| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الثلاثاء 5/1/ 2010



كلمات -288-

برج المالكي!

طارق حربي

بمليار ونصف المليار وصبر خمس سنوات، دخلت إمارة دبي موسوعة جينس للارقام القياسية، بعدما رفعت أعلى برج في العالم ويبلغ ارتفاعه (828م)، وشاهد العالم يوم أمس في الفضائيات احتفالا مهيبا افتتحه الشيخ محمد بن راشد آلمكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رسميا، بالتزامن مع الذكرى الرابعة لتولي الشيخ (البدوي!) مقاليد الحكم.
بدون فذلكات لغوية وادعاءات كالتي صدع بها رؤوسنا عدد من المسؤولين العراقيين، أدلى آلمكتوم بكلمة قصيرة غير فيها اسم الوليد الجديد من "برج دبي" إلى "برج خليفة" رئيس دولة الامارات "نبني القمم العالية بالهمم العالية، ونستثمر في الإنسان للإنسان، اليوم نرسم نقطة ضوء على خارطة العالم الجديد، وكل أعلى نقطة في العالم بناها البشر لا بد أن تقترن باسم الكبار"، مضيفاً " أعلن افتتاح برج خليفة بن زايد". وكان لذلك مدلولات سياسية واحتوائية لاتخفى، في توحيد جهود الساسة على طريق اعمار البلاد واستثمارها.
يوما بعد يوم يتصاعد البناء والعمران في الدول الاقليمية النفطية، التي استثمرت ثرواتها بعقلانية وسط عالم عاصف بالمتغيرات السياسية والاقتصادية والحروب، وحافظت على أمنها وحفظت آدمية مواطنيها.
صعد الجار إلى ناطحات السحاب والابراج فماذا رأى!؟
رأى إلى بلد نفطي هو الآخر لكن تبددت ثرواته في الحروب والسياسات الطائشة، وورث النظامَ البائدَ أشباهٌ له في النظام الجديد، ماأكثرهم في الحكومة والبرلمان والاحزاب، وخلال ست سنوات ضاعت من ثروات العراق في ملفات الفساد السياسي والاداري، مايكفي لبناء عشرات الابراج والفنادق السياحية والمشاريع الاستراتيجية، ومازال العراقيون يتشاكون في الفضائيات تردي الاوضاع الخدمية، إذ لم تضع الحكومة الجديدة خططا لاعادة بناء ماأتلفه قصف دول التحالف للبنى التحتية خلال حرب الخليج الثانية، ومايزال الشعب العراقي يعاني الفقر والتخلف والعازة وارتفاع تلال النفايات وليس الابراج!
أين هي ميزانية العراق المليارية الانفجارية القادرة على بناء عدة أبراج وليس برجا واحدا، وليكن "برج المالكي" أو أي شخصية وطنية أو تأريخية، المهم أنه يقوم بتشغيل (12) الف عامل من العراقيين كما وظف "برج خليفة"، ويكون لنا في هذه المرحلة معالم عمران وبنيان نشير إليها بالبنان، ونتحدث إلى الشعوب حولها!
أين هي خطط الاستثمار الوطنية والاعمار والسياحة الدينية وغير الدينية، ومتى يستفيد الوطن العراقي من تجارب دول الخليج، في مجالات البناء والاعمار!؟، والسياسيون العراقيون من (الامير البدوي) وحنكته!؟، وإلى متى هذه الشرذمة التي تعاني منها الطبقة السياسية العراقية، وعدم امتلاك الارادة السياسية وتعلم سياسة الاحتواء لبعضهم البعض لصالح البلاد، فلا موقف موحدا أزاء قضايا استراتيجية او لها مساس بالامن القومي العراقي، حتى بدا العراق بلا سياسة محليا واقليميا ودوليا، لاموقف سياسيا موحدا من احتلال ايران لبئر نفط رقم (4) في الفكة، تم التستر على الفاسدين وابرزهم تستر المالكي نفسه على وزير تجارته، وعدم السماح بتقديمه للعدالة وهو الذي تعاقد على صفقات تجارية غذائية منتهية الصلاحية وغيرها، وأصبح البرلمان اضحوكة تتندر بها الفضائيات العراقية والعربية، وخلال كتابة هذه المقال ظهرت برلمانية في احدى الفضائيات، تبرر عدم حضور البرلمانيين لمناقشة الموازنة العامة وفشلهم لثلاثة مرات، بسفرهم وعوائلهم إلى خارج العراق للاحتفال بأعياد الميلاد!!.
العجب كل العجب فهل ان برلمانيينا غيروا دينهم ومذهبهم وأصبحوا مسيحيين ونحن لانعلم أم ماذا!؟ وهم الذين يكادون لايفوتون موسم الحج في كل عام، حتى لو كان البرلمان في صدد مناقشة أخطر الملفات التي تهم المصلحة الوطنية العليا!؟
فمتى تتوحد الكلمة ويمتلك ساسة العراق إرادة سياسية، تعلو الابراج وتستثمر الاموال في اعمار البلاد، وينسعد الشعب العراقي مثلما تنسعد الشعوب في الدول النفطية المجاورة وغيرها.!؟



5/1/2010
 



 

free web counter