناصري بكل صدق واحترام إلى سحب الدعم عن المرشح المعلن في الصحافة، وعلينا كشعب ورجال دين ونخب مثقفة التصدي لهذه الأحزاب وترشيح شخصية من خارجها، معروفة بنزاهتها ووطنيتها لقيادة محافظة ذي قار للسنوات الأربع القادمة.
إن مواطني محافظة ذي قار وأنا منهم نتطلع مخلصين إلى أن يتجنب رجل الدين الخوض في ميادين التحالفات السياسية، بدعم أحد المرشحين ضد مرشحين غيره، أو ضد احزاب مناوئة وفاعلة في الساحة السياسية، ذلك أن الدين الاسلامي يحث على المساواة بين الناس وعدم تغليب شخص على أشخاص أو فئة على فئة أخرى، اللهمَّ إلا إذا كان في الأمر مصلحة المجموع، ومصلحة شعب محافظة ذي قار تقع أولا في استخلاص الدروس والعبر من فترة الحكم المحلي السابقة، وإنجازات "رجل الاعمار الأول"، حيثُ نُهبُ المال العام بعدما استاثرت به فئة لاتخاف من الله ولاتخشى من شعب ذي قار، سواء في مجلس المحافظة وفي السلطة التنفيذية، واستشرت الرشوة والمحسوبية والمنسوبية والقومسيونات وهذا لك وذاك لي، تأخرت المشاريع وتأجل العديد منها حتى تشكيل مجلس المحافظة الجديد والكثير الكثير من الاخفاقات، التي تعرفها أنت أكثر مني باعتبارك تعيش في الناصرية وانا في البلد النائي.
إن الذي يتقوى بشخصك الكريم على المرشحين الآخرين - ليس لي شخصيا أي موقف ضده ولا ضد غيره فأنا لاأعرفهم جميعا- ربما سيجعلك تندم على ترشيحك له لاحقا، إن محافظ ذي قار الجديد يجب أن يكون مستقلا وليس من داخل الأحزاب الدينية المتصارعة، التي بدأت تتحرك منذ فترة لتقسيم إرث المجلس السابق بينها، وبدا منصب محافظ ذي قار كالغنيمة بين الأحزاب، وكذا كان الصراع المرير بين الدعوة والمجلس منتصف سنة 2008 ، من أجل الفوز بمنصب قائد شرطة ذي قار، إلى أن حسمت الصراع وزارة الداخلية بتنصيب اللواء صباح الفتلاوي، الذي أثبت مقدرة عالية ومهنية في إدارة الملف الأمني في ذي قار، بتخليص المحافظة من عصابات الخطف والاجرام والقتل والسرقة، ماأفضى إلى استتباب الأمن ليس داخل المحافظة حسب بل حتى على الطرق الخارجية، ونتطلع إلى أن يكون محافظ ذي قار الجديد مثله في مهنيته وحياديته وخدمته لأهالي محافظة ذي قار الكرام، حيث يبدأ بالعمل الفوري على إعادة النظر في أرث المحافظ القديم والمجلس، يخلص المحافظة من عصابات سرقة المال العام والفساد، وكل ذلك لن يتم إلا بالابتعادعن مصلحته الشخصية وأهوائه ومصلحة عشيرته وأقربائه واصدقائه.
شكرا لك أيها الشيخ الجليل إذا استجبت لهذا النداء..
وسحبت الدعم عن أي مرشح، لنطبق مقولة "الرجل المناسب في المكان المناسب" التي لامعصية فيها لأوامر الله سبحانه وتعالى، وتجعل شعب محافظة ذي قار مطمئنا إلى من يقوده ويخدمه بنزاهة ووطنية خلال السنوات الأربع القادمة.
6.2.2009