| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

Tarikharbi2@gmail.com
www.summereon.net

 

 

 

                                                                                  الثلاثاء 3/4/ 2012



كلمات -408-

لماذا يطالب الدباغ بقمة اسلامية في العراق!

طارق حربي

ماأن انتهى مؤتمر القمة العربية (اختتم اعماله في 29 من الشهر الماضي)، وعاد كل وفد إلى بلده، بعد مؤتمر استمر لساعات، ولم يحقق مصلحة تذكر للعراق!، حتى خرج علينا الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، بدعوة إرضاء و"جبر خواطر" الرؤساء العرب (لم يحضر أي ملك عربي قمة بغداد!)، فقد أبدت الحكومة العراقية كما ذكر في تصريح له أمس "رغبتها باستضافة قمة الدول الإسلامية، واعتبرت أن هذه الخطوة ستساهم في إزالة التردد والشكوك التي كانت لدى عدد من رؤساء الدول العربية بشأن قمة بغداد"

واضح أن الدباغ يسعى إلى إدامة زخم المؤتمرات في العاصمة العراقية، وتصدر بغداد لنشرات الاخبار بما يفيد النظام السياسي، ويسوقه عربيا وإقليميا وإسلاميا، وإزالة شكوك الزعماء العرب في عدم قدرة بغداد، نظرا للعمليات الارهابية التي تضربها بين فترة وأخرى، على إقامة مؤتمر عربي أو اسلامي، وكان مؤتمر القمة الاخير الحدث الاكبر في العراق بعد سنة 2003.

نحن بطبيعة الحال مع أن يأخذ العراق دوره السلمي في المنطقة، وأن يعود إلى نفسه أولا، لاإلى الدول العربية أو الاسلامية، قبل شعبه!، لكن هنالك الكثير من العمل الذي يجب أن ينفذ في العراق إعمارا ورفاهية، تحسين الخدمات للمواطنين وتدوير عجلتي الصناعة والزراعة العاطلتين، وتكريس الهوية الوطنية العراقية، لاالهويات الفرعية من طائفية ومناطقية وحزبية، قبل التوجه إلى خارج العراق وطلب الدعم من الدول العربية والاسلامية، لتحسين صورة النظام لديها !، فتحسين صورته أمام العراقيين أولا هو المطلوب، ويزداد به النظام السياسي قوة يتمكن من خلالها من تسويق نفسه لاالعكس!

وإذا كانت الحكومة العراقية حريصة على مشاعر الزعماء العرب ولاتريد أن تخدشها، وإثبات أن بغداد قادرة على صنع المعجزات، وتسعى إلى إزالة شكوكهم من العملية السياسية، فلماذا لاتكون وبنفس المستوى من الامانة والاخلاص، حريصة على مشاعر شعبها الذي واجه التحديات وانتخبها!؟، لماذا يطالبها عبر التظاهرات السلمية بتحسين الخدمات والقضاء على البطالة وزيادة الرواتب، بما فيها تخصيص رواتب الحماية الاجتماعية للعاطلين والارامل والمحرومين والفقراء!؟

لماذا تشتكي مجالس المحافظات من قلة تخصيصات الاعمار؟، والمتقاعدون من ضعف رواتبهم؟، ولماذا لم تخصص الحكومة العراقية المبلغ الخيالي الذي أنفق على القمة، وماسينفق على الاسلامية فيما بعد إذا تمت الموافقة عليها، على المواطنين العراقيين الذين يعانون من شظف العيش، وانعدام المسكن الذي يشعرهم بمواطنيتهم وقبل ذلك آدميتهم !؟

إن انفاق ثروات العراق في طرق الفساد، الذي احتار المالكي وحاشيته كيف يرمون بالمليارات يمنة ويسرة، لهو فساد مشرعن بحكومة تقترب من الطغيان، أكثر منها ديمقراطية وتحترم رأي شعبها حتى لو كانت منتخبة!، فلم تأخذ الحكومة رأي شعبها الذي تم حجزه (ليس بقرار رسمي طبعا!) خلال اعمال القمة ولمدة أسبوع، حيث شلت الحياة في العاصمة، وهو مالم يحصل في القمم الاثنين والعشرين السابقة!، فعدا التشريفات والضيافة، لم يسمع عن شل الحياة وتعطيل دوائر الدولة وحجز شعوب الرياض أو القاهرة أو تونس أو ليبيا، خلال انعقاد القمم السابقة فيها على سبيل المثال لاالحصر، وكم كلف العراق هذا الاسبوع من تعطيل مؤسسات الدولة والقطاعين العام والخاص، وكم كلف بقاء المواطنين في بيوتهم وخوفهم مما سيحصل، ونصب السيطرات ووقوف السيارات للتفتيش ساعتين وثلاثة وأربعة وغيرها!

ترى كم يوما ستتعطل فيه الحياة في العاصمة خلال انعقاد المؤتمر الاسلامي الذي يطالب به الدباغ!

القمة التي انفقت عليها الحكومة أكثر من مليار دولار، وتبين فيما بعد، وبحسب النزاهة البرلمانية، أن ملايين الدولارات ذهبت إلى جيوب المسؤولين الكبار في الدولة العراقية، يريد الدباغ أن يعيدها على العراقيين بمؤتمر اسلامي!، معظم زعمائه ومنظريه ومفتيه، وقفوا سرا وعلنا، ضد العملية السياسية الجارية في العراق!، واعتبروها طائفية جاءت بالشيعة إلى الحكم، ولن يغير رأيها مؤتمر اسلامي أو اجتماع وزراء خارجية وغيره!

لكن هل فات الدباغ ومن والاه، من كعكة مليار القمة العربية الشيء الكثير!؟، وأخذ يطالب بمؤتمر جديد، حتى ينال حصته التعويضية في إطار المحاصصة والفساد!، بانتظار تصريح جديد من أحد المقربين من المالكي، يطالب فيه بعقد مؤتمر (ربما اقليمي!) يكلف ميزانية العراق مبالغ مهولة!؟

 


3/4/2012
 

free web counter