| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الأحد 6/9/ 2009



كلمات -269-

المبلغات والمبلغون بعثيون وإن لم ينتموا!!

طارق حربي

بمناسبة شهر رمضان افتتحت مؤسسة شهيد المحراب 25 مركزا تبليغيا في الشطرة/ذي قار، يتضمن "ختم القرآن الكريم ومحاضرات دينية ومجالس دعاء وزيارة في داخل القضاء والقرى التابعة له"، وستلقي فيه السيدة مديرة الدائرة الحاجة أم محسن، درسا فقهيا، ثم " فقرة أسئلة وأجوبة فقهية ومجلس عزاء من قبل خادمات المنبر الحسيني والاختتام بالدعاء الجماعي للإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف" (نص الخبر المنشور في موقع البلاغ الإلكتروني التابع للمجلس الأعلى)

شاهدت الصورة المرفقة مع الخبر فوجدت الطفلات البريئات مسربلات بالثياب البيض، كأنهن الأشباح والأرواح الهائمة التي تظهر وتختفي في مسرحية مكبث لشكسبير، بما تشيعه من الأقدار المرسومة بدقة لأطفال، لو كانت هنالك تشريعات تحمي آدميتهم، وتضمن مستقبلهم حتى يكبروا ويقرروا بأنفسهم، لما تطاول أحد عليهم في هذه الفوضى من تأريخ العراق المثير، قرآن مفتوح وأطفال يتيهون بين سطوره يتأدلجون للدين وتضعف بل تتلاشى أواصر ارتباطهم بوطنهم، ومن يضمن أنهم لايشكلون في المستقبل جيشا انكشاريا!؟

لقد دفعوا دفعا إجراميا بما وروثوه من عناوين العادات والتقاليد ونبذ الحياة الدنيا للفوز بالآخرة، إلى اتباع طرق وأساليب لاشك ستجير عقولهم الصغيرة في المستقبل للأدلجة الدينية وخطاب الاسلام السياسي، فتم خلعهم بوحشية من الاطار العام للدولة الراعية لشؤونهم ومعيشهم الحر الكريم والاستمتاع بطفولتهم وألعابهم البريئة، ولاأستبعد أن قسما منهم سيشكل (مشروع طابور خامس) لدول إقليمية، لها مع أحزاب الاسلام السياسي امتدادات في العراق، بل وتعتبرها - انطلاقا من أجنداتها المشبوهة - أذرعها الطائفية الضاربة لكل مشروع وطني، وتقع رعاية الطفولة في أولويات البناء وتربية المجتمع الصحيح بلاعاهات وارتباطات خارجية، في إطار الدولة العراقية الديمقراطية الاتحادية.

أين هي التشريعات البرلمانية لحقوق المرأة والطفل، لقطع دابر الأحزاب الدينية عن تقديم الصدقات لمواطني إحدى أغنى الدول النفطية في العام!!؟
لماذا يسير الأطفال (للعقل خاصيتان هما الوضوح والتمييز) وراء الأحزاب الشيعية والسنية ولافرق بينهما في الفكر والخطاب الطائفيين..!!؟

هل حقا أن فقر الكثير من العوائل الشطرية دفعهم إلى إرسال أطفالهم إلى مثل هذه المراكز المشبوهة.. أم لا!؟
لماذا مؤسسة شهيد المحراب وليس الدولة العراقية من تقوم بتزويج الشباب الجماعي!؟
هل لكسب الثواب ودفع البلاء عما سيحيق بالمؤسسة وقائمتها في الانتخابات البرلمانية القادمة!؟، وكان أخرجها العراقيون - بوعيهم المتجدد لحياتهم ومستقبل أجيالهم- من الحكم في انتخابات مجالس المحافظات الماضية!؟

حقا ماهو دور المبلغين والمبلغات في العراق الجديد ولماذا يتم افتتاح 25 مركزا تبليغيا - دفعة واحدة !!- مجيرا لمؤسسة شهيد المحراب!؟، وليس مراكز شبابية لتعليم الكومبيوتر والرياضة والفن وتنظيم السفرات لمعايشة الطبيعة العراقية، وتربية النشىء الجديد على حب الوطن والتفاني من أجله وليس الدين لئلا ينسلخوا ويرتموا في أحضان دول الجوار توابين أو جواسيس وخلافه..!!

لقد كان البعث المقبور يفتتح المقرات تلو المقرات المشبوهة التي تحاك فيها الدسائس والمؤامرات وقتل الأبرياء، ويعلم الأجيال على عبادة الحزب والفرد الواحد، ووسم مرحلة كاملة بفكره القومي الفاشي الدموي، مازال الشعب العراقي يعاني لحد اليوم من تأثيرات تلك المرحلة المجرمة بحقه ومستقبل أجياله، وكان (الرفاق) البعثيون يذهبون في رحلات تبليغية إلى القرى البعيدة للتثقيف الحزبي، وكتابة تقارير (تكسر ركاب الناس!) وغيرها، فهل جاء دور المبلغين والمبلغات بعد التغيير، ليقوموا بهذه المهمة في العراق عامة وذي قار خاصة، تقف وراءهم وتمولهم أقوى مؤسسة دينية مدعومة بميزانية هائلة استحوذت عليها من المال العام!؟
 


6/9/2009
 



 

free web counter