| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

السبت 5/4/ 2008



كلمات -185-

عراق الصحوات والصولات !

طارق حربي

مما يؤسف له أن يبقى عراقنا بين فكّي كماشة الصراع الشيعي الشيعي، وينتج باستمرار صولات تركض فيها الحكومة والجيش من مدينة إلى مدينة، ونتكبد خسائر في الأرواح، ويهدر المال العام في سلسلة متواصلة من الصراعات، كانت بدأت قبل ذلك مع الخط السني، وأنتجت صحوات أخذت تتقاتل فيما بينها على السلطة والثروة والنفوذ.
وإذا كانت الصحوات أخمدت أنفاس القاعدة أو كادت، في مثلث الموت والمناطق السنية الملتهبة، إلا أن صولة الفرسان في البصرة لملاحقة عصابات الجريمة المنظمة، لم تنجز مهامها كلها، فعادت الشراذم إلى القتل والتهديد والسرقات، وأوقف رئيس الوزراء العمليات وأمر بالكف عن ملاحقة المسلحين وهو قرار خاطىء، فيما راحت العشائر في الجنوب تحصي ضحاياها وتدخل في معمعة (الكوامه والعطوة والطلايب)، في أعقاب العمليات التي جرت في محافظة ذي قار مثلا، وراح ضحيتها العشرات من الشرطة والمواطنين.
أنهار دم تجري في أرجاء العراق كافة، لاتكافؤها خارطة طريق للفرقاء السياسيين تكون بوصلتهم فيها، الإرادة العراقية المتحررة من الضغوط الخارجية والتدخلات الإقليمية، وفي هذه الآونة العجيبة من تأريخنا المجلل بالدم وغبار المعارك، هاهو العراق يضع السياسات الاستراتيجية لإعادة الإعمار جانبا، ليهدر طاقاته في ميادين الصراع الداخلي بلا هوادة !
نعم لقد طلعت الشمس على الحرامية في البصرة، وفي العلوم العسكرية تحتاج الصولات إلى تعزيز النصر على العدو، حتى يقر بالهزيمة ويستتب الأمن ويسود القانون، وفي المقابل لابد من تفريغ شحنات اليأس والإحباط من صدور الناس، عبر آلية ضم عشرات الآلاف من العاطلين عن العمل في سلك الشرطة والجيش، وتأمين العيش الكريم خلال برامج الرعاية الإجتماعية للمحرومين، ومن ليس لهم دخل شهري، والبدء بخطة شاملة لتحسين الخدمات ليس في البصرة حسب بل في أنحاء العراق كافة !
ومما يؤسف له أيضا، أن الطاغية الصغير مقتدى الصدر، امتثل بالكامل للإرادة الإيرانية في خلط الأوراق وقلب المائدة على حكومة المالكي، عندما دعا أتباعه الضالين إلى المظاهرات المليونية بتأريخ 9.4.2008 ، لمناسبة الذكرى الخامسة لإسقاط صدام ونظامه، وكذلك دعوة مجرميه وقتلته إلى تفعيل سياسة الإغتيالات بين صفوف العراقيين، ممن يعارضون سياسته المرتهنة للأجنبي، أو ضباط الجيش والشرطة والمراتب وغيرهم من المواطنين، وهاهي الأسلحة توزع على مكاتب وأعضاء حزبي الدعوة والمجلس الأعلى، مااستوجب إطلاق سياسة الحيطة والحذر من تطورات، كلها لاتصب في صالح العراقيين ولامستقبلهم، ولن يهدا الوضع العراقي أبدا، بل سوف تُسعّر نيران الصراع الشيعي الشيعي، وتصل الصولات إلى ذروتها ربما حتى إسقاط حكومة المالكي، وتشكيل مجلس إنقاذ وطني، وهو مايجري الاعداد له منذ فترة وراء الكواليس، بين الكتل السياسية من داخل البرلمان وخارجه، وكل ذلك يصب في مصلحة النظام الإيراني القذر، فيستثمره لاحقا على طاولة المفاوضات مع الطرف الأمريكي !
وهكذا يبقى العراق بين الصحوات والصولات، وجهود المصالحة من لبنان إلى اليابان إلى القاهرة إلى السويد دون جدوى، وتزداد الهوة بين الكتل السياسية، وتركض الحكومة من مدينة إلى مدينة، لمقاتلة الخارجين عن القانون، وكان المؤمل توفير الأرواح والمال والوقت المستنزف في العمليات العسكرية، من أجل إعادة إعمار العراق شعبا ووطنا ومستقبلا .
حكومة أنهكها الصراع ونخرها الفساد المالي والإداري، أما الولايات المتحدة فيبدو أنها تخلت عن مهمة بناء عراق ديمقراطي حر تعددي، وأخذت تلهث وراء القاعدة وأجنداتها ولو جستياتها، وتشعبات التدخل الإيراني في العملية السياسية العراقية، ولاحل يلوح في الإفق حاليا إلا صحوة الصحوات للشعب العراقي، حيثما يتحرر من قيود هذه المرحلة المليئة بالدخان والموت، ويمتلك إرادته الوطنية بيده، ويتقدم إلى الأمام من أجل حياته ومستقبل أبنائه.


5.6.2008

 


 

 

Counters