| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الخميس 5/2/ 2009



كلمات -238-

هل يعين محافظ ذي قار الجديد من خارج الأحزاب الدينية!؟

طارق حربي

توضح النتائج الأولية لانتخابات مجالس المحافظات التي جرت في 31/1 التي أعلنت قبل قليل فوز إئتلاف دولة القانون في محافظة ذي قار بنسبة (23.1%) يليها تيار الأحرار المستقل بنسبة (14.1%) المدعوم من التيار الصدري والذي يشارك لأول مرة في خوض الانتخابات ويبدو أن سبب قلة حظوظ قائمة شهيد المحراب والقوى المستقلة (11.1%) جعلها تهبط هبوطا صاروخيا لتصل إلى المرتبة الثالثة حسب النتائج وكانت تشكل هي وحزب الدعوة وحزب الفضيلة أغلبية في مجلس المحافظة فحدثت الكثير من الإخفاقات في العمل المشترك حيث لايمكن لأي قائمة دينية كما أثبتت السنوات الأربع الماضية إلا أن تكون ذات أفق ضيق لمتطلبات التغيير والإعمار والرفاهية والتخطيط للمستقبل ذلك لأن خطابها ديني محدود والدين أصلا لايستوعب فقه الواقع ومتطلباته وتطور الحياة لأنه مرتهن للعامل الغيبي ويتواصل معه أكثر مما يتواصل مع الحياة الحلوة والطائفة لاتواكب مسيرة الحاجات الانسانية ومفردات الفرح والسعادة والازدهار لا للشعب العراقي ولا لشعب محافظة ذي قار العصي على كل خطاب ديني متحجر وكان المحافظ (السابق!) عزيز العكيلي ينتمي لقائمة شهيد المحراب ولا يستطيع بطبيعة الحال الخروج عما هو مرسوم له ويخرج عن أجنداتها الطائفية حتى وهو يستعد كأفضل مايكون عليه الاستعداد بالدعايات الضوئية والتثقيف وقائمته بشراء الأصوات بالبطانيات والخمسين الف دينار ونفرين كباب على حساب القائمة والعطر الرخيص وغيرها لخوض الانتخابات الأخيرة والبقاء في المنصب أربعة سنين قادمة لكن يبدو أن الرياح تجري بما لاتشتهي السفن فأهالي محافظة ذي قار الكرام ملوا الخطاب الديني القروسطي لاسيما النخب المثقفة والشباب بل وحتى فئات كبيرة من أبناء العشائر والنساء اللواتي لم يحصدن من الفترة الماضية غير القهر والدموع واللامبالاة والاهمال فقرر الجميع الجميع إبعاد قائمة شهيد المحراب عن الساحة السياسية باصابعهم المخضبة بالحناء البنفسجية مرجحين كفة (تيار الأحرار المستقل) وهذه ربما جاءت في سياق الصراع بين الفريقين المنتميين إلى مرجعيتين مختلفتين ومن باب "ليس حبا لعلي ولكن بغضا لمعاوية".أي بغضا لمشروع تيار شهيد المحراب الطائفي الذي لايتورع الكثير من ناخبي تيار الأحرار عن التصريح بأن (أهم ما دفعنا للانتخابات واختيار قائمة تيار الأحرار المستقل هو ما توجه إلينا في الوقت السابق من ظلم وتهميش واعتقالات وما نرجوه اليوم من مرشحينا الفائزين هو دفع ذلك الظلم على الأقل وإخراج معتقلينا من السجون الذين طالبوا ذويهم لمرات عديدة لإخراجهم دون جدوى ) وهكذا أصبح حكم محافظة ذي قار ليس أشبه مايكون بمسلسل سنوات الضياع التركي حيث الحب والتضحية حتى أنه لم يعجب الأحزاب الدينية في ذي قار فظهرت فتاوى بسفك دم المسلسل لكن أشبه مايكون بمسلسلات الحارات الشعبية في الدراما المصرية والسورية حيث يتصارع أولاد الحارة الواحدة إلى حد كسر العظم وطبعا تيار الصدر لن يكون أمينا على مصالح أهل ذي قار ليس لجهة قلة الخبرة الإدارية والإرتباط بأجندات إيران (وداعتكم ذاك الطاس وذاك الحمام!) لكن سينغمس أعضاء منه ممثلون في مجلس المحافظة في عمليات النهب المنظم للأموال العراقية المكشوفة على طول الخط ومادام قائمة دينية تزحزح قائمة دينية أخرى وتحل محلها ليستمر الصراع بين عائلتين نجفيتين وميليشياتهما على أرض ذي قار كما حدث في السنوات الأربع الماضية واستشهد خيرة شباب ذي قار في الشرطة والجيش وياليته كان صراعا من أجل التقدم والرفاهية وإسعاد شعب ذي قار المحتاج للخدمات ورفع كاهل الظلم الذي وقع على المواطنين في كلا العهدين على أية حال أهل ذي قار إنتصروا لحياتهم ومستقبل أولادهم حينما احتكموا كباقي العراقيين إلى صناديق الاقتراع في إشارة حرية واضحة وديمقراطية وليس بيعة صدامية أو استفتاء بالقوة وأن شعب ذي قار ملَّ الارتهان للدين والطائفة وأكاذيب الزعماء الدينيين بعد ضياع أربع سنوات من أعمارهم ناهيك بالنهب المتواصل للمال العام وتضخم ملفات الفساد الاداري التي أدعو مخلصا - ولكي يرتدع المسؤولون الجدد - أن تقوم الحكومة بدورها وتسنّ قانون مساءلة خاص لأعضاء مجالس المحافظات والمحافظين السابقين وتطبيق قانون (من أين لك هذا!!؟) وسؤالهم عن المال العام المهدور ومتابعة أرصدتهم في دول الجوار وأوروبا واسترداد مايمكن استرداده منهم ومعاقبتهم بالحبس في حال ثبت الفساد على الأفراد والجماعات المنتمين إلى الأحزاب الدينية وهو مامعمول به حتى في أوروبا والعراق اليوم دولة قانون ومؤسسات وبعد ذلك يأتي دور المحافظ الجديد الذي من المفترض أن يضع أمام عينيه أن المنصب هو (تكليف وليس تشريف) وأن يعتبر نفسه موظفا في الدولة وخادما لشعب ذي قار فقد قرأت أن خمسة شخصيات مرشحة لتسنم منصب المحافظ وهم يتراوحون بين الرجل العامل في حقل (البزنس) والقيادي في الحزب الديني وبرأيي أن لاهذا يصلح ولاذاك مؤهل لقيادة المحافظة ويعملون من أجل مستقبلها وتصحيح ملفاتها العالقة ومشاريعها التي تخضع للقومسيون و(الأخذ والعطا) بين السياسي والمقاول إن محافظة ذي قار لاتحتاج إلى أحد قواد حزب الدعوة بصراحة ليكون محافظا لها ولاإلى رجل (البزنس) المدعوم من رجل دين نافذ في الناصرية ولاإلى رجل فقه وحضوره المستمر في صلاة الجماعة بل إلى شخصية وطنية مستقلة ذات عقلية إدارية نزيهة لاتخضع لمعايير العشيرة والدين والمصالح الشخصية والحزبية والفئوية فيعمل لهؤلاء دون النهوض بواقع المحافظة والتركة الثقيلة التي تركها المحافظ السابق متجاوزا إخفاقاته في كل الميادين ووضع أهالي ذي قار ومدنهم ومستقبلهم أمام انظاره ولايكتفي بالأقربين الأولى بالمعروف ويستأثر بأجزاء من المال العام لنفسه وأهله وأبناء عشيرته وعلينا طبعا ذلك لايمكن أن يكون والمحافظ الجديد يأتي كتحصيل حاصل من تحالفات الأحزاب الدينية في ذي قار فهل تستوعب الأحزاب الفاعلة على الساحة والشخصيات والحكماء الدرس الماضي ويحسمون الأمر قبل فوات الأوان ويتم تعيين محافظ ذي قار الجديد من خارج الأحزاب الدينية!؟
 


27.1.2009
 









 

free web counter